طالبان الألماني: ضباط ألمان عذبوني في غوانتانامو

TT

طالبت أحزاب المعارضة الألمانية بتحقيق فوري بعد أن أدلى الأصولي الألماني مراد كورناز، الذي كان معتقلا في غوانتانامو، بتصريحات قال فيها أن ضباطا ألمانا ساهموا بتعذيبه.

وذكر مراد كورناز، الألماني من أصل تركي، لمجلة «شتيرن» المعروفة، أن عسكريين اثنين بالبزة العسكرية الألمانية والعلم الألماني شدا شعره أثناء الاستجواب في غوانتانامو وضربا رأسه بالأرض. ومعروف أن كورناز قضى 4 سنوات في معتقل سري للقوات الاميركية في غوانتانامو وأطلق سراحه قبل عدة أسابيع إثر توسط المستشارة انجيلا ميركل لدى الرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارتها الأخيرة لواشنطن. وقام عملاء المخابرات المركزية الأميركية باختطاف كورناز، من مدينة بريمن، يوم 1 ديسمبر 2002 قرب بيشاور في باكستان.

وأكد كورناز، 24 سنة، أنه تعرض للتعذيب بالضرب بواسطة القضبان، وبالصدمة الكهربائية على يد الاميركيين في سجن سري في مدينة قندهار الأفغانية. وتواصلت جلسات التعذيب بعد نقله إلى سجن آخر، حيث ساهم ضباط ألمان هذه المرة في الاستجواب والضرب. وقال: «نقلوني بعد اسبوعين بحراسة شاحنتين إلى مكان مجهول بدعوى أن جنديين ألمانيين يودان الحديث معي. كانا يرتديان بزتين مموهتين لكن العلم الألماني الصغير كان ظاهرا على رداءيهما». وكان عليه أن يركع على ركبتيه، يداه مقيدتان خلف ظهره، فشد أحدهما شعره إلى فوق وسأله ان كان يعرف من هما، ثم ضرب رأسه بالأرض.

تم نقل كورناز إلى غوانتانامو بعد شهرين من اعتقاله في قندهار. واخضع هناك، حسب تصريحاته «لشتيرن»، للتحقيق من قبل رجال المخابرات الألمانية «ب ن د» ودائرة حماية الدستور (الأمن العامة). واعترف رئيس المخابرات الألمانية السابق اوغسن هيننغ، وكيل وزارة الداخلية حاليا، ورئيس حماية الدستور هاينز فرومه أمام لجنة الرقابة على الأجهزة الاستخبارية والأمنية في البرلمان الألماني، بأنهما قد حققا مع كورناز مرة واحدة أثناء فترة اعتقاله في غوانتانامو. وتوصل الاثنان، من خلال التحقيق، إلى أن «طالبان» الألماني ليس على علاقة بطالبان ولا بمنظمة القاعدة.

وقدرت «شتيرن» أن يكون العسكريان اللذان عذبا كورناز من وحدات «ك س ك» الخاصة التي كانت تؤدي مهماتها تلك الفترة في قندهار. وحاول الاميركيون تجنيد كورناز للعمل لصالحهم كمندس في صفوف القاعدة، كما حاولت دائرة حماية الدستور استخدامه في التجسس (داخل ألمانيا) ضد المنظمات المشبوهة بالإرهاب. وكان رفض الرجل التعاون مع المخابرات أحد أسباب تأخر إطلاق سراحه من غوانتانامو.