كركوك: اعتقال زعيم عشيرة من دعاة إطلاق صدام وسط تكهنات حول صلته بمسلحين

عشائر الرمادي تعلن أنها قتلت 33 «إرهابيا» > مقتل 11 من المسلحين العرب في مواجهة أمنية > انفجار شاحنة ملغومة خارج مقر للجيش العراقي في الرمادي

TT

أعلنت الشرطة العراقية، امس، أن عناصر من الجيش العراقي اعتقلت مساء اول من امس الشيخ علي حسين خلف الجوالي شيخ عشيرة الجوالة العربية السنية في محافظة كركوك. من ناحية ثانية، أعلنت عشائر الرمادي أنها قتلت 33 «إرهابيا».

فقد أوضح الرائد محمود عبد الله من شرطة ناحية الرشاد في محافظة كركوك أن «وحدات الجيش اعتقلت الشيخ قبيل الافطار قرب قريته الدكمات جنوب كركوك»، مشيرا الى ان «الشيخ من الشخصيات التي لعبت دورا في الدعوة الى اطلاق سراح» الرئيس المخلوع صدام حسين. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، لمح ضابط الشرطة الى أن الجوالي «قد يكون اعتقل لاتهامه بصلات مع قيادات المسلحين أو معرفتهم»، موضحا أنه «كان قد اعتقل مطلع عام 2004 من قبل القوات الاميركية لصلته بعزة الدوري او لامتلاكه معلومات عنه». وقال ان الطريق الذي يربط بين كركوك وتكريت وأصبح يسمى «طريق الموت»، يشهد عمليات خطف وقتل وانتشار لمسلحين غالبيتهم من تنظيم «القاعدة» او جيش أنصار السنة وخصوصا قرب نهر زغيتون أو سيطرة المطار أو الحميرة. وأضاف ان المسلحين يستهدفون «مهندسين وأطباء وعاملين بالنفط والغاز وعناصر الشرطة والجيش العراقي ومواطنين من الشيعة او الاكراد».

كما عثرت شرطة طوز خورماتو جنوب كركوك على «ثلاث جثث بدت عليها آثار تعذيب وطلقات نارية في منطقتي الرأس والصدر». وقد عثر خلال الاسابيع الماضية على جثث لعراقيين من الشيعة التركمان يعملون في محطة كهرباء بيجي ومصفاة بيجي، وهم من أهالي قره تبه وامرلي وسليمان بيك وينكجا.

من ناحية ثانية، أعلن مصدر أمني عراقي، أمس، مقتل شخص وإصابة اربعة آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة في حي الدورة جنوب بغداد. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان «سيارة مفخخة انفجرت بالقرب من محطة غاز الصمود على مسافة قريبة من حاجز للتفتيش، وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة اربعة آخرين بجروح».

من جهة اخرى، قال مصدر في الشرطة ان «شرطيا ومدنيا أصيبا بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية في شارع سلمان فائق في حي الكرادة وسط بغداد» صباح أمس. كما عثرت الشرطة في منطقة الصويرة (60 كلم جنوب شرقي بغداد) على «اربع جثث هي لثلاثة لرجال وامرأة واحدة بدت آثار تعذيب وطلقات نارية عليها».

الى ذلك، صرح شيخ عشيرة سنية في مدينة الرمادي، امس، بأن قوات تابعة للعشائر السنية تمكنت من قتل 33 «إرهابيا» واعتقال ثلاثة آخرين في عملية مسلحة لتطهير الطريق البري الدولي الذي يربط العراق بسورية والأردن، والذي يشهد عمليات خطف وقتل للمسافرين. وحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قال الشيخ عبد الستار فتيخان شيخ عشيرة «البو ريشة» في الرمادي لمحطة تلفزيون العراقية الحكومية، أمس «إن قوات العشائر تمكنت من تطهير الخط الدولي السريع وقتل 33 إرهابيا واعتقال 3 آخرين». وأضاف أن «إرهابيين» اتخذوا «هذا الطريق لتنفيذ عمليات اختطاف وقتل وسرقات». وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد التقى زعماء وشيوخ القبائل في مدينة الرمادي الاسبوع الماضي ووعدهم بتقديم كل أشكال الدعم العسكري والمادي لهم، لمواجهة الجماعات المسلحة التي تنتشر في مناطق غرب بغداد.

من ناحية أخرى، أعلن الجيش الأميركي أمس مقتل اثنين من جنوده اول من امس في هجومين منفصلين في العراق أحدهم بنيران قناص في بغداد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان للجيش أن «جنديا من لواء المشاة الثالث في الفرقة 25 أصيب بنيران معادية قرب كركوك الثلاثاء وتوفي في وقت لاحق جراء إصابته». وفي حادث منفصل، أعلن الجيش في بيان آخر أن «جنديا قتل بنيران قناص شرق بغداد الثلاثاء» أيضا. وفي البصرة لقي أحد أفراد الشرطة المحلية حتفه في منطقة شط العرب أمس. وقال مصدر في الشرطة لـ«الشرق الأوسط» إن الشرطي عباس ياسين المكصوصي، قتل بعد ساعات قليلة من اختطافه من قبل مسلحين مجهولين. وعلى صعيد آخر، نفذت القوات البريطانية العاملة في محافظة البصرة جنوب العراق ضمن القوات المتعددة الجنسيات، أمس، عمليات مداهمة وتفتيش في حي القبلة غرب المدينة.

وقال الناطق الإعلامي باسم هذه القوات للصحافيين إنه تم القبض على ثلاثة من المشتبه فيهم وعثر على كميات من الأسلحة غير المرخصة. وأشار الى ان اشتباكا وقع مع عدد من المسلحين في المنطقة أدى الى إصابة أحد المسلحين بجروح وإعطاب آلية بريطانية. وعلى الصعيد ذاته، سقطت ليلة أول من أمس عشر قذائف هاون على مقر القوات البريطانية في منطقة الساعي السكنية وسط البصرة.

وأعلن مصدر في الجيش العراقي أمس مقتل 11 من «المسلحين العرب» في اشتباكات في المقدادية (105 كلم شمال شرق بغداد)، هم تسعة سوريين وسعودي وسوداني.

وقال المصدر العسكري ان «قوات الجيش داهمت اوكارا لجماعات ارهابية مسلحة في منطقة زراعية في محيط بلدة المقدادية، بعد الحصول على معلومات استخباراتية عن وجودهم، واشتبكت معهم، مما اسفر عن مقتل 11 مسلحا». وحسب وكالة الصحافية الفرنسية اشار المصدر، وهو ضابط في الفرقة الخامسة للجيش العراقي ان «المسلحين هم تسعة من السوريين وسعودي وسوداني». وتشن قوات وزارة الدفاع عملية عسكرية في محافظة ديالى، وكبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، منذ خمسة ايام عملية اطلق عليها «الرد السريع»، اسفرت عن اعتقال 130 شخصا بينهم 85 مطلوبا للجهات الامنية. كما اكدت قيادة الفرقة الخامسة انها احبطت «اقامة إمارة اسلامية» في ديالى، كان المفروض ان يتم اعلانها بعد عيد الفطر، مشيرة الى «مصادرة كميات كبيرة من الاسلحة» خلال هذه العملية، التي ما تزال مستمرة.

وفي تطور لاحق أمس، قالت الشرطة العراقية، ان مهاجما شن هجوما انتحاريا بشاحنة ملغومة خارج مقر الجيش العراقي في الرمادي أمس، ويخشى سقوط الكثير من الضحايا. وقال قائد شرطة محافظة الانبار لوكالة رويترز، ان الشاحنة انفجرت خارج القاعدة في غرب الرمادي. وقال سكان ان القاعدة قريبة من العديد من المنشآت العسكرية الاميركية.