باكستان تحيي ذكرى الزلزال .. والشتاء يهدد آلاف الناجين

TT

أحيت باكستان امس الذكرى السنوية الاولى للزلزال المدمر الذي ضرب العام لماضي منطقة كشمير وخلف نحو 74 الف قتيل، فيما يستعد نحو ستين الف ناج لقضاء الشتاء تحت خيام رغم جهود اعادة الاعمار التي بذلتها السلطات الباكستانية والاسرة الدولية. واكد الرئيس الباكستاني برويز مشرف في مراسم لإحياء الذكرى، ان «الدمار صدمه» عندما زار المنطقة غداة الزلزال، لكنه عبر عن ارتياحه «لان هذا الدمار لم يعد واضحا كما كان حينذاك»، مؤكدا امام حشد ضم حوالي الف شخص: «اشيد بشجاعتكم. سنبقى دائما معكم. لا يمكن احياء الموتى لكنني اؤكد لكم اننا سنضمن لكم حياة افضل»، وعبر عن شكره «للاسرة الدولية وكل البلدان التي ساعدتنا».

وفي مناطق عدة من كشمير الباكستانية والى الغرب في وديان الهندوكوش لم تتم إزالة الانقاض وما زالت المدارس ومراكز العلاج في مبان اعدت على عجل في اماكنها بينما يشكو السكان من بطء اعادة الاعمار. وما زال آلاف من الناجين الذين احيوا امس ذكرى الزلزال، بدون منازل. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن زينب بيبي، 60 عاما، قولها في مظفر آباد عاصمة الشطر الباكستاني من كشمير التي دمر الزلزال سبعين بالمائة منها: «نعيش تحت هذه الخيمة منذ سنة. صلوا من اجلنا».

وحول مظفر آباد ما زالت آثار الزلزال واضحة على الجبل بينما زادت الامطار الموسمية من انزلاقات التربة وانهيارات الصخور في المنطقة. وكانت الامم المتحدة ذكرت ان اعادة الاعمار بعد كارثة بهذا الحجم تحتاج الى عشرة اعوام. وتؤكد السلطات الباكستانية ان جهود اعادة اعمار حوالي 600 الف مسكن من بينها 8 آلاف مدرسة و350 مستشفى دمرها الزلزال ماضية قدما بفضل وعود مالية تبلغ حوالي 6 مليارات دولار من الاسرة الدولية. وفي المناطق الريفية من كشمير تبدو الاكواخ التي تغطيها اسقف الاترنيت بينما تجري اعمال البناء. ويقوم بعض سكان القرى بوضع اسس البناء الاسمنتية بانتظار اعادة البناء. ومنحت اكثر من 475 الف اسرة حوالي 2500 يورو او جزء من هذا المبلغ الذي حددته الحكومة الباكستانية كتعويض. واكد رئيس السلطة الباكستانية لاعادة الاعمار واعادة التأهيل الطاف سليم «هذه السنة نحن اكثر استعدادا للشتاء». ومع ذلك في مظفر آباد منعت اعادة اعمار اي مبنى بانتظار وضع اللمسات الاخيرة على خطة لادارة العملية يتم اعدادها بمساعدة خبراء يابانيين. ويحتج السكان بشكل شبه يومي على بطء اعادة الاعمار وكذلك على الفساد الذي يطال توزيع التعويضات وخطط اعادة الاعمار. والى الغرب، في وادي كاغان المجاور، اعاد تجار بالاكوت المدينة الكبيرة الثانية في المنطقة التي دمرها الزلزال، بناء محلاتهم التجارية بدون انتظار خطة الحكومة التي تتضمن نقل كل المدينة الى موقع يبعد ثلاثين كيلومترا الى الجنوب. واليوم ما زال 33 الف شخص يعيشون تحت الخيام. وقد وصل عدد كبير منهم الى هذه المخيمات هربا من الامطار الموسمية التي ادت الى انهيارات جديدة في الجبال في يوليو (تموز) واغسطس (آب) الماضيين. وكان عدد هؤلاء اكثر من 300 الف في اوج الازمة الشتاء الماضي. وتستعد منظمات المساعدة الدولية لاستقبال حتى ثلاثين الفا آخرين بحلول الشتاء. وقد حذرت المنظمة العالمية للاحوال الجوية من ان المنكوبين سيواجهون شتاء قاسيا جدا. وقالت المنظمة في بيان «ان اول دراسة لمكتب الاحوال الجوية في باكستان بشأن المنطقة المتضررة جراء الزلزال تتوقع ان يكون الشتاء المقبل قاسيا مع درجات حرارة ادنى من المعتاد».

وفي المخيمات تحسنت الاوضاع الصحية الى حد كبير وان كانت بعض تجمعات الخيام التي اقيمت بشكل عشوائي ما زالت موجودة وفي ظروف صعبة. وقالت الامم المتحدة ان شروط الحياة في بعض المناطق الريفية أفضل مما كانت عليه من قبل بفضل التجهيزات الصحية التي اقامتها عشرات من المنظمات غير الحكومية على الارض منذ عام. وحذر منسق الامم المتحدة في باكستان يان فاندرموتيلي من نقص التمويل لعمليات وكالات المنظمة الدولية في باكستان، وقال: «علينا ان نتأكد من انه لن تحدث موجة جديدة من الوفيات بعد عام على الزلزال».