العالم يدين اعتزام كوريا الشمالية إجراء تجربة نووية

أستراليا تستدعي السفير.. والأنظار تترقب اجتماع بكين

TT

توصلت ردود الأفعال المدينة في غالبها ضد كوريا الشمالية بسبب اعلان اعتزامها إجراء تجربة نووية، فيما انقسم مجلس الأمن الدولي على نفسه بخصوص الخطوة الواجب اتخاذها ضد بيونغ يانغ.

فقد انقسم مجلس الأمن الدولي على نفسه بشأن الموقف من الخطوة النووية الأخيرة لبيونغ يانغ، إذ وصف المتحدّث باسم كوفي أنّان، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، الأمر بـ«المقلق»، ودعا القادة الكوريين الشماليين الى أن يبرهنوا على «اكبر قدر ممكن من ضبط النفس»، كما أشهر رجاء حارا لهم بالعودة «الى المحادثات السداسية لجعل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية قابلة للحل عبر التفاوض».

أما جون بولتون، مندوب الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن، فقد دعا نظراءه الأربعة عشر في المجلس إلى إنجاز ما سمّاه «برنامج عمل دبلوماسي وقائي» يدفع بيونغ يانغ إلى التراجع عن تنفيذ تهديداتها، قائلا ان على المجلس «الا يكتفي باصدار اعلان»، طالما أن الاجتماع «لصياغة ورقة لا يعني تحديد سياسة ولا يشكل برنامج عمل دبلوماسيا وقائيا متجانسا ومدروسا»، مفترضا أن يجتمع المجلس مباشرة بعد مشاورة البعثات الدائمة لعواصمها.

في غضون ذلك، أعلن المستشار في مجلس الامن القومي الأميركي فريديريك جونز ان «الولايات المتحدة ستواصل العمل مع حلفائها وشركائها لعرقلة عمل على هذه الدرجة من اللامسؤولية وسترد الفعل بالطريقة المناسبة».

وفي الاتّجاه المعاكس تماما بدا الموقفان الصيني والروسي صبيحة أمس، حيث قال وانغ غوانغيا، مندوب بكين لدى مجلس الأمن، إنه يتفهّم «موقف بولتون» لكنّه يعتقد بأن «أفضل وسيلة لمعالجة هذه المشكلة هي المرور عبر المحادثات السداسية» التي تشارك فيها الكوريتان والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا.

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فكرّر قناعاته بأن «هذه المشاكل يجب ان تحل بطريقة سلمية ودبلوماسية»، عبر «اتصالات مباشرة» بين واشنطن وبيونغ يانغ، التي دعاها إلى ما سمّاه «ضبط النفس»، معلنا أن موسكو قد باشرت فعليا العمل «مع الاطراف الآخرين في المحادثات السداسية ومع بيونغ يانغ لمنع اي تحركات غير مدروسة».

وأوروبيا، أدان الاتحاد الاوروبي مشروع كوريا الشمالية معتبرا انه «غير مسؤول». وعبرت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي عن «قلقها العميق» من الاعلان الذي رأت فيه «خطوة غير مسؤولة تزيد من التوتر وتنسف الاستقرار الاقليمي».

وإقليميا، بدت سيول وكانبيرا أكثر العواصم حساسية للخطوات الكورية الشمالية، إذ استدعت العاصمة الاسترالية سفير بيونغ يانغ مبلغة إيّاه «احتجاجا رسميا»، فيما وصف رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد خطوة كوريا الشمالية بالعمل «الاستفزازي الوقح»، قائلا ان بيون يانغ تكرّس بهذا السلوك نفسها كدولة «خارجة عن القانون الدولي»، واعتبر ان على الأمم المتّحدة التحرّك بفعالية باعتبار أن الموضوع «اختبار للامم المتحدة».

وفي سيول، كشف عضو برلماني أن حكومته لاحظت من فترة غير قصيرة شروع بيونغ يانغ تحضير نفق طويل بني في جبل مانتاب على بعد 17 كيلومترا من بونغي ـ يوك، شمال شرقي كوريا الجنوبية، وأوضح النائب تشونغ ـ هيونغ ـ كون ان الاقمار الاصطناعية رصدت حركة آليات وافراغ كابلات طويلة، مشيرا الى ان شكل النفق يدفع الى الاعتقاد انه أقيم لإجراء تجربة نووية، ورغم هذا فإن لي يونغ جون، المسؤول عن الملف النووي الكوري الشمالي في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية قد صرّح بأن «أي نشاط خاص لم يسجل أخيرا في المواقع التي قد تجري فيها تجارب نووية»، ما يدفع للاعتقاد بأن سيول كانت تضع على محطّ المراقبة كافة سلوكيات جارتها الشمالية منذ تجربتها الصاروخية الأخيرة في 5 يوليو (تموز) المنصرم، وتدرس أدق تحرّكاتها متوقّعة هذه الخطوة، التي ألحّت على أنّها «لن تتساهل معها».

يابانيا، يتوقّع الكثيرون زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي، إلى بكين الأحد المقبل آملين ان تترجم الأجواء الإيجابية التي يحاول ابي خلقها مع بكين، إلى ممارسة ضغط صيني فاعل على بيونغ يانغ، خصوصا ان بكين هي الدولة الأكثر تأثيرا على قرار جارتها الشمالية الشرقية، لا على صعيد صداقتهما الآيديولوجية فحسب، بل وعلى الصعيد الاقتصادي أيضا، باعتبار المساعدات الغذائية الحيوية الكبيرة والكميات العالية من الطاقة التي تزوّد بها بكين بيونغ يانغ، والتي يرجّح ان بكين قد تستعملها تلقائيا أو بطلب من طوكيو «لحلحلة» الأزمة القائمة، وهو ما أشارت إليه الكثير من الصحف اليابانية صبيحة أمس، إذ اعتبرت صحيفة «يوميوري» المحافظة الواسعة الانتشار ان لبكين دورا اساسيا تلعبه لحمل حليفتها كوريا الشمالية على الجلوس الى طاولة المفاوضات السداسية، ورأت أن «استخدام هامش مناورة الصين حول كوريا الشمالية ضروري لارغام بيونغ يانغ على استئناف المفاوضات السداسية بهدف دفعها على المزيد من ضبط النفس والتخلي عن تطلعاتها النووية».