قوات الناتو تدخل عرين «القاعدة» في شرق أفغانستان

مقتل جنديين كنديين وإصابة خمسة بجراح في أفغانستان

TT

اعلنت وزارة الدفاع الكندية مساء امس ان جنديين كنديين قتلا في جنوب افغانستان ما يرفع الى 39 عدد العسكريين الكنديين الذين قتلوا في هذا البلد منذ 2002.

ومن ناحيتها، اعلنت القوة الدولية للمساعدة على الامن (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي ان جنديا من الحلف قتل واعتبر اخر قتيلا بعد هجوم تعرضت له دوريتهما ولكنها لم توضح جنسيتهما. واوضح المصدر ان الهجوم اسفر ايضا عن وقوع ثمانية جرحى. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكندية ريان هولباين ان «جنديين كنديين قتلا وجرح عدد اخر من عسكريي ايساف خلال عملية على بعد 20 كلم الى غرب قندهار». واوضح ان الجنديين اللذين كانا يشاركان في عملية نزع الغام قبل شق طريق، تعرضا لهجوم بـ«هاون وقاذفات القنابل والاسلحة الخفيفة».

واوضح ان الجرحى الكنديين الذين لم يوضح عددهم، يعانون من جروح ليست خطيرة.

وكان الجيش الأميركي اعلن اول من امس إن اثنين من عناصره لقيا مصرعهما في أفغانستان، كما أصيب ثلاثة جنود آخرين، وذلك من جراء اشتباكات نشبت في شرق أفغانستان. وأكد بيان عسكري أميركي أيضا مصرع جندي أفغاني. ووفقا للبيان الصادر من مركز معلومات التحالف، هاجم مسلحون دورية تابعة للجيش الأميركي كانت تعمل في إقليم كونار الأفغاني. وأسفرت عملية انتحارية السبت الماضي في كابل عن مقتل 13 شخصاً وإصابة العشرات. وتتزامن الهجمات المتتالية مع بسط الناتو سيطرته المباشرة على غالبية العمليات العسكرية في أفغانستان في خطوة ستضع 12 ألف جندي أميركي إضافيا تحت قيادة حلف شمال الأطلسي.

وتستعد قوات حلف شمال الاطلسي لدخول الاراضي التي يسيطر عليها تنظيم «القاعدة» عبر بسط قيادتها العسكرية على شرق افغانستان اليوم. وفي حين ان جنوب افغانستان مهد حركة طالبان، كان شرق البلاد دائما معقل «القاعدة»، وهي المنطقة التي رصد فيها زعيم التنظيم اسامة بن لادن حيا للمرة الاخيرة في ديسمبر (كانون الاول) 2001 في جبال تورا بورا. ويعتبر الحلف الاطلسي الذي باتت تشمل قيادته كل انحاء البلاد، ان وجوده في الشرق رمزي ولا يشكل تحديا عسكريا كما حصل في الجنوب حيث تمركز اواخر يوليو (تموز). وقال المتحدث باسم الحلف في كابل مارك لايتي «انها مهمة الحلف الاطلسي الاكثر اهمية في الاعوام الاخيرة». وسيزداد عديد القوة الدولية للمساعدة على ارساء الأمن (ايساف) التابعة للحلف من 21 الف عنصر الى 33 الفا عبر ضم عسكريين اميركيين يعملون شرق البلاد.

ومن جهة اخرى في كابل اعلن رئيس لجنة المصالحة صبغة الله مجددي امس ان نحو 2300 متمرد التحقوا بالحكومة الافغانية منذ بداية عملية المصالحة في البلاد مطلع السنة الجارية. وصرح مجددي في مؤتمر صحافي ان »نحو 2300 من عناصر طالبان وانصار (رئيس الوزراء السابق) قلب الدين حكمتيار وغيرهم من الاشقاء التحقوا بعملية السلام حتى الآن».

واوضح انه تم الافراج عن 462 سجينا من مركز الاعتقال الاميركي في باغرام قرب ابول و17 من غوانتانامو بفضل اللجنة التي تضم ايضا مسؤولين كبار في حركة طالبان من بينهم وزير الخارجية السابق وكيل احمد المتوكل وسفيرها السابق في باكستان عبد السلام ضعيف. واتهم مجددي باكستان بالسعي لزعزعة استقرار افغانستان مؤكدا انه تعرض لعدة محاولات اغتيال من قبل اجهزة الاستخبارات الباكستانية. وقال ان «اشخاصا عدة ابدوا اهتمامهم بعملية المصالحة والقوا السلاح وهو ما اثار قلق الاستخبارات الباكستانية التي قررت اغتيالي. والجميع يعرف لعبة الباكستانيين في افغانستان».

واكد مجددي انه تلقى عروضا لانضمام قياديي طالبان مقابل مناصب سياسية. واضاف «ان قادة طالبان السابقين اتصلوا بنا وطلبوا منا مناصب سياسية لكننا رفضنا ودعيناهم الى الاستسلام قبل كل شيء والانضمام الى عملية السلام»، لكنه لم يكشف عن هويتهم مشددا على ان معظمهم يعيش في باكستان. واوضح ان قلب الدين حكمتيار الذي يشتبه في انه حليف طالبان يوجد ايضا في باكستان. وعرضت لجنة المصالحة عفوا على كامل حركة طالبان باستثناء مائة من كبار المسؤولين المطلوبين بتهمة الارهاب مقابل انضمامها الى حكومة حميد كرزاي اول رئيس افغاني منتخب في اكتوبر (تشرين الاول) 2004.

ومن ناحية اخرى قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة امس ان القتال بين القوات بقيادة حلف شمال الاطلسي والمتمردين في شتى أنحاء جنوب أفغانستان شردت بين 80 ألفا و90 ألف فرد خلال الشهور القليلة الماضية.

وتزايد العنف في جنوب أفغانستان منذ فصل الربيع اذ تشن حركة طالبان سلسلة من الهجمات وترد القوات الدولية والافغانية بعمليات كبيرة. وقال نادر فرهد المتحدث باسم المفوضية انه وفقا لتقديرات الحكومة فقد أرغم القتال 15 ألف أسرة على مغادرة منازلها في ثلاثة أقاليم جنوبية هي قندهار وهلمند وارزكان. وتابع «أعددنا مساعدات لما يصل الى 15 ألف أسرة اذا كانت لازمة».

وأضاف أنه بالنظر الى متوسط حجم الاسرة الواحدة فان هذا الرقم يعني بين 80 ألفا و90 ألف مشرد ولكنه أشار الى أن الامم المتحدة لم تؤكد هذا الرقم. واستطرد «بسبب انعدام الامن نحن غير قادرين على الوصول الى بعض هذه المناطق وهذا أحد الاسباب التي تحول دون توفر رقم محدد لدينا». وأوضح أن العديد من المشردين يعيشون مع أصدقائهم وأقاربهم بينما انتقل البعض الى مخيمات أقيمت بالفعل للمشردين بسبب انعدام الامن والجفاف. وقال ان الامم المتحدة توفر الاغذية وأدوات النجاة لبعض المشردين.

وقالت المفوضية ان المشردين الجدد ينضمون لنحو 116 ألف اخرين شردوا من جراء أعوام من الصراع والجفاف ليرتفع عدد المشردين داخل البلاد في هذه المنطقة الى نحو 200 ألف.

وتقول قوة حلف شمال الاطلسي في أفغانستان والتي ستتولى مسؤولية الامن في البلاد بالكامل اليوم ان مقاتلي طالبان خرجوا من بعض المناطق التي تسللوا اليها هذا العام بعد أن تعرضوا لاصابات بالغة خلال الهجمات. وتقول القوة انها تأمل الان أن تركز على مهمتها بتوفير الامن للحكومة وجماعات الاغاثة من أجل البدء في اعادة الاعمار.