بوتفليقة يبحث مع نائبة رئيس حكومة إسبانيا ملفات الهجرة والصحراء والإرهاب

TT

استقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس النائبة الأولى لرئيس الحكومة الاسبانية، ماريا تيريزا فيرنانديز دي لافيغا، وبحث معها نزاع الصحراء الغربية وملف الهجرة السرية. وقالت مصادر مطلعة، ان المباحثات شملت ايضاً التنسيق الأمني الثنائي ومحاربة الإرهاب في المنطقة.

وقد شارك في المحادثات وزيرا خارجية البلدين محمد بجاوي وميغال أنخيل موراتينوس، والتقى المسؤولان بعدها مع رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم. وأفادت مصادر تابعت أشغال اللقاء بين دي لافيغا وبوتفليقة، بأن «مدريد دعت الجزائر إلى الانخراط بشكل أكبر في مجهود محاربة هجرة الأفارقة على حدودها، من خلال تعزيز مراقبة الحدود مع المغرب».

وتعد الجزائر بلد عبور بالنسبة للافارقة القادمين من دول الساحل وغرب ووسط افريقيا، بحيث يقيمون فيها بأعداد كبيرة للدخول إلى إسبانيا عبر التراب المغربي. ورحَلت الجزائر مطلع العام الحالي أكثر من 700 مهاجر إلى بلدانهم.

وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الطرف الإسباني «استمع إلى موقف الجزائر من تطورات أزمة المهاجرين غير الشرعيين، حيث دعت إقامة حوار مباشر بين الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي لحل الأزمة نهائيا». وترى السلطات الجزائرية أن الحلول الأمنية التي تميل إليها غالبية الدول الأوروبية، غير مجدية وتفضل أن يبادر الاتحاد الأوروبي بإعداد برامج للتنمية لفائدة الدول الافريقية مصدر الهجرة السرية، لاستحداث مناصب شغل تغني الشباب الأفارقة عن البحث عن مصدر الرزق في أوروبا. وأضاف المصدر: «أوروبا تعلم أن موجة المهاجرين التي تشهدها منذ سنوات، سببها الظروف المعيشية السيئة في افريقيا والنزاعات وبؤر التوتر المشتعلة في بعض البلدان، وقد سبق للمفوضية الافريقية أن أكدت في اجتماعات كثيرة مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي، أن الحل يكون بمساعدة افريقيا اقتصاديا، بدل اعتماد أساليب بوليسية لثني المهاجرين عن الهجرة إلى أوروبا». وأوضح نفس المصدر أن الجزائر «تحرص حرصا شديدا على ضرورة احترام كرامة الإنسان في التعامل مع المهاجرين».

وقد اقترحت إسبانيا وفرنسا في 2003 إقامة مراكز عبور في بلدان المغرب العربي، التي يفد إليها المهاجرون، تحسبا لمغامرة العبور الى القارة القديمة، بهدف إعادتهم إلى بلدانهم، لكن الجزائر تحفظت بشدة عليه، بينما تجاوبت معه موريتانيا، حيث خصصت مواقع للمهاجرين على ترابها، ممن ضبطتهم في شواطئ الأطلسي مسافرين إلى جزر الكناري، وقد أثار هذا الإجراء حفيظة الجزائر.

من جانب آخر، قالت المصادر إن نزاع الصحراء الغربية كان ضمن الملفات الرئيسية التي تناولها الوفد الرسمي الإسباني مع المسؤولين الجزائريين، خلال الزيارة التي دامت يوما واحدا. وقد أبدت الجزائر حرصا، حسب المصدر، على «حل النزاع عن طريق تمكين الصحراويين من حقوقهم التي تكفلها لهم الشرعية الدولية».