الرئيس الإريتري يأمل في توقيع اتفاق سلام شامل بين الحكومة السودانية و«جبهة الشرق»

زعيم كبير في شرق السودان يهدد بقيادة تمرد جديد على الخرطوم

TT

اعرب الرئيس الاريتري اسياسي افورقي عن امله بتوقيع اتفاق سلام شامل بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق المتمردة عليها مند العام (1997) بعد ان توصل الطرفان الي اتفاقيتين حول الترتيبات الامنية والثروة الشهر الماضي في العاصمة الاريترية اسمرة التي ترعى المفاوضات وينتظر ان يوقع الطرفان اليوم على اتفاق السلطة الذي يواجه صعوبات كبيرة في وقت هدد زعيم كبير في شرق السودان بقيادة تمرد جديد اعنف من السابق في حال تجاوزهم الاتفاقية التي يجري التفاوض حولها.

ودخلت مفاوضات الشرق مرحلة دقيقة في ملف السلطة وبحسب مصادر تحدثت لـ «الشرق الاوسط» اعترفت بوجود صعوبات في ملف السلطة وان الوسيط الاريتري يعمل على تقريب وجهات النظر بين الطرفين وكشفت عن تشكيل لجنة لمراجعة النصوص الدستورية لتجاوز نقاط الخلاف حيث تطالب جبهة الشرق بان يصبح الشرق اقليما واحدا وهو ما لا توافق عليه الحكومة رغم اتفاقهما في اعلان المبادئ الموقع بين الطرفين في اسمرا في يونيو (حزيران) الماضي على ان الاقليم يعاني من التهميش السياسي والاقتصادي.

وقال امين عام مؤتمر البجا في الداخل عبد الله موسى ان نقاط الخلاف تتركز في وحدة اقليم شرق السودان وأضاف (هذه مسالة تاريخية تعود الى القرن التاسع عشر الي ان جاءت حكومة البشير وأحدثت تغييرا شاملا اضر بالإقليم) وقال ان الجبهة تطالب ايضا بنسبة متميزة على المستوى المركزي في الدولة الى جانب ان تحصل الجبهة على حكم الولايات الثلاث المكونة لشرق السودان مشددا على ان تنظيمه يصر على ضرورة حسم ملف التحقيقات في احداث بورتسودان (شرق) التي راح ضحيتها اكثر من عشرين مواطنا في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي وقال (يجب الكشف عن التحقيقات وتقديم الجناة الى العدالة دون تأخير ولن نتنازل عن هذا المطلب).

وأشار موسى الى ان جبهة الشرق تطالب بـ (120) موقعا في الدولة وتمثيلا دبلوماسيا ومناصب في مؤسسة الرئاسة والبرلمان المركزي والمجالس التشريعية الولائية في حين عرضت الحكومة (60) مقعدا وتمثيلا محدودا في جهاز الدولة وان يظل الوضع في شرق السودان على ما هو عليه بالولايات الثلاث الموجودة حاليا وترفض  ان يتم تمثيل الشرق في مؤسسة الرئاسة.

غير ان مسؤولا اريتريا رفض الكشف عن هويته لحساسية موقعه قال لـ «الشرق الاوسط»، ان مطالب جبهة الشرق عادلة ويجب ان يتم تمثيلهم في مؤسسة الرئاسة وأجهزة الدولة الاخرى بسبب معاناة الاقليم من التهميش لفترة طويلة. وأضاف ان جبهة الشرق تطالب بمساعد ومستشار للرئيس و(10) نواب في المجلس الوطني (البرلمان المركزي) ومشاركة في المفوضيات معترفا بوجود خلافات حول النقاط التي اوردها في رئاسة الجمهورية والحكومة المركزية والمعتمديات.

لكن زعيم قبيلة البجا وشيخ خلاوي منطقة همشكوريب في شرق السودان سليمان علي بيتاي هدد بالتمرد مجددا باعتبار ان منطقته التي شهدت معارك دامية في اوقات سابقة وتبادلت قوات المعارضة والحكومة السيطرة عليها خلال فترة الحرب نهاية التسعينات هي من أكثر المناطق المتأثرة بالحرب، وقال (نحن اكثر المتأثرين بالحرب ومع ذلك فنحن بعيدون عن المفاوضات ونقف في صفوف المتفرجين وما زلنا مهمشين). وأضاف ان الوضع غير مريح ونحن لسنا راضين عن اي اتفاق يتم وزاد (سواء تم الاتفاق بوساطة اريترية او اوروبية لن نقبل بها مهما كانت ايجابياته وسلبياته) مطالبا بضرورة اشراكهم في الاتفاق مبديا عدم اعترافه بجبهة الشرق التي تفاوض الحكومة الان وقال (نحن من نمثل مؤتمر البجا وليس المتفاوضون مع الحكومة في اسمرا لأننا الضحايا). واكد (سنقود تمردا اخر وسيكون اعنف من التمرد السابق).