ركاب الطائرة التركية المخطوفة عادوا إلى إسطنبول

الخاطف تركي اعتنق المسيحية قال إنه «لا يرغب الخدمة في جيش مسلم»

TT

عاد ركاب الطائرة التركية التي حولت وجهتها اول من امس الى ايطاليا من قبل خاطفين، امس الاربعاء الى اسطنبول وجهتهم الاصلية وذلك على متن طائرة اخرى للخطوط التركية، على ما افادت وكالة انباء الاناضول. وحطت الطائرة، وهي من طراز «بوينغ 737» عند الساعة 08.40 بالتوقيت المحلي (05.40 بتوقيت غرينتش) في مطار اتاتورك الدولي في اسطنبول وعلى متنها 105 أشخاص هم ركاب الرحلة 1476 بين تيرانا واسطنبول. ولم يتخلف من الركاب سوى الخاطف التركي حسن اكينجي الذي اعتقلته الشرطة الايطالية وراكب آخر قرر البقاء في برينديسي بايطاليا.

وكانت الطائرة اختطفت وهي في طريقها من تيرانا إلى اسطنبول وعلى متنها 107 ركاب وطاقما من ستة أفراد عندما كانت في المجال الجوي اليوناني.

وقبل تمكنهم من مغادرة الطائرة، خضع الركاب لتفتيش دقيق من قبل الشرطة التي كانت تريد التأكد من انه لا يوجد اي شريك للخاطف بين صفوفهم.

واستقبل الركاب واغلبهم من الالبان من قبل مسؤولي شركة الطيران والمسؤولين المحليين. واضافت الوكالة ان الشرطة ستستمع لشهاداتهم. وقال حاكم اسطنبول معمر غولر ان الخاطف الذي لم يكن مسلحا ولم تكن تبدو عليه مؤشرات عدائية، يدعى حسن اكينجي وهو تركي مسلم اعتنق المسيحية.

واضاف ان اكينجي فر من الخدمة العسكرية لانه يرفض فكرة ادائها. ولم يعد الى ثكنته في اسطنبول بعد حصوله على ترخيص مغادرة ليوم في مايو (ايار) الماضي فر على اثره الى البانيا حيث تقدم بلا جدوى بطلب للحصول على حق اللجوء السياسي.

وأكدت تركيا أن اكينجي خاطف الطائرة كتب خطابا إلى بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر في أغسطس (آب) يطلب فيه التدخل للحيلولة دون أدائه الخدمة بالجيش التركي. وقال الخاطف في رسالته للبابا: «انا مسيحي، ولا أرغب في الخدمة بجيش مسلم»، مشيرا إلى أنه لم يدخل كنيسة منذ عام 1998.

ومن ناحيتها، ذكرت محطة التلفزيون التركية «ان تي في» ان الخاطف اعتنق المسيحية في العام 1998 ويدعى اكينجي وانه كان وجه في الماضي رسالة الى البابا. وأفادت الانباء بأن الخاطف لم يكن مسلحا. فيما لم ترد تقارير عن وجود جرحى بين الركاب ومعظمهم من المواطنين الالبان ومعهم أيضا متنافسات في مسابقات ملكات الجمال من الهند وسنغافورة وماليزيا والفلبين. وقال الفاتيكان إن البابا يتابع الاحداث عن كثب مؤكدا أن زيارة البابا لتركيا الشهر المقبل ستمضي كما هو مخطط لها. وثارت مخاوف من أن عملية الخطف ربما لها علاقة برحلة البابا بعد أن قال الخاطف إنه يرغب في توصيل رسالة إلى بابا الفاتيكان.

يذكر ان البابا بنديكتوس السادس عشر الذي سيزور تركيا من 28 الى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) كان قد اثار جدلا قويا بعدما القى محاضرة في المانيا وتطرق فيها الى العلاقة بين الاسلام والعنف.

واثارت كلماته المثيرة للجدل موجة ادانات وتظاهرات احتجاج في العالم الاسلامي. وطلب عدد من رجال الدين المسيحيين والقادة السياسيين في الدول التي تقطنها اغلبية اسلامية من البابا سحب اقواله او الاعتذار. واكتفى البابا بالاعراب عن الاسف للحادث وقال ان كلامه اسيئ فهمه.

وفي تطور لاحق اعلن وزير الداخلية الايطالي جوليانو اماتو امس ان حادث خطف الطائرة التركية مساء الثلاثاء من جانب تركي اعتنق المسيحية لن يؤثر في الوضع الامني للبابا بنديكتوس السادس عشر خلال زيارته المقبلة لتركيا. ومن جهة اخرى أفاد تقرير لصحيفة «راديكال» التركية، نشر أمس بأن ملكات جمال من جنوب شرق آسيا كن بين ركاب الطائرة التركية المختطفة، التي هبطت بسلام أمس في مدينة برينديسي جنوب إيطاليا. وكانت الطائرة تحمل 107 ركاب، بالاضافة إلى طاقمها المكون من ستة أفراد. وذكرت الصحيفة، أن ملكات الجمال كن قد شاركن في مسابقة لملكات الجمال أقيمت في ألبانيا، وفازت بها ملكة جمال فنزويلا. وأوضحت الصحيفة، أن ملكات الجمال من ماليزيا وسنغافورة والهند والفلبين كن على متن الطائرة العائدة إلى بلدانهن.

يذكر أن الطائرة وهي من طراز بوينغ 737 هبطت بسلام في جنوب إيطاليا، بعد أن رافقتها طائرات عسكرية يونانية وإيطالية بعد أن كانت اختطفت في المجال الجوي اليوناني وهي في طريقها من تيرانا إلى اسطنبول.