البوسنة: فوز سيلاجيتش بالمقعد المسلم الرئاسي وخسارة القوميين الصرب والكروات

الاتحاد الأوروبي يشيد بسير الانتخابات وبوادر صراع بين التشكيل الرئاسي الجديد

TT

أشارت النتائج شبه النهائية للانتخابات الرئاسية البوسنية التي جرت اول من امس، إلى فوز ثلاثة مرشحين جدد من خارج الحزبين القوميين المتشددين، الحزب الديمقراطي الصربي، الذي أسسه زعيم صرب البوسنة سابقا والمتهم من قبل محكمة جرائم الحرب بلاهاي، بارتكاب جرائم حرب، والتجمع الكرواتي الديمقراطي، الذي يرأسه دراغن تشوفيتش، العضو السابق في مجلس الرئاسة، والذي تمت إقالته من قبل المبعوث الدولي السابق بادي آشدوان بسبب الفساد والرشوة. كما ترك رئيس، حزب العمل الديمقراطي، وعضو مجلس الرئاسة الحالي منصبه، سليمان تيهيتش لصالح حارث سيلاجيتش، رئيس الوزراء الأسبق في عهد الرئيس الراحل علي عزت بيغوفيتش.

وقد أثنى الاتحاد الاوروبي على الانتخابات ووصفها بالنزيهة والشفافة. كما أشاد المبعوث الدولي إلى البوسنة كريستيان شوارتز شيلينغ بسير الانتخابات.

وقالت لجنة الانتخابات البوسنية في مؤتمر صحافي عقدته أمس في سراييفو ان نسبة المشاركة بلغت 52.47%. وكشفت عمليات الفرز عن مفاجآت كثيرة، من بينها خسارة الحزبين القوميين الصربي والكرواتي للكثير من مقاعد البرلمانات (المركزي والفيدرالي وبرلمان جمهورية صربسكا الذي يشترك فيه البوشناق والكروات وبرلمانات الأقاليم حيث لكل اقليم حكومة محلية).

وبعد فرز أكثر من نصف الاصوات تبين فوز سيلاجيتش، المرشح لمنصب عضو مجلس الرئاسة عن المسلمين بمعقد الرئاسة، وذلك بعد حصوله على 38.13% بينما لم يحصل تيهيتش سوى على 18.12%. كما تأكد فوز جيلكو كومشيتش، مرشح، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بمقعد مجلس الرئاسة عن الكروات، باعتراف منافسه الأقوى في «التجمع الكرواتي الديمقراطي» ايفو ميرو يوفيتش. وفي الجانب الصربي تم اسقاط مرشح، الحزب الديمقراطي الصربي، ملادن بوسيتش، على يد مرشح، الحزب الاشتراكي الديمقراطي المستقل، نيبوشا رادمانوفيتش، حيث حصل على 56.25% مقابل 23.38% لبوسيتش.

وتعد النتائج المذكورة شبه نهائية حيث اعترف المتسابقون والبالغ عددهم 23 مرشحا بفوز كل من سيلاجيتش، ورادمانوفيتش، وكومشيتش. وهنأ كل من تيهيتش ويوسيتش وبوسيتش القادة الجدد في مجلس الرئاسة أمس. وقال ميلوراد دوديك، رئيس، الحزب الاشتراكي الديمقراطي المستقل، إن حزبه فاز بأكثر من 53 في المائة من مقاعد برلمان المناطق الادارية التي يهيمن عليها الصرب ويشترك في حكمها البوشناق والكروات وبها 83 مقعدا. بينما حصل على 60 في المائة من الاصوات في مدينة بنيالوكا على حد قوله. كما أشار إلى فوز حزبه بثمانية مقاعد من مقاعد البرلمان المركزي الذي يضم 42 مقعدا. بينما فاز، حزب العمل الديمقراطي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، حسب النتائج الاولية بأغلبية مقاعد البرلمان الفيدرالي البالغ عددها 98 مقعدا.

وبدوره، أكد سيلاجيتش أمس فوزه وقال: «يجب وقف الانقسام الحاصل في البوسنة، والعمل على توحيد بلادنا واقرار دستور جديد». وتابع قائلاً: «ان تحسين الظروف المعيشية والنهوض بالاقتصاد سيكون من أولوياتنا». وأشار إلى الشعار الذي رفعه في الحملة الانتخابية وهو: «يجب أن نعمل جميعا من اجل تحقيق معنى: البوسنة مائة في المائة». ودعا المجتمع الدولي إلى «عدم ترك البوسنة لوحدها، والوقوف في وجه من يعرقلون الاصلاحات».

ويبدو أن هناك موعدا جديدا مع الصراعات السياسية الإثنية، حيث قال الفائز بمقعد الرئاسة عن الصرب إن «تصريحات سيلاجيتش تنبئ بتعاون صعب وصراع سياسي في المستقبل مما يعرقل عمل مجلس الرئاسة». وسيستمر مجلس الرئاسة الحالي في العمل لمدة 4 سنوات تجري بعدها انتخابات جديدة. ولا يعرف من سيبدأ برئاسة مجلس الرئاسة الذي يتناوب الاعضاء على رئاسته كل 8 أشهر.