متهم يقول إن مستشارا حاليا لطالباني أعد تقريرا مهد لحملة الأنفال ضد الأكراد

جدل بين صدام والقاضي حول أحقية الكلام.. ورفع جلسة المحاكمة إلى الثلاثاء المقبل

TT

رفع القاضي محمد العريبي أمس الى الثلاثاء المقبل جلسة محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من اعوانه بتهمة ارتكاب «ابادة جماعية» في حق الاكراد خلال حملة الانفال في الثمانينات من القرن الماضي. وادلى ثلاثة من شهود الاثبات بافاداتهم خلال جلسة أمس، وهي الـ15 منذ بداية المحاكمة في القضية في 21 اغسطس (آب) الماضي.

وشهدت جلسة امس جدلا بين القاضي وصدام حول احقية الكلام، وقال صدام للقاضي «يحصل دائما ان اصوات الادعاء والمشتكين تصل الى العالم (...) لكن حينما يتكلم المتهم تطفئون الميكرفونات، ان الحق ميزان فما تضع في كفة يؤثر في الاخرى». واضاف «انا رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة وهذا المسؤول لن يدافع عن شخصه فليس مهما شخص صدام حسين الا بقدر سمعته وما يمثله اسمح لي (..) صدام حسين لا يخاف ولا يتجاوز الحق».

واجاب القاضي قائلا «لكنك تدخل في متاهات السياسة. طالما كان الكلام في القانون لتدافع عن نفسك او افعالك فلا مشكلة لدي (...) واول الغيث مطر فقد استهليت كلامك امس بـ(قاتلوهم....)»، في اشارة الى الاية القرآنية «قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم» استهل صدام حديثه بها اول من امس وفسرت على انها دعوة لأنصاره لمضاعفة الهجمات على القوات الاميركية والعراقية.

وكان المتهم حسين رشيد التكريتي قد قال في مستهل جلسة امس «ليست لدي اية خصومة انا خريج كلية القانون وخدمت بالجيش مدة 44 سنة لكنني اناقش نقطة جوهرية ان ايران ارادت ان تحتل شمال العراق». واضاف ان «الشخص الذي اعد هذا التقرير الاستخباراتي الذي يؤكد نية ايران في احتلال شمال العراق مسؤول في الدولة حاليا وهو (مدير الاستخبارات العسكرية سابقا) اللواء وفيق السامرائي (مستشار الرئيس جلال طالباني)». من جهتها افادت وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) ان التكريتي، وهو مساعد بارز لصدام وكان ضابطا برتبة فريق أول ركن في الجيش العراقي السابق، تساءل «تقرير استخبارات هل تعتبره المحكمة وثيقة أم لا؟.. تقرير استخبارات أعده وفيق السامرائي هو الان مسؤول في الدولة الحالية، هل هذا التقرير كذب؟». ومضى يقول «السامرائي كان معاون رئيس الاستخبارات لشؤون إيران والشمال وهو الذي أعد التقرير». وكان وفيق السامرائي قد فر من العراق في منتصف التسعينات من القرن الماضي وعاد بعد الغزو الاميركي حيث أصبح مستشارا أمنيا وعسكريا للرئيس العراقي الحالي. وتحدث التكريتي عن «الدوافع» التي أدت لشن حملة الانفال قائلا: «إيران كانت تحتل شمال العراق بالتعاون مع المتمردين ولولا هذا الاحتلال لما حدثت عمليات الانفال». وأضاف «أن تقرير الاستخبارات كان واضحا. ونيات إيران كانت تسعى إلى تفجير سد دربندخان وسد دوكان في مدينة السليمانية لاغراق مدينة بغداد هذا مختصر قضية الانفال». وتابع التكريتي «نشعر ان المحكمة خصم لنا والادعاء العام المشتكي». ورد القاضي «ارفع لنا في نهاية الجلسة كل ما لديك واذا كانت موجهة ارفعها الى الرئيس الاعلى».