الجفاف يهدد حياة الملايين من سكان كوكب الأرض

ثلث اليابسة سيتحول إلى صحارى مع حلول 2100

TT

أكدت دراسة بريطانية، أن الجفاف سيهدد نصف سطح الكرة الارضية في القرن المقبل، مما يجعل حياة الملايين من سكان كوكب الارض، معرضة للفناء بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وأكدت الدراسة الجديدة التي اعدها خبراء في المناخ من مركز هايدلي للتنبؤات المناخية والابحاث، ان ثلث الكرة الارضية سيتحول الى صحارى بفعل الجفاف. وتعد هذه الدراسة من أسوأ التوقعات حتى الآن بشأن آثار احتمال ارتفاع درجات الحرارة في العالم. ويخشى علماء ان يصبح فقراء البلدان النامية الاكثر تضررا. «وهو بمثابة حكم بالاعدام على الملايين من الناس». كما حذروا من هجرة السكان من مناطق الجفاف بمستويات لم تحدث من قبل، بحيث يصعب التعامل معها. وحذرت بريطانيا الدول التي يصدر عنها اكبر قدر من الملوثات في العالم اول من امس، ان التحرك الآن لمكافحة الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، سوف يكون أقل تكلفة كثيرا على المدى البعيد. وقال نيكولاس شتيرن وهو عالم في الحكومة البريطانية، وكان كبير الاقتصاديين سابقا في البنك الدولي في اجتماع عقد في شمال المكسيك، ان هناك جدوى اقتصادية وبيئية للسعي وراء ايجاد مصادر طاقة صديقة للبيئة. وقال ديفيد ميليباند وزير البيئة البريطاني لصحافيين «يوضح (شتيرن) انه كلما زاد التأجيل ارتفعت التكلفة.. ما يقوله هو انه من الضروري التحرك لمنع حدوث المزيد من التغير في المناخ، لأن التكلفة الاقتصادية للمشكلة ـ ناهيك من التكلفة البشرية والبيئية ـ تفوق كثيرا تكلفة تخفيف حدتها».

وشارك في الاجتماع المغلق في مونتيري بالمكسيك، وزراء طاقة وبيئة من اكبر 20 دولة في العالم من حيث كمية الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، ومنهم الولايات المتحدة. والغرض من الاجتماع الاستمرار في الحوار بشأن التغير المناخي كما انه جاء في وقت شهد تغيرا في التفكير العلمي. واصبح معظم العلماء على اقتناع الآن بأن ارتفاع درجات حرارة الارض سببه احتراق الوقود وليس ظاهرة طبيعية. وقالت ادارة الطيران والفضاء الاميركية (ناسا) ان العام الماضي شهد وصول سطح الكرة الأرضية لأدفأ درجة حرارة منذ الستينات في القرن التاسع عشر. وتوضح تقديرات جديدة أن درجات الحرارة قد ترتفع بمقدار ثلاث درجات هذا القرن، مما يؤدي الى فيضانات وجفاف ومجاعة.

وشارك في الاجتماع المغلق الولايات المتحدة، التي انسحبت من معاهدة كيوتو التي تهدف لتقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ولكن لم يدل مسؤولوها بأي تصريح لصحافيين.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت، ان التغير المناخي قد يؤدي الى كارثة لدول العالم النامي لأن شعوبها تناضل من اجل الحصول على مياه عذبة وزراعة محاصيل، كما ان الصراع في دارفور كان من أحد أسبابه الصراع على اراض صالحة للزراعة والمياه.

ويتوقع خبراء نزوحا جماعيا لملايين البشر من بلدان واطئة، مثل بنغلاديش اذا ارتفعت مستويات مياه البحار مترا واحدا.