وزراء من «العمل» يهددون بالانسحاب من حكومة أولمرت إذا انضم إليها حزب «إسرائيل بيتنا» العنصري

TT

هدد عدد من وزراء حزب العمل الاسرائيلي بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا تم ضم حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف لليهود الروس اليها. وقال أحدهم ان رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، يتصرف بشيء من الهستيريا ليحفظ كرسيه في رئاسة الحكومة ويجلب الى الحكومة حزبا عنصريا يمينيا متطرفا سيكون دوره في الحكومة الشلل السياسي تأجيج الحرب.

وقال وزير العلوم، عوفير بنيس، ان حزب العمل لن يستطيع هضم حزب «إسرائيل بيتنا» في الحكومة وسيضطر الى اعادة النظر في شراكته مع أولمرت. فهذه الحكومة شكلت على أساس بندين مركزيين هما: دفع المسيرة السلمية وانتهاج سياسة اقتصادية اجتماعية لمحاربة الفقر. وقد جاءت الحرب مع لبنان لتهدد بنسف القضيتين، ونحن نكافح اليوم لأجل العودة الى مبادئ هذه الحكومة. فإذا انضم أفيغدور لبرمن (رئيس حزب «إسرائيل بيتنا») اليها فإن البندين سيسقطان تماما وسنمضي الوقت في الصراع لمنع الحكومة من التدهور الى انحراف يميني آخر والى معارك مع المواطنين العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48، الذين يدعو لبرمن لترحيلهم الى المناطق الفلسطينية).

وكان أولمرت قد عقد اجتماعا ثنائيا مع لبرمن، في نهاية الأسبوع. ثم اعلن انهما اتفقا على التعاون حول تغيير نظام الحكم في اسرائيل ليصبح أقرب الى النظام الرئاسي وتوسيع الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) وتغيير طريقة انتخابها. وقد رأى المراقبون في هذا الاجتماع وما أعلن فيه بمثابة بداية العمل على توسيع الحكومة. وزاد في احتمالات هذا التقدير ما أعلنه لبرمن بعد اللقاء، اذ قال انه يرى في هذا اللقاء اشارة الى ان أولمرت يريد حزبه داخل الحكومة. وأوضح انه وأولمرت يريان أن نظام الحكم الحالي في اسرائيل يقيد رئيس الوزراء ويجعله عرضة للابتزاز من أحزاب صغيرة ذات مصالح ضيقة. وينبغي تغيير الطريقة بحيث يصبح ممكنا اعطاء الرئيس صلاحيات تتيح له الحكم في أجواء استقرار. فهو يختار الوزراء وهو يقيلهم من دون حاجة الى مصادقة الكنيست كما هو الحال اليوم.

يذكر ان موضوع تغيير نظام الحكم في اسرائيل لا يلقى تأييدا واسعا في الكنيست حاليا، بل ان غالبية النواب يرفضونه. واللقاء بين أولمرت ولبرمن يخدم في الواقع مصالح الحزبين في قضايا أخرى وليس بالضرورة في توسيع الائتلاف الحاكم. فرئيس الحكومة أولمرت يواجه مصاعب جدية في تمرير مشروع الموازنة العامة وذلك بسبب تمرد خمسة نواب من حزب العمل قرروا التصويت ضد الموازنة الحالية كونها، حسب اعتقادهم، مضرة بمصالح الفقراء والشرائح الضعيفة في المجتمع. ويريد اولمرت أن يثبت لهم ان لديه بديلا عن حزب العمل في الحكومة.

ولبرمن من جهته، كان قد تلقى عدة نصائح من خبراء السياسات الحزبية في اسرائيل والولايات المتحدة بأن من الأفضل له أن يبقى في المعارضة. وقالوا له ان دخوله الى الحكومة قد يعطيه منصب وزير مهم لكنه سيدمغه في كل سلبيات أولمرت. بينما في المعارضة يستطيع بناء رصيد له قد يوصله الى رئاسة الحكومة. فمن الآن وحتى الانتخابات المقبلة سيسقط أولمرت، وسترتفع أسهم اليمين في اسرائيل. والجمهور اليميني لا يحب بنيامين نتنياهو، رئيس الليكود، وكان قد جربه في رئاسة الحكومة 3 سنوات (1996 ـ 1999) واسقطه من الحكم قبل أن يتمم فترته. وقد يجد فيه، أي في لبرمن، الشخصية الأنسب لرئاسة الحكومة. وعليه فإن السبيل الأفضل اتباعه حاليا هو البقاء في المعارضة. وهو يحتاج الى اللقاء مع أولمرت لكي يضطر نتنياهو الى التوقف عن القطيعة معه. فرئيس الليكود يتجنب الاجتماع مع لبرمن، رغم ان صداقة قديمة تربط بينهما ولبرمن كان مديرا عاما لديوان رئيس الوزراء في فترة نتنياهو. والسبب في هذه القطيعة هي ان نتنياهو يرى في لبرمن منافسا حقيقيا. ويرى ان التعاون بينهما سيقوي مكانة لبرمن كزعيم يميني، في ما نتنياهو يريد أن تبقى صورة لبرمن مجرد رئيس لحزب اليهود الروس.

من هنا فإن الاحتياجات الخاصة لكل من أولمرت ولبرمن هي التي دفعتهما الى هذا اللقاء، وليس بالضرورة التحالف الجديد.