الحدود السعودية العراقية.. 814 كيلومترا من الصحراء الجرداء

يوجد بها منفذ جديدة عرعر الحدودي

TT

تعتبر الحدود الفاصلة بين السعودية والعراق، ثاني أطول الحدود السعودية مع الدول المجاورة لها، حيث يبلغ طول الحدود 814 كيلومترا، تمتد من منفذ «الرقعي» شرقا إلى مدينة «طريف» غربا، يوجد بها منفذ حدودي واحد، هو منفذ جديدة عرعر، كما يوجد بها ما يزيد على 40 مركزا تابعا لحرس الحدود، لتعزيز السيطرة الأمنية وتشديد الرقابة، لمنع تهريب المخدرات والأسلحة والمطلوبين أمنيا. وللحد من الهجرة غير الشرعية، ومنع تسرب السعوديين إلى العراق، ونظرا لوجود بعض المناطق على الحدود (السعودية والعراقية) ذات طبيعة جغرافية وعرة، بين صحراوية وبعض التلال والهضبات الصخرية، تستلزم استخدام معدات تقنية عالية التطور، ومن ذلك نشر أسلاك شائكة، إلى جانب استخدام الكاميرات الليلية المتطورة.

وتتميز منطقة الحدود السعودية العراقية بامتداد صحراوي، لكثبان رملية زاحفة من الأراضي السعودية والعراقية، إلى جانب بعض التلال الصغيرة والهضبات المنخفضة والصخرية، كما تتميز المنطقة بخصائص تساعد المتسللين والمهربين على استخدام أساليب متنوعة للتضليل، ومن ذلك إنشاء ممرات سرية وارتداء الأحذية بالمقلوب، للإيهام بأن التسلل قادم من الاتجاه المعاكس، وبعض المتسللين يقومون بلف أحذيتهم بقطع اسفنجية لا تترك وراءهم أثرا، فيما يحمل بعضهم بعضا على الأكتاف، حتى لا يستدل من آثارهم على أعدادهم، غير أن قوات حرس الحدود السعودية تستخدم تقنيات عديدة، منها الكاميرات الحرارية المنتشرة على طول الحدود، وفي أماكن سرية، وكذلك العقوم الترابية، والدوريات الأمنية التي تمسح الحدود بين البلدين بشكل دائم، كما تتميز المنطقة الصحراوية في الحدود السعودية العراقية، بتحولها إلى بساط من العشب الأخضر في فصل الربيع.

وتمر الحدود السعودية العراقية في أطراف ثلاث مناطق إدارية سعودية؛ وهي المنطقة الشرقية ومنطقة الحدود الشمالية ومنطقة الجوف، حيث تقع المنطقة الشرقية على الشريط الساحلي للخليج العربي؛ وهي عبارة عن سهل صحراوي منبسط يمتد بعرض 80 كيلومترا، وبطول يصل إلى 1200 كيلومتر، وتضم المنطقة حوالي 86% من الصناعات الأساسية، لا سيما منذ اكتشاف النفط في هذه المنطقة عام 1935، كما يوجد بها أكبر شركة بترول في العالم، وهي شركة أرامكو السعودية، وتعتبر الدمام من أهم مدن المنطقة الشرقية، فهي العاصمة والميناء الرئيسي.

بينما تقع منطقة الحدود الشمالية في شمال شرقي المملكة، على الحدود السعودية العراقية، وهي بداية للمرور إلى العراق وتركيا وسورية والأردن، تحدها من الجنوب المنطقة الشرقية، ومن الشرق العراق، ومن الغرب الجوف وحائل، ومن الشمال العراق والأردن، عاصمتها عرعر، وتضم المنطقة محافظتين هما «رفحاء» و«طريف»، ويبلغ عدد سكان المنطقة نحو ثلث مليون نسمة، وكانت رفحاء قد احتضنت مخيم إيواء اللاجئين العراقيين. وللمحافظة أهمية تاريخية، حيث تعتبر أولى الأراضي السعودية التي يمر بها درب الحج العباسي المشهور بـ «درب زبيدة»، أما محافظة طريف فتقع غربيها، وينتظرها مستقبل اقتصادي كبير لاكتشاف كميات كبيرة من خام الفوسفات بجوارها، ومناخها قاري، حيث ارتفاع درجات الحرارة صيفا وانخفاضها الى درجة التجمد شتاء، أما عرعر فتقع في منطقة صحراوية على ارتفاع 530 مترا فوق مستوى سطح البحر، وهي منطقة تسمى الوديان، لكثرة الأودية فيها، حيث يخترقها وادي «عرعر» من الجنوب الى الشمال، كما يخترقها وادي «بدنة» من الغرب الى الشرق، ويلتقي الواديان في شمال شرقي المدينة، وهناك بعض التلال المرتفعة خارج المدينة.

أما منطقة «الجوف» فتكمن أهميتها من كونها إحدى بوابات شبه الجزيرة العربية، وعقدة مواصلات ما بين سورية والعراق وشبه الجزيرة العربية، وتقع الجوف في شمال السعودية، وتحيط بها من الشمال والشمال الشرقي منطقة الحدود الشمالية، ومن الشمال الغربي إمارة القريات، ومن الغرب منطقة تبوك، ومن الجنوب والجنوب الشرقي منطقة حائل، وتضم الجوف عددا من مختلف أنواع التضاريس، كالهضاب والسهول والوديان والأراضي الزراعية الخصبة، بينما يعد مناخ الجوف صحراويا قاريا، حيث انه بارد شتاء، وحار جاف صيفا.