مرور سنة على اختطاف موظفي السفارة المغربية في العراق

صورتهما ما زالت حاضرة في التلفزيون المغربي .. ومصيرهما مجهول

TT

مرت سنة كاملة على إعلان جماعة أبي مصعب الزرقاوي اختطاف عبد الرحيم بوعلام وعبد الكريم المحافظي، موظفي السفارة المغربية في بغداد دون أن يظهر لهما أي أثر أو يعرف مصيرهما. ورغم اغتيال الزرقاوي منذ شهور على يد القوات الأميركية، ومشاهدة جميع المغاربة لوجهه الملطخ بالدماء ولحيته الكثة في منظر بدا أشبه بصورة الثوري البوليفي تشي غيفارا، لم تحل وفاته لغز اختطاف موظفي السفارة المغربية بالعراق، فمازالت القناة التلفزيونية المغربية الثانية تضع صورتهما في الركن العلوي للشاشة أثناء نشرات الاخبار، وفي ذلك إشارة إلى أن الجزء الذي يخص المغاربة في «تركة» الزرقاوي مازال لم يصف بعد. ورغم أن حضور صورة بوعلام والمحافظي في جميع نشرات الأخبار يعني أنهما حاضران بشكل دائم ضمن قائمة المستجدات إلا أن الصمت المطبق حول مصيرهما طال أمده إلى درجة أن المشاهد المغربي اعتاد رؤية صورتيهما، دون سماع أي خبر عنهما أو عن جديد البحث الذي تقوده عناصر من مكتب الدراسات والمستندات (الاستخبارات العسكرية) في الأردن منذ حوالي سنة رغم وجود اعتقاد كبير أنهما، ربما، توفيا خلال عمليات القصف التي قامت بها القوات الأميركية أثناء بحثها عن الزرقاوي، والتي لم تكن تخلف غير الغبار والأشلاء الآدمية التي يصعب تمييزها عن بعضها. لقد اعتقد المغاربة أن قصة أشهر مغربيين مختطفين سوف تنتهي عندما نقل التلفزيون المغربي صورا لاعترافات عراقي يدعى زياد خلف كربولي، قيل إنه قائد محلي لتنظيم القاعدة ببلدة الرطبة العراقية القريبة من الحدود مع الأردن، والذي أقر بمسؤوليته عن اختطاف موظفي السفارة المغربية. لم يفت كربولي التأكيد على أنه لم يعد يعرف شيئا عن مصير المختطفين المغربيين منذ تسليمهما لجماعة الزرقاوي، مما اعاد الحزن إلى وجوه المغاربة بعدما أدركوا أن كربولي لم يكشف سوى عن بداية مسلسل الاختطاف وترك لهم حرية تخيل النهاية. وفي سياق ذلك، نشرت العديد من الصحف المغربية، خلال هذه السنة، خبر نعي موظفي السفارة المغربية، وذهبت بعيدا إلى حد تأكيد خبر وفاتهما، كما أن العديد من المسؤولين الحكوميين صاروا يجيبون بنبرة متأسفة عندما يسألون بين الفينة والأخرى عن بوعلام والمحافظي، ويستخدمون العبارة نفسها تقريبا: «إننا نبذل أقصى الجهود لإطلاق سراحهما».