إطلاق دورية إلكترونية أميركية مختصة بـ«الديمقراطية وحقوق الإنسان» في إيران

تعتمد على تقنية عالية لتصدي رقابة طهران

TT

أعلنت مؤسسة «فريدوم هاوس» الاميركية اطلاق صحيفة دورية إلكترونية مختصة في شؤون «الديمقراطية وحقوق الانسان» في ايران، تصدر باللغتين الفارسية والانجليزية. وتركز الدورية على الديمقراطية وحقوق الانسان من اجل اعطاء منبر لـ«الأصوات المعارضة للقيادة الايرانية» بحسب الرئيسة التنفيذية للمؤسسة جينيفر وينسور. وجاء الاعلان عن الدورية «غوزار» (الانتقال) الاسبوع الماضي ضمن حملة اميركية واوروبية للتواصل مع الشعب الايراني على خلفية الخلافات السياسية مع نظام طهران. وقالت مديرة الدورية الالكترونية التي تصدر شهرياً مريم معمار صادقي لـ«الشرق الاوسط»: «هدفنا محدد وواضح، وهو تطوير حرية التعبير للايرانيين». واضافت: «نؤمن بأن جميع الحريات تنطلق من حرية التعبير». واكدت ان المؤسسة اتخذت تدابير للحصانة ضد قيام الرقابة الايرانية بمنع الدورية على شبكة الانترنت، قائلة: «نستخدم افضل التقنيات حتى لا تستطع الرقابة الايرانية منع قراءتها على شبكة الانترنت في ايران». ويذكر ان موقع هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» الالكتروني باللغة الفارسية تعرض لمنع من الرقابة الايرانية خلال فترات متفاوتة سابقاً. ولفتت معمار صادقي الى ان المساهمين في الدورية هم من الكتاب والمثقفين الايرانيين داخل ايران وخارجها، وان عدد المساهمين سيزداد مع توسع الدورية. وأضافت ان الدورية تختلف عن غيرها من المواقع الالكترونية المختصة في الشؤون الايرانية بسبب نشر جميع المقالات باللغتين الفارسية الانجليزية «مما يؤكد التواصل بين القراء في ايران وخارجها، كما انه يعطي فرصة لتثقيف غير الايرانيين عن هذا البلد المعقد». وتابعت انه مع اغلاق اكثر من 100 صحيفة اصلاحية ايرانية، واخرها صحيفة «شرق»، اصبح من الضروري تطوير مجالات اخرى لتوصيل صوت الاصلاحيين وناشطي حقوق الانسان الى الشعب الايراني. وعن الخطر الذي قد يتعرض له كتاب ايرانيون يساهمون في الدورية من داخل ايران، قالت معمار صادقي: «انه خيار شخصي يعود لهم»، مؤكدة ان بعض الكتاب يستخدمون اسماء مستعارة.

وتضمن العدد الأول للدورية لشهر أكتوبر (تشرين الاول) الحالي رسالة مفتوحة من المحامية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل عن اغلاق مركزها للدفاع عن حقوق الانسان، ورسالة من زوجة احمد باطبي المعتقل في سجن «ايفين» الايراني الى مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان تناشدهم بمساعدة زوجها. وتطرقت مقالات الرأي الى جملة من المواضيع، بينها البرنامج النووي الايراني وحقوق الاكراد. وبعد كل مقال هناك حيز لتعليق القراء، ويأمل القائمون على «غوزار» ان يشهد هذا الحيز تنامي المناقشات حول الاوضاع الايرانية. وعلى الرغم من ان «فريدوم هاوس» اعلنت ان وزارة الخارجية الهولندية هي المساهمة الاكبر في انشاء الدورية الشهرية، امتنعت مصادر دبلوماسية هولندية من التعليق على الدورية الجديدة والهدف منها. وقال مصدر دبلوماسي اوروبي في لندن لـ«الشرق الأوسط» ان سياسة وزارة الخارجية الهولندية تقتضي عدم التعليق على مثل تلك المشاريع وانها لا تفضل الاعلان عن مساهماتها المادية». ولكنه اضاف ان الخارجية الهولندية لا تمنع جهة معينة من الاعلان عن مصدر تمويلها. وقالت معمار صادقي انها لا تستطع الافصاح عن ميزانية الدورية. ويذكر ان «فريدوم هاوس» تتخذ من واشنطن مقراً لها منذ ان اسستها مجموعة من الاميركيين المهتمين بشؤون الحرية والديمقراطية حول العالم، من بينهم الينور روزفلت زوجة الرئيس الاميركي الراحل فرانكلين روزفلت، قبل 60 عاماً. ومن بين الاميركيين في مجلس امناء المؤسسة المؤرخ صامويل هنتينغتون وعدد من السفراء المتقاعدين الاميركيين.