انقسامات حول الضرائب تخيم على مؤتمر حزب المحافظين البريطاني

زعيم الحزب كامرون يحظى بتأييد 73% من الأعضاء

TT

واصل حزب المحافظين، المعارض الرئيسي للحكومة في بريطانيا، مؤتمره السنوي في مدينة بورنموث جنوب انجلترا، في حين صدرت ردود فعل متباينة على خطاب زعيم الحزب ديفيد كامرون، الذي حدد فيه اول من امس سياسته الجديدة للحزب. وبما ان المؤتمر العام الحالي، هو الاول للحزب تحت قيادة كامرون، فان المراقبين السياسيين ووسائل الاعلام كانوا يتطلعون الى ما سيقدمه كامرون من جديد. ونشرت صحيفة «الاندبندنت»، استطلاعا للرأي يفيد بأن 73 في المائة من اعضاء حزب المحافظين راضون عن أداء كامرون.

وغطت جميع الصحف البريطانية امس الخطاب الذي القاه كامرون اول من امس، مركزة على قدرته على استقطاب «الوسط» السياسي، الذي احتله خلال السنوات العشر الماضية حزب العمال بقيادة رئيس الوزراء توني بلير. وتحدث كامرون عن «المسؤولية الاجتماعية» لدى جميع المواطنين، بدلا من الاعتماد فقط على الحكومة، كما طالب حزبه ببناء «البيت بالأسس القوية» لخوض الانتخابات المقبلة.

ويرغب كامرون ووزير الخزانة في حكومة الظل جورج اوسبورن خوض الانتخابات التشريعية، باستقطاب المصوتين من وسط الساحة السياسية، بدلا من التركيز على المؤيدين للتيار اليميني التقليدي للحزب، مما يدفعهما الى عدم اتخاذ سياسات مثيرة للجدل. وظهر انقسام حزبي واضح أمس حول مسألة الضرائب، التي طالما اثرت على السياسة البريطانية.

وبينما اعتاد حزب المحافظين التعهد بخفض نسب الضرائب في حال انتخابه، فان اوسبورن أكد امس انه لن يفعل ذلك رغم المعارضة الداخلية. ويعتبر عدم الاعلان عن برنامج سياسي يعد بخفض الضرائب خرقا واضحا للسياسة التقليدية للحزب، خصوصا لسياسة رئيسة الوزراء الاسبق مارغريت ثاتشر. وفي حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي»، قال اوسبورن امس: «اننا نوسع برنامجنا السياسي ولن نعزف نفس الالحان القديمة التي ادت الى خسارتنا ثلاثة انتخابات عامة». وأضاف: «نحتل الارضية الوسطى في السياسة البريطانية، وعندما ننظر الى منافسينا (حزب العمال) والمأزق الذي هم فيه، فاننا نشعر بالتفاؤل بأننا قد نكسب الانتخابات المقبلة».

وبينما يتمتع كامرون بشعبية واسعة، فان اوسبورن حصل على 34 في المائة فقط من تأييد اعضاء حزب المحافظين، بحسب نتائج الاستطلاع التي نشرت امس. وحذر 46% من المشاركين في الاستطلاع من ان سياسة كامرون قد تستبعد المصوتين التقليديين لصالح الحزب، مما قد يؤثر على حظوظه في الانتخابات المقبلة. وحث حوالي نصف اعضاء الحزب كامرون على تغيير سياسته الاعلامية وشرح برنامجه الانتخابي قريبا، بينما طالب ثلثهم بالاعلان عن خفض نسبة الضرائب في حال تسلم حزب المحافظين الحكم.

وتزامنا مع المؤتمر السنوي، روج مكتب حزب المحافظين الاعلامي لموقع كامرون الالكتروني الخاص، الذي يبث من خلاله اشرطة تسجيلية ليتعرف الشعب البريطاني عليه. ومن بين الاشرطة تسجيل لكامرون وهو يغسل الصحون في منزله، وحديث له عن البيئة والحياة المنزلية.

من جهة اخرى، أخذ حزب المحافظين حيزا من التغطية في الصحف البريطانية، بسبب فضائح مادية قد تؤثر على شعبيته وقدرته على الحكم. فقد كشفت صحيفة «التايمز» (يمين) أمس، ان الشرطة تحقق في فضيحة «المال مقابل الالقاب»، التي عصفت بحزب العمال قبل اشهر قليلة، والتي انجر اليها حزب المحافظين الان. وقالت الصحيفة ان الشرطة استجوبت المليونير روبرت ادمنستون الذي حول قرضا الى حزب المحافظين قيمته مليونا جنيه استرليني الى تبرع هذا العام، وذلك حتى لا يلزم الحزب بالاعلان عن التبرع.