اعتراف إسرائيلي جزئي باستخدام سلاح جديد في غزة يحرق أعضاء الجسد ويقطع الأطراف

TT

اعترفت اسرائيل بشكل جزئي وبغلاف من الضبابية بما كشفه التلفزيون الايطالي، أمس، من استخدام وسائل قتالية جديدة ضد الفلسطينيين تؤدي الى احتراق أعضاء في الجسم وانقطاع الأطراف. وادعى الناطق العسكري الاسرائيلي ان هذه الأسلحة جاءت لتخفف الاصابات في صفوف المدنيين.

وكان التلفزيون الايطالي «راي» قد بث تقريرا، أمس، ضمن برنامجه «24 ساعة» كشف فيه ان اسرائيل تستخدم منذ عدة شهور نوعا جديدا من الأسلحة التي تم تطويرها من سلاح أميركي تجري تجربته حاليا في العراق ويدعى «دايم»، وهو يتسبب في احتراق أعضاء في الجسد وفي اهتراء الأطراف لدرجة تجعلها تنسلخ عن الجسم كما لو انها تعرضت للقص بمنشار. والتقى معدو التقرير الايطالي مع عدد من الأطباء الفلسطينيين في مستشفى الشفاء في غزة، الذين رووا كيف اكتشفوا آثار هذا السلاح على أجساد العشرات من المصابين الفلسطينيين. كما التقوا خبراء ايطاليين أكدوا ان الحديث يجري عن سلاح محظور دوليا.

واكد الجنرال يتسحاق بن يسرائيل، الرئيس السابق في مركز تطوير الوسائل القتالية في الجيش الاسرائيلي (مفات)، في لقاء معه، وجود «فكرة» بدأ تطويرها في عهده لتطوير سلاح يؤدي الى اصابة أشخاص مستهدفين بشكل شخصي من دون اصابة من يحيط بهم. وقال ان الهدف هو حصر الاصابة بشخص محدد مع أكبر ما يمكن من أضرار له وأقل ما يمكن من اضرار لمن يكونون بقربه.

وأما الناطق الرسمي بلسان الجيش فقد أعلن، أمس، في تل أبيب ان الجيش «يبذل جهودا كبيرة لتطوير وسائل قتالية أقل فتكا من الرصاص العادي حتى نخفف من الأضرار للأبرياء. ولكن الجيش الاسرائيلي لا يستخدم السلاح الأميركي المعروف باسم دايم، ولا يستخدم أسلحة محظورة في القانون الدولي».

لكن الفلسطينيين لا يقبلون هذا التفسير الاسرائيلي ويؤكدون ان الحديث يجري عن نوع جديد من الأسلحة الفتاكة الكثيرة التي يخترعها الاسرائيليون واعتادوا تجريبها على أجساد الفلسطينيين. كما توجهت «رابطة الأطباء من أجل حقوق الانسان»، وهي رابطة اسرائيلية تضم مجموعة كبيرة من الأطباء اليهود والعرب (من فلسطينيي 48)، الى وزير الدفاع الاسرائيلي، عمير بيرتس، تطالبه بالتحقيق في ما جاء في تقرير التلفزيون الايطالي. وقررت أن تتوجه الى محكمة العدل العليا الاسرائيلية بدعوى لحظر تجريب هذه الأسلحة وغيرها من الأسلحة الكيماوية على الفلسطينيين. ويأتي تحقيق «راي» في أعقاب تقارير طبية في غزة حول جروح خطيرة لا يوجد لها أي تفسير، أشار فيها الأطباء الفلسطينيون إلى ان عددا كبيرا من المصابين بترت أرجلهم، أو جثث احترقت بشكل كامل، وجروح لم يتم العثور فيها على شظايا أو قطع معدنية. واعتقد الأطباء أنه توجد في جسد المصاب شظايا لا يمكن تشخيصها بأشعة «رنتجن»، وبحسب الشهادات التي يسوقها التقرير فإن معظم الإصابات نجمت عن طريق أسلحة أطلقت من طائرات من دون طيار، خاصة في يوليو (تموز) الماضي. وحسب التقرير، فقد قال الدكتور حبش وحيدي، مسؤول وحدة العلاج المكثف في مستشفى «شهداء الأقصى» وسط قطاع غزة للمحققين: «إن أرجل المصابين قد بترت» كأنما جرى استخدام منشار لقص العظام»، وحول مكان البتر كانت هناك علامات حروق ناجمة عن درجة حرارة عالية، إلا أنه لا توجد أي دلائل على أن الأرجل قد قطعت بسبب التعرض للشظايا المعدنية.