منظمات حقوقية تحيي ذكرى الأحداث الأليمة لمهاجرين سريين قضوا في سبتة ومليلية

TT

أحيت أكثر من عشر منظمات حقوقية مهتمة بالدفاع عن المهاجرين، أول من أمس، على مشارف مدينة سبتة المحتلة، الذكرى السنوية الأولى للأحداث الأليمة التي وقعت بها عندما حاول مهاجرون أفارقة سريون اقتحام الأسوار الشائكة التي تفصل المدينة المحتلة عن التراب المغربي، ما أدى إلى حدوث اصطدامات عنيفة بين الأفارقة المصرين على الدخول عنوة إلى المدينة وحراس الحدود من الجانبين المغربي والاسباني. وخلفت تلك الاشتباكات ومثيلتها، التي وقعت في مدخل مدينة مليلية المحتلة أكثر من عشرة قتلى، تضاربت التقارير بخصوص الجهة المتسببة في قتلهم، فبينما تحمل السلطات الإسبانية مسؤولية استعمال العنف ضد الأفارقة إلى حرس الحدود المغاربة، وهو الأمر الذي ما زالت وسائل الإعلام تروجه بعد مرور عام على الأحداث، تميل تقارير موضوعية لتوزيع المسؤولية بين الأطراف الثلاثة أي إسبانيا والمغرب والمهاجرون الذين إما أنهم أفرطوا في استعمال القوة لاختراق الأسلاك الشائكة والقفز عليها من علو مرتفع فأصيبوا نتيجة ذلك بجروح بليغة قضوا على إثرها في جو الفوضى والظلام، خاصة أن أعدادهم كانت مرتفعة، مما سبب حيرة واضطرابا في صفوف القوات الحامية للحدود.

واعتبر المشاركون في التظاهرة التي حملت معنى الاحتجاج والمواساة، يوم السابع من الشهر الجاري، يوما للتعبئة من أجل التعريف بحقوق المهاجر والدفاع عنها.

وألح المشاركون في التظاهرة الذين رافقهم وفد إعلامي مهم من إسبانيا على ضرورة احترام كافة حقوق المهاجرين وفقا للأعراف الدولية المتبعة، كما شددوا على حقهم في التمتع باللجوء السياسي في البلدان التي اختاروها للاستقرار بها، وانتقدوا السياسات الأوروبية حيال الهجرة التي تقيم الحواجز في وجه المهاجرين، مؤكدين أن المقاربة الأمنية لا تنفع في إيجاد حلول لهذه المشكلة الإنسانية.

وحمل المتظاهرون المساندون للمهاجرين لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل «كفا من الأموات على الحدود. لتسقط الأشواك العازلة. ومن قتل المهاجرين؟ الحدود تقتل. إلى غيرها من الشعارات المساندة».

وقالت وكالة إيفي الإسبانية إن حراس الحدود المغاربة عند مداخل سبتة منعوا المتظاهرين من الاقتراب من منطقة الأسلاك الشائكة، وجرت التظاهرة على مسافة منها. ومد خمسة متظاهرين أجسامهم على الأرض ولفوها بقماش أبيض في إشارة رمزية إلى الأفارقة الخمسة القتلى الذين ماتوا أثناء الاشتباكات ومحاولة الدخول إلى سبتة في الطريق إلى الشواطئ الإسبانية، ووضع المحتجون أكاليل الزهور عليهم وهم أحياء.

وطالب المتظاهرون وبينهم جمعيات حقوقية مغربية إجراء تحقيق مستقل لمعرفة أسباب الأحداث وتحديد المسؤوليات في وفاة المهاجرين من دول جنوب الصحراء، كما طالبوا دول الاتحاد الأوروبي بأن تمارس ضغوطا على الدول التي تقمع في نظرهم المهاجرين السريين.

يذكر أن البرلمان الأوروبي أوفد عقب الأحداث لجنة لتحري الحقائق بخصوص ما جرى لكنها لأسباب لم تعرف لم تنته إلى نتيجة أو إدانة جهة دون أخرى، ما يدل على تعقيد المشكلة وتشابك خطوطها.