وثيقة مؤتمر الصلح بين السنة والشيعة في العراق: أفكار تسعى لإزالة انعدام الثقة

TT

يقول مسؤول ديني عراقي لـ«الشرق الاوسط» ان مؤتمر الصلح بين السنة والشيعة، المفترض انعقاده في 27 و28 رمضان في السعودية للتوصل الى اتفاق بين سنة العراق وشيعته، لوقف نزف الدماء بين الجانبين، قد يدعو علماء الدين السعوديين الى توجيه نداء يحرم التكفير بين المسلمين، كما يحرم سفك دماء المسلمين تحت أي ذرائع.

وتبدو هذه الوثيقة، التي عملت مجموعة من رجال الدين الشيعة والسنة على صياغتها في لقاءات تحضيرية في السعودية، ذات ملامح عمومية وتهدف بشكل رئيسي الى ازالة اجواء الاحتقان وانعدام الثقة بين سنة العراق وشيعته في ظل مسلسل الهجمات الدموية وتبادل الاتهامات والحديث عن فرق الموت في المدن العراقية ومسلسل الجثث والتفجيرات. وقد شرح صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق لـ«الشرق الاوسط» ان «الوثيقة ليست من اجل ارساء المصالحة بين رجال الدين السنة والشيعة بل ان الهدف منها هو اشعار الناس وخصوصا المتورطين في عمليات القتل أن لا فرق بين السنة والشيعة وان الاختلافات جزئية ولا تفسد العلاقة» بين الطرفين. واضاف ان الخطوط العريضة لهذه الوثيقة تلحظ «ابراز العلاقة العضوية بين الشيعة والسنة وازالة الاوهام لدى البعض الذين يعتقدون ان الشيعة هم كفار والتأكيد على حميمية العلاقة بينهما فضلا عن دعوة الدول المجاورة الى مساعدة العراق في العمل على منع تصدير الارهاب».

وترعى منظمة المؤتمر الاسلامي اجتماع كبار علماء الدين المسلمين من السنة والشيعة الذي يفترض ان يصادق على هذه الوثيقة التي تسعى الى نزع فتيل الازمة في العراق. وقد عقدت الاجتماعات التحضيرية لهذا المؤتمر في جدة بمشاركة اربعة من علماء الدين العراقيين السنة والشيعة لوضع اللمسات الاخيرة على هذه الوثيقة. ويقول رئيس الوقف الشيعي العراقي ان ثمة مقترحا للطلب من علماء الدين في المملكة العربية السعودية توجيه نداء «يحرم قتل الشيعي او السني باسم الدين ويعتبر اتهام السني او الشيعي بالكفر عملية محرمة».

ويعتبر رجل الدين الشيعي ان صدور نداء من هذا النوع من جانب رجال الدين السعوديين سيكون له تاثير كبير على ارساء السلام في العراق، اذ ان ذلك «سيساهم في ثني الذين يقصدون العراق لتنفيذ عمليات، معتقدين ان ذلك سيفتح امامهم ابواب الجنة». وبحسب الحيدري، فان الاجتماع المنوي انعقاده سيكون ذا طابع ديني صرف من دون مشاركة هيئات سياسية، مشيرا في الوقت نفسه الى ان المرجعيات الشيعية العراقية اطلعت على مسودة الوثيقة و«لم تبد ملاحظات سلبية عليها». ولكن، تواجه هذه المحاولة الجديدة لوقف نزف الدماء بين العراقيين تشكيكا بمدى امكانية نجاحها على ارض الواقع وعدم تحولها الى مجرد مبادرة رمزية.

ويقول الشيخ عبد السلام الكبيسي مسؤول العلاقات العامة في هيئة علماء المسلمين، وهي تجمع لعلماء دين سنة، ان الوثيقة تتضمن بعض الاجراءات العملية مثل تشكيل لجان في المحافظات وتنظيم ندوات بين علماء الدين وتفعيل دور شيوخ العشائر في الحد من اعمال العنف. الا انه يشدد على ان «المهم امكانية التطبيق ومنهجية الحل» في اشارة الى «وثيقة الشرف» التي سبق ان وقع عليها رجال دين سنة وشيعة قبل ايام برعاية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في محاولة لوقف دوامة العنف من دون ان يكون لها تأثير عملي في هذا الصدد. ويقول الكبيسي «لا يمكن الانتقال الى منهج تعميري في ظل منهج تخريبي ناجم عن الاحتلال فرض صيغة المحاصصة الطائفية ومنطق الاقلية والاغلبية» مضيفا ان «العراقي لن يصدق كل هذه الوثائق الا اذا لمس تغييرا في الواقع».