مسؤول في أمانة بغداد: خيول الرئاسة تعرضت للسلب ولم يبق منها سوى 16 حصانا في العراق

هيئة جنوب أفريقية عرضت 50 مليون دولار لشراء الخيول

TT

يعشق خيوله إلى حد الهوس، هكذا وصف المسؤول عن اسطبل الخيول العربية الأصيلة علاقته بالخيول الأصيلة في الإسطبل العائد لأمانة بغداد، وهو يأتي إليه في ساعات متأخرة من الليل رغم حظر التجوال وأخطار المواجهات في المناطق الساخنة، من اجل تسهيل عملية ولادة فرس تدعى (ميلاد) وأخرى اسمها (العبور)، يتنقل بينها باعتزاز وكأن مجموعة خيول الاسطبل هي جزء من عائلته، فهو يعرف كل جزء من الحديقة وتفاصيل كل الخيول بها. الدكتور البيطري ابو بكر فاروق، لم يتعد عمره السابعة والثلاثين، لكنه ومن خلال تصرفاته مع الخيول، يجعلك تتصور انه عاصر العرب القدماء، وعرف منهم أهمية هذه الخيل، وبدوره نقل لـ«الشرق الأوسط» جزءا مما عرفه العرب عن خيولهم، موضحا أن الخيول العربية تمتاز بأمور قد لا تجدها في أنواع أخرى من الأحصنة في العالم. ويقول ان الحصان العربي يمتاز بحجمه المتوسط ونحافته ودقه قدميه وقدرته على الجري السريع والطويل في نفس الوقت، كذلك قدرته على القفز ، وهذا ما يجعل الخيول العربية مرغوبا بها في جميع أنحاء العالم.

كما يمكن تمييز الفرس العربية من مسافة بعيدة جدا فعند جريها ترفع ذيلها إلى الأعلى وهو عكس بقية الأصناف، كما يمكن تمييزها من خلال سعة سواد عيونها وانفها المقعر إلى الداخل، أي افنص.

ويقول الطبيب أبو بكر فاروق إن الخيول الموجودة الآن في الاسطبل التابع لأمانه بغداد، هي خيول عربية أصيلة وغير مهجنة بأي نوع آخر، وكل منها حائز شهادة صادرة من بريطانيا، فهناك معهد يقوم بفحص الـ«دي ان إي» لكل حيوان ترغب الجهة المالكة بمعرفة أصله.

وأضاف أن عدد هذه الخيول كان يبلغ 16 حصانا منذ اكثر من عامين، وازداد ليصبح 25 حصانا بالتكاثر. وعن الكيفية التي حصلت بها الأمانة أو حديقة بغداد على هذه الأحصنة، أوضح الدكتور فاروق أن «ديوان الرئاسة كان يمتلك جميع هذه الخيول في السابق، وكان عددها 76 وبعد سقوط بغداد تعرضت للسلب والنهب. وبدأنا عملية تتبع وبحث مكثفة لمعرفة أماكن وجود هذه الخيول» ويضيف فاروق «علمت من مصادر معينة أن هناك 16 منها في منطقة زراعية تابعة لقضاء أبي غريب، وفعلا حصلنا على موافقات أصولية ومن بعض الجهات الأمنية، وتحركنا لمداهمة المكان وبإسناد قوات مشتركة، وفعلا ضبطنا في نفس المكان 16 منها. كما جاءتنا معلومات عن وجود 32 حصانا آخر في محافظة صلاح الدين، عند رجل نافذ، وفعلا تحركنا بعد مخاطبة محافظ صلاح الدين الذي لم يقدم لنا أي مساعدة رغم سفرنا إلى هناك لأكثر من ثلاث مرات لكنه تعمد تهديدنا بطريقة غير مباشرة، وأوضح انه لن يحمينا إذا دخلنا هذه المنطقة الخطيرة. أما الأعداد الأخرى فقد توزعت بين الذين تعدوا عليها، وهنا من الصعب إعادتها كما أن عددا آخر تم تهريبه إلى خارج العراق، فهناك دول وجهات تعرف تماما قيمة كل حصان، لأنه معروف ليس في العراق بل في العالم».

ويشير دكتور فاروق الى أن «ديوان الرئاسة لم تخلفه أي جهة، وان هذه الخيول غير تابعة لجهة الآن، إلا أننا تمكنا من جمعها والمحافظة عليها، وأدخلناها سجلات الدولة من جديد، ونحن الآن نقوم بتكثيرها».

وعن قيمة هذه الأحصنة أوضح المسؤول عن اسطبل الخيول أن «منظمة تابعة لدولة جنوب أفريقيا جاءت إلى العراق لتقديم المساعدة، وعندما علمت بوجود هذه الأحصنة، عرض المسؤول عن البعثة خمسين مليون دولار لشراء 16 حصانا من هذه الخيول العربية، لكن عرضه قوبل بالرفض.

كما عرض أمين بغداد السابق ان يقدمها هدية لأحد رؤساء الدول العربية ورفضت أيضا، بعدها حاربني في عملي، لكن الأمين الحالي رجل متفهم، ويساعدني كثيرا».

وأضاف أن «هناك جهات تحاول الحصول على حيامن من الأحصنة التابعة لهذا الاسطبل مقابل ربع مليون دينار عن كل مرة ونحن نسميها في العراق تكثير او تشبيب». ودعا دكتور فاروق في ختام حديثه كافة الجهات إلى الانتباه لمكانة العراق في مجال تربية الخيول وما عرف عن اهل العراق من حبهم لتربيتها وتكثيرها، وإطلاق التسميات عليها، «ولهذا يجب ان نعمل على تطوير إمكانياتنا لاستعادة مكانة العراق الدولية في هذا المجال».