دبلوماسي صومالي: أين كانت الجامعة العربية في الـ 16 عاما الماضية؟

وصف المحاكم الإسلامية بأنها أخطر من طالبان

TT

شن السفير الصومالي لدى الصين محمد أحمد عويل هجوما عنيفا على الجامعة العربية بسبب التصريحات التي أدلى بها السفير سمير حسني مسؤول ملف الصومال في الجامعة العربية والتي قال فيها ان الجامعة لا تعتبر استيلاء المحاكم الإسلامية الشهر الماضي على مدينة كيسمايو الاستراتيجية انتهاكا لاتفاق الخرطوم الموقع بين الحكومة الصومالية والمحاكم الإسلامية والذي ينص على عدم محاولة أي طرف التوسع عسكريا او سياسيا خارج المناطق الخاضعة لسيطرته.

ووصف عويل في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من العاصمة الصينية بكين، تصريحات السفير حسني المذكورة بأنها «خارجة عن اطار اللياقة والقواعد الدبلوماسية»، معتبرا انها «ليست في صالح الصومال على الاطلاق وتفوح منها رائحة الانحياز التام للمحاكم الإسلامية».

وأضاف: أين كانت الجامعة العربية من الصومال ومشاكله خلال الـ 16 عاما الماضية، معتبرا ان الجامعة تحتاج إلى اصلاح جذري وتغييرات جوهرية، مشيرا إلى ان مبلغ الـ 26 مليون دولار والذي كانت خصصته القمة العربية في الجزائر، لم يصل منه إلا القليل للحكومة الصومالية، وأوضح ان الدول العربية تجهل طبيعة الصومال ومشاكله وتركيبته القبلية المعقدة.

وقال الدبلوماسي الصومالي ان المحاكم الإسلامية اخطر من حركة طالبان وهي ميليشيا قبلية ولا يمكن ان تمثل جميع الصوماليين «وتضم في صفوفها المئات من المرتزقة من جنسيات عربية وآسيوية»، معتبرا انها العدو الأول للشعب الصومالي.

إلى ذلك أجرى رئيس وزراء إثيوبيا ملس زيناوي أمس محادثات مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصومال فرانسوا لونسيني تطورات الاوضاع السياسية الراهنة في الصومال وسبل إحلال السلام والاستقرار في البلاد.

ويزور لونسيني اديس أبابا في إطار جولة بالمنطقة تشمل سبع دول يجري خلالها محادثات مكثفة حول تطورات الازمة الصومالية ومحاولة إنجاح الجولة القادمة والثالثة من محادثات الخرطوم بين الحكومة الانتقالية واتحاد المحاكم الإسلامية المقرر عقدها في الثلاثين من الشهر الجاري.

وقال لونسيني للصحافيين عقب لقائه زيناوي، إن رئيس الوزراء الاثيوبي تعهد خلال اللقاء بان تعمل حكومته بكل جهد من أجل تحقيق السلام والاستقرار في الصومال بالتنسيق مع الامم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف «الإيقاد»، مشيراً إلى أن زيناوي شدد على أهمية تقديم الدعم اللازم للحكومة الصومالية الانتقالية، كما دعا الأمم المتحدة إلى المبادرة باتخاذ الخطوات التي يمكن ان تؤدي إلى نشر قوة إقليمية في الصومال بأسرع وقت ممكن.

وأوضح لونسيني أنه التقى برئيس مفوضية مجلس السلم والأمن الأفريقي سعيد جينيت وتركزت محادثاتهما حول تطورات الأزمة الصومالية.

ومن المقرر أن يغادر المبعوث الدولي اليوم إلى اريتريا في إطار جولته التي تشمل جيبوتي والسودان وأوغندا واليمن ومصر من اجل تبادل الآراء مع قادة تلك الدول حول الأزمة الصومالية وكيفية إيجاد حل لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.