وزير بريطاني ثان يدخل «معركة النقاب» وبريسكوت يصفه بأنه «حرية شخصية»

كنيسة إنجلترا: مسلمو بريطانيا يتلقون «معاملة تمييزية»

TT

بعد جاك سترو، زعيم مجلس العموم البريطاني، تطرق وزير بريطاني ثان هو فيل وولاس في حديث مع صحيفة «صنداي ميرور» الى مسألة ارتداء الحجاب، معتبرا انه يولد «الخوف والضغينة».

وقال وولاس، وهو وزير الحكم المحلي «من الصعب القول ما اذا النساء يرتدين الحجاب للتعبير عن ايمانهن او لانهن أجبرن على ارتدائه».

واضاف ان «غالبية المسلمات البريطانيات المحجبات اللواتي ولدن في هذا البلد يرتدين الحجاب لتأكيد هويتهن وديانتهن، وهذا قد يولد الخوف والضغينة عند من هم من غير المسلمين ويؤدي الى التمييز».

ففي مقال نشرته صحيفة «صنداي ميرور» في عددها الصادر امس حث وولاس المسلمين على أن يكونوا أيضا على دراية بالكيفية التي ينظر بها غير المسلمين. وتأتي كلمات الوزير في أعقاب دعوة السياسي البريطاني جاك سترو النساء المسلمات لنزع النقاب حينما يتجهن لمقابلته في مكتب مستشارية دائرته الانتخابية في بلاكبيرن التي تبلغ نسبة المسلمين فيها نحو 30 في المائة. وتابع قائلا ان «للمسلمات الحق الكامل في ارتداء نقاب يغطي وجوههن لكن عليهن ادراك ان ذلك يخيف الناس الذين لا يفهمون ثقافتهن».

واوضح وولاس «نتوقع من غير المسلمين ان يفهموا الآسيويين وثقافتهم. لكن هذا التعاطي يجب ان يكون في الاتجاهين. وعلى المسلمين ايضا فهم الاشخاص» من الديانات الأخرى.

وأثير جدل الجمعة الماضية في بريطانيا حول ارتداء النقاب الذي اعتبره الوزير سترو الرمز «المرئي» للتفرقة بين المجموعات المختلفة.

واعرب سترو في حديث عن هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن قلقه ازاء «تطور المجتمعات الموازية». وقال انه يفضل ألا تكون النساء محجبات اطلاقا. وأضاف «أغلب المسلمات ممن ولدن في بريطانيا واللاتي يرتدينه يفعلن ذلك تأكيدا لهويتهن ودينهن. ويمكن أن يخلق ذلك خوفا واستياء بين غير المسلمين ويقود إلى التمييز». «وعندها يصبح المسلمون أكثر إصرارا على تأكيد هويتهم، وبالتالي ندخل في دائرة مفرغة لا يستفيد منها إلا العنصريون مثل الحزب القومي البريطاني». وقد وصفت بعض المسلمات التماس سترو بأنه إهانة، غير أن مسلمين آخرين قالوا إنهم يتفهمون دواعي قلقه. ورفض سترو التلميحات بأن تلك التصريحات تهدف لرفع أسهمه السياسية قبل الانتخابات التي تجري لزعامة حزب العمال المنتمي له.

وعلى الجانب الآخر، قال جون بريسكوت نائب رئيس الحكومة البريطانية ان من حق المسلمات ارتداء النقاب»، مشيرا الى «انه حرية شخصية». وقال في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية «انه لن يسأل المنقبات ازالة النقاب»، إلا انه رحب بالجدل الذي اثاره وزير الخارجية البريطاني السابق. وقال انه «يتفهم تماما مسألة الانفصال في المجتمع التي اثارها سترو». ووصف النقاب بانه «اختلاف ثقافي». وقال انه اذا جاء احد الناخبين الى دائرته الانتخابية يرتدي عمامة او نظارة سوداء تغطي عينيه، فلن يطلب منه خلعها»، مشيرا الى انه يمكن التواصل مع هؤلاء. الى ذلك، قالت صحيفة صانداي تيليغراف إن تقريرا سريا للكنيسة الإنغليكانية يتهم الحكومة البريطانية بأنها تقدم معاملة تفضيلية للمسلمين. من ناحيته، حذر بيتر هين وزير شؤون ايرلندا الشمالية زملاءه في الحكومة البريطانية من الانتقاص من حرية ارتداء النقاب. وقال ان سترو حر في آرائه الشخصية، مشيرا الى ان المسلمات اللاتي يرغبن في ارتداء النقاب هن حرائر ايضا في ارتداء ما يرغبن فيه. وقال «اذا جاءت سيدة منقبة لرؤيتي فلن اطلب منها ازالة النقاب من على وجهها، لان النساء مثل الاخرين لهن الحق في ارتداء ما يريدنه». من جهتها دافعت روث كيلي وزير شؤون المرأة والجاليات عن حق المسلمات في ارتداء النقاب. وقالت انه مسألة شخصية يجب احترامها من قبل الآخرين. وفي تقرير على صفحتها الأولى عنوانه «محاولة السير نحو بريطانيا متعددة الأديان عمق الانقسامات، حسب الكنيسة»، قالت الصحيفة إن كاتب التقرير السري هو غاي ولكنسون مساعد رئيس أساقفة كانتربري روان وليامز. ويقول تقرير الكنيسة إنها تعرضت للتهميش، وإن سياسة الحكومة لم يكن لها الأثر المطلوب في دمج المسلمين. التقرير السري الذي قالت الصحيفة إنها حصلت على نسخة مسربة منه تهاجم كنيسة انجلترا فيه «بشكل مدهش مسعى الحكومة لتحويل بريطانيا إلى مجتمع متعدد الأديان»، حسب الصحيفة. وأضافت: «في إدانة واسعة النطاق لسياسة الحكومة، قالت الكنيسة إن محاولة تحويل مجتمعات دين تشكل أقلية إلى مجتمع أكثر اندماجا قد انتجت نتائج معكوسة، وجعلت المجتمع أكثر انفصالا من قبل». ودعا التقرير، حسب الصحيفة، إلى إعادة النظر حتى في تعبير مجتمع «متعدد الأديان». وضمن احتجاجات الكنيسة على سياسة الحكومة البريطانية تم اقصاء الكنيسة، وتمت معاملة المسلمين بشكل تفضيلي، على الرغم من أنهم لا يشكلون أكثر من 3 في المائة من السكان. واعتبر التقرير ان هناك اجندة خفية وراء السعي لتسمية بريطانيا مجتمعا متعدد الأديان، في حين أنه لا يزال بلدا مسيحيا بشكل كبير. واشار التقرير الى انه تم استخدام الأموال العامة لدعوة وتسهيل سفر علماء مسلمين إلى بريطانيا. واعتبرت الكنيسة في تقريرها، حسب الصحيفة، إن الوضع الآن هو في غاية من الانفصال، وإن المجتمعات الإسلامية باتت تغرق أكثر في احساس بأنها ضحية.