الأردن: قطر حصلت على مقعدها بنظام التناوب العربي وكان يفترض أن تترجم قرار الإجماع العربي

الأمير زيد يسحب ترشيحه والتوتر يستمر بين عمان والدوحة

TT

قدم وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب لامين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، توضيحا لما جرى في مجلس الأمن، خلال عملية الاقتراع التجريبي لاختيار خلفا للأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان.

وأشار الخطيب، في اتصال هاتفي أمس، إلى أن الاستياء الأردني من قطر ناتج عن موقفها تجاه المرشح الأردني الأمير زيد بن رعد لمنصب أمين عام الأمم المتحدة، خلال عمليات الاقتراع التي جرت لهذه الغاية. وأضاف أن قطر حصلت على المقعد غير الدائم في مجلس الأمن، وفقا لنظام التناوب العربي المتبع، وبالتالي، كان يفترض بها أن تترجم قرار الإجماع العربي بشأن ترشيح الأمير زيد بن رعد لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أصدره مجلس جامعة الدول العربية في دورته العادية 126 بتاريخ 6/6/2006، والذي أعرب فيه عن «تأييد ترشيح الأمير زيد لهذا المنصب، ويدعو المجموعات العربية في نيويورك وجنيف وفيينا بالتحرك الفوري لحشد تأييد المجموعات الجغرافية والسياسية، والدول الأعضاء في مجلس الأمن للمرشح العربي وتوفير أقصى الدعم لمرشح الأردن». وأوضح وزير الخارجية أنه كان بإمكان وفد قطر في مجلس الأمن، خلال الاقتراع التجريبي الذي جرى لمرتين متتاليتين، أن يقترع لصالح أكثر من مرشح، إلا أن الوفد القطري، بالإضافة إلى عدم الالتزام بالإجماع العربي بتأييده للمرشح، أبدى تصميما على معارضة الترشيح الأردني، في حين قامت دول عديدة في مجلس الأمن بالاقتراع لصالح أكثر من مرشح، وكان متاحاً أمام الوفد القطري التصويت لصالح الأمير والتصويت لصالح مرشح تايلند، الذي كانت قطر قد ذكرت التزامها بالتصويت لصالحه قبل وجود مرشح عربي.

وأبلغ الناطق باسم الحكومة ناصر جودة «الشرق الأوسط»، أن استدعاء السفير جاء بسبب الموقف القطري بالامتناع عن دعم مرشح الإجماع العربي الأمير زيد بن رعد لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفا لكوفي انان، إلى جانب جملة من القضايا المتراكمة، منها «الحملات الإعلامية المتتالية الموجهة ضد المملكة».

وتساءل جودة عن المصلحة الكامنة وراء الموقف القطري من مرشح الإجماع العربي، علما أن هذه هي المرة الأولى التي ينافس بها عربي ومسلم على هذا المنصب، مشيرا إلى أن المندوب القطري في الأمم المتحدة لم يكتف بعدم التصويت للأمير زيد، إنما حشد ضده لصالح مرشح آخر. وقال إن «استدعاء سفيرنا هو إجراء دبلوماسي يهدف إلى إيصال رسالة احتجاج إلى دولة قطر»، موضحا أن هذه الخطوة «لا تعني سحب السفير أو قطع العلاقات بين البلدين».

وأشارت مصادر سياسية عربية في عمان، إلى أن الموقف القطري من المرشح الأردني هو بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير»، اذ سبقت ذلك سلسلة من افتعال مسؤولين قطريين أزمات مع الأردن، توالت عبر ذراعها الإعلامية «فضائية الجزيرة»، من خلال الطعن في مواقف الأردن وتاريخه.

كما أشار إلى «التضييق على العمالة الأردنية في قطر خلال السنوات الأخيرة في مواضيع التأشيرات والإقامة وعدم تجديدها وإلى مواقف قطر المخالفة للمواقف العربية، خصوصا موقفها الأخير خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان».

من جهة أخرى، أعلن الأمير الأردني زيد بن رعد أمس سحب ترشيحه، وذلك في رسالة إلى الرئيس الدوري لمجلس الأمن كينزر اوشيما.

وكان الأمير زيد، 42 عاما، وهو ابن عم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وسفير الأردن لدى الأمم المتحدة اصغر المرشحين السبعة لخلافة كوفي انان، الذي سيغادر منصبه في الأمانة العامة للأمم المتحدة نهاية ديسمبر (كانون الاول) القادم.