إجراءات «اليونيفيل» لمنع الاقتراب من الغجر تثير مخاوف اللبنانيين من استمرار الاحتلال الإسرائيلي

الواقع معاكس للأجواء التي أشيعت في الآونة الأخيرة عن سعي القوات الدولية الى إعادة الأراضي المحتلة

TT

أثارت الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الكتيبة الهندية العاملة في إطار القوات الدولية في الجنوب اللبناني «اليونيفيل» في منطقة الغجر ـ الوزاني تساؤلات ومخاوف لدى المواطنين بعدما اقتطعت قوات الاحتلال الاسرائيلي القسم اللبناني من بلدة الغجر المحتلة وحولته الى منطقة عسكرية حاصرتها بالسواتر الترابية والخنادق والأسلاك الشائكة. وأفاد مندوب «الوكالة الوطنية للأعلام» في مرجعيون بأن التعليمات الصارمة للكتيبة الهندية بمنع الاقتراب من القسم اللبناني من بلدة الغجر تنذر باستمرار الاحتلال الاسرائيلي المستجد لهذه الأجزاء اللبنانية من البلدة الذي نفذته إسرائيل بعد عدوان تموز (يوليو) الماضي. ولاحظ ان هذا الواقع معاكس للأجواء التي أشيعت في الآونة الأخيرة عن سعي القوات الدولية الى إعادة الأراضي المحتلة والمقتطعة بعد الحرب ولا سيما في منطقة الغجر، إضافة الى المساحات الكبيرة من أراضي سهل الخيام التي حولتها القوات الإسرائيلية الى منطقة عازلة محاذية لمستوطنة المطلة منذ أكثر من شهر ولم تستطع اليونيفيل ازالة سياج الاسلاك الشائكة المنصوب حولها او إعادة الأراضي للمزارعين في الخيام وكفركلا.

هذا، ولوحظ ان عناصر الكتيبة الهندية اقاموا حاجزاً معززاً بآلية عند المدخل الشرقي ـ الشمالي لبلدة الغجر وعمدوا الى منع المواطنين اللبنانيين من الاقتراب من المنطقة. ودققوا في ارقام السيارات التي تصل الى هناك وطلبوا من البعض إبراز بطاقات الهوية.

ويمكن رؤية حجم الأشغال التي نفذتها القوات الإسرائيلية في القسم اللبناني من الغجر، إذ رفعت سواتر ترابية، تليها أسلاك شائكة بارتفاع 3 أمتار، إضافة الى حفر خنادق حول الأطراف الغربية الشمالية والشرقية للبلدة التي باتت أشبه بثكنة عسكرية. وفي منطقة سهل الخيام لم يطرأ جديد على المنطقة العازلة التي أقامتها القوات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية. ولم يتمكن الكثيرون من المزارعين من الوصول الى أراضيهم تخوفاً من التهديدات الإسرائيلية. وشكا مواطنون في منطقة حولا ـ مركبا من عدم تمكنهم من الوصول الى مقام الشيخ العباد عند الأطراف الشرقية ـ الشمالية بلدة حولا، بسبب خندق حفرته قوات الاحتلال داخل الأراضي اللبنانية وزنرته بالأسلاك الشائكة.

وشوهدت أمس دوريات للكتيبة الإسبانية العاملة في إطار اليونيفيل في بلدات كفركلا، العديسة، الطيبة وميس الجبل. ولوحظ ان الآليات التابعة لهذه الكتيبة لم تطل باللون الأبيض، كما هي حال آليات القوات الدولية. وهذا ما يجعل الأمور تلتبس على سكان البلدات والقرى في القطاع الأوسط الذي يخضع لعمل الكتيبة الإسبانية، بالنسبة الى دوريات القوات الإسرائيلية وخصوصاً سيارات الهامر والسيارات المماثلة للقوة الاسبانية. كذلك افادت معلومات ان الكتيبة الفرنسية العاملة في اطار اليونيفيل سيرت دورية مؤللة على طريق العديسة قبالة مستوطنة مسكفعام الإسرائيلية، وأقامت حاجزاً على الطريق لبعض الوقت.

من جهة أخرى، أدى انفجار قنبلة عنقودية في بلدة زوطر الشرقية في جنوب لبنان أمس إلى إصابة المواطن علي خليل اللوباني (مواليد 1944) بجروح مختلفة نقل على أثرها إلى المستشفى للعلاج.