اغتيال أحد قادة حماس في شمال الضفة بعد 24 ساعة على تهديدات كتائب الأقصى

فلسطينيون يتهمون المستعربين في الجيش الإسرائيلي بإثارة الفتنة

TT

بعد 24 ساعة تقريبا على تهديد كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح، بتصفية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ووزير الداخلية سعيد صيام وآخرين في الحركة تصفهم برؤوس الفتن، اغتيل في شمال غربي الضفة الغربية، احد قادة حماس المحليين على ايدي مسلحين مجهولين.

واتهمت اطراف فلسطينية المستعربين (وحدة دوفديفان) في الجيش الاسرائيلي بتنفيذ عملية اغتيال محمد فايق خضر عودة التي تمت في قرية حبلة في محافظة قلقيلية. وقال شهود عيان ان القتلة وعددهم اربعة فروا من مكان الجريمة في سيارة من طراز «فورد» بيضاء اللون تحمل لوحة ارقام اسرائيلية صفراء، لكن الجيش الاسرائيلي نفى أي علاقة له بالعملية. وأكد النائب أحمد هزاع، أن قوات خاصة إسرائيلية قامت باغتيال عودة، حيث نقل عن شهود عيان أن سيارة كانت تراقب منزله، قبل أن يقوم الملثمون بإطلاق النار من داخلها تجاه الفقيد. واعتبر أن «هذه المحاولة الإجرامية هي محاولة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لإثارة الفتنة بين أبناء شعبنا في قلقليلية، خاصة أن المحافظة لم تشهد أية مناوشات بين أي فصيل وآخر، كما تم التفاهم بين جميع الفصائل والقوى للمحافظة على وحدة ولحمة شعبنا» منوهاً إلى أن «هذا الحادث الإرهابي يأتي لإثارة الفتنة».

لكن اذا ما ثبت ان هذه العملية من فعل فلسطيني فانها ستكون الاولى من نوعها في الضفة الغربية، اذ اقتصرت عمليات الاغتيال على قطاع غزة فحسب. وفي هذا السياق يذكر ان الناطق باسم حركة حماس مشير المصري حذر في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» انه اذا ما نفذت كتائب الاقصى تهديدها بتصفية قادة حماس فانها بذلك ستعمل على حرق الاخضر واليابس، بمعنى ان حركة حماس لن تقف مكتوفة الايدي وهي ترى قادتها يقتلون واحدا تلو الاخر، وسترد بالمثل.

وقتل عودة، 37 عاما، عندما اطلقت مجموعة من المسلحين الملثمين النار عليه أثناء خروجه من منزله في بلدة حبله، جنوب قلقيلية، في طريقه إلى مسجد القرية لأداء صلاة الفجر. وفارق الحياة وهو في طريقه الى مستشفى وكالة الغوث الدولية في قلقيلية.

ونقل عن شهود عيان آخرين القول إن السيارة كانت قرب منزل عودة، وانه توجه عندما خرج للصلاة، لمعرفة من بداخلها، فطلبوا منه الابتعاد، وبعد ابتعاده لمسافة 60 متراً، إطلقوا النار عليه.

وفاز عودة في الانتخابات البلدية في البلدة ضمن كتلة «التغيير والاصلاح». واعتقلت السلطات الاسرائيلية عودة لأكثر من عامين، وهو اب لاربعة اطفال ويعمل في التجارة، ويتولى الإمامة والخطابة في مسجد البلدة. وصف محافظ قلقيلية ربيح الخندقجي، عملية الاغتيال بالعملية «الجبانة والغريبة عن مجتمعنا الفلسطيني وتقاليده النضالية». واضاف «سنعمل مع الاجهزة الامنية للكشف عن تفاصيل الحادث، وليس هذا السلوك غريبا عن المستوطنين».

وطالبت حماس بإنزال القصاص بمنفذي عملية الاغتيال والكشف عنهم ومن يقف وراءهم، مؤكدة أن الهدف من وراء اغتيال خضر هو إشعال نار الفتنة. وقالت إن «هذه الجريمة تأتي ضمن مسلسل الترويع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني»، مطالبة الأجهزة الأمنية الفلسطينية بممارسة عملها في حفظ النظام.

وتواصلت اعمال العنف والانفلات الامني في الاراضي الفلسطينية لا سيما في غزة، اذ قام مجموعة من المسلحين الملثمين باقتحام محطة بث للهواتف الجوالة في المدينة، واطلقوا النار في المحطتين الامر الذي الحق خللا في التغطية.

واقتحم المسلحون، الذين لم يكشفوا عن هوياتهم، مكاتب شركة جوال الفلسطينية وبدأوا باطلاق النار. وفي وقت لاحق هاجم مسلحون مكاتب جوال في مخيم جباليا شمال غزة. واغلق عشرات من عائلات «الشهداء والجرحى» صباح امس احد الشوارع الرئيسية في مدينة غزة للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ سبعة اشهر. وتجمع المتظاهرون امام مكتب «رعاية اسر الشهداء والجرحى» التابع للسلطة في حي الرمال بغزة احتجاجا على عدم تلقيهم مستحقاتهم المالية. ومنع المتظاهرون المركبات من المرور وكانوا يرددون هتافات تدعو الحكومة الفلسطينية الى صرف رواتبهم.