فصائل دارفور الرافضة لأبوجا ترحب بالوساطة الإريترية مع الخرطوم

الجيش السوداني يعزز قواته في الفاشر كبرى مدن الإقليم

TT

كشفت مصادر عليمة لـ«الشرق الأوسط» في أسمرة ان الحكومة السودانية طلبت من اريتريا امس رسميا التوسط للتفاوض في العاصمة الاريترية مع الفصائل الرافضة لاتفاق ابوجا في دارفور، وفي غضون ذلك عززت القوات المسلحة السودانية وجودها بكثافة في مدينة الفاشر كبرى مدن دارفور، الامر الذي فتح الباب لشائعات عدة تتحدث عن هجوم وشيك للمتمردين على المدينة، لكن مسؤولا عسكريا بارزا في مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني اعتبر التعزيز أمراً طبيعياً.

وقال مصدر مسؤول في مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني امس ان التعزيز في الفاشر طبيعي، مشيرا الى ان الجيش ظل طوال اليومين الماضيين يرصد اشاعات وسط المواطنين في المدينة تتحدث عن هجوم وشيك، قائلا انه ليس حتى في توقعات القوات المسلحة أي هجوم للمتمردين.

ويأتي طلب الوساطة السوداني الجديد من اريتريا بعد يومين من توقيع آخر الملفات التفاوضية بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق في أسمرة ونجاح الوسيط الاريتري في حل قضية شرق السودان دون رقابة دولية.

ورحب رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بالوساطة الاريترية مؤكدا استعداد كافة فصائل دارفور التي تجمعها علاقات وطيدة مع اريتريا للتفاوض مع الخرطوم برعاية أسمرة. لكنه اكد رفضه التفاوض على شكل فصائل مجزأة وقال «لن نتفاوض مع الحكومة السودانية على شكل فصائل، بل نتفاوض موحدين كأهل دارفور وبوفد واحد».

وتضم الفصائل الرافضة لاتفاق ابوجا اضافة الى حركة تحرير السودان الفصائل المنضوية في جبهة الخلاص الوطني مثل العدل والمساواة والتحالف الفيدرالي ومجموعة الـ 19. وكانت هذه الفصائل قد رفضت مؤخرا عدة مبادرات دولية وإقليمية من بينها مبادرات قطرية ومصرية وليبية وتمسكت بشدة بالوساطة الاريترية فقط ودعا رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد النور الرئيس الليبي الى تنسيق مبادرته مع الجانب الاريتري.

ويعتقد المراقبون ان تفاصيل الوساطة الاريترية بشأن دارفور يمكن ان يتفق عليها الرئيسان اسياس أفورقي وعمر البشير اثناء مراسم توقيع اتفاق السلام النهائي بشأن شرق السودان في أسمرة يوم السبت القادم.

الى ذلك من المقرر ان تستضيف العاصمة الاريترية أسمرة المؤتمر التأسيسي لجبهة شرق السودان الذي يعقد من اجل التحول من حركة مقاتلة الى كيان سياسي بداية الشهر المقبل بعد توقيع اتفاق السلام.

وفي الخرطوم تولى الرئيس السوداني عمر البشير بنفسه ملف اقليم دارفور المضطرب، بعد قرار اتخذه مجلس الوزراء السوداني امس بإعادة هيكلة لجنة سودانية معنية بتنفيذ اتفاق ابوجا الهش لسلام دارفور.وحسب قرار مجلس الوزراء السوداني فان اللجنة تضم الى جانب الرئيس البشير نوابه ومساعديه وعددا من الوزراء والمستشارين والولاة ولها أن تشكل أي لجان لمعاونتها على تنفيذ مهامها. في الاثناء، عززت القوات المسلحة السودانية وجودها بكثافة في مدينة الفاشر كبرى مدن الاقليم، الامر الذي فتح الباب لشائعات عدة تتحدث عن هجوم وشيك للمتمردين على المدينة، لكن مسؤولا عسكريا بارزا في مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني اعتبر التعزيز أمرا طبيعيا.

وقال مصدر مسؤول في مكتب الناطق الرسمي امس، ان التعزيز في الفاشر طبيعي، مشيرا الى ان الجيش ظل طوال اليومين الماضيين يرصد اشاعات وسط المواطنين في المدينة تتحدث عن هجوم وشيك، قائلا انه ليس حتى في توقعات القوات المسلحة اي هجوم للمتمردين.

وقال المصدر ان القوات المسلحة تمسك بزمام المبادرة في جميع المواقع في دارفور، ناهيك من الفاشر التي شدد على انها مؤمنة تماما، وأضاف ان المتمردين لا يملكون اية قدرات للتمسك بأي ارض في دارفور، معتبرا كل ما يحدث الان وخاصة على الحدود السودانية التشادية عبارة عن هجمات عشوائية تقوم بها جبهة الخلاص.

من جهة ثانية قتل ثلاثة مسافرين وجرح سبعة آخرون نقلوا الى مستشفى نيالا في دارفور وذلك في احداث متفرقة وقعت خلال الـ48 ساعة الماضية بمحلية نيالا من بينها ثلاثة احداث نهب في الطرق المؤدية الى كل من الفاشر وكاس وعد الفرسان.

واعتبر معتمد محلية نيالا، محمد العجب اسماعيل في تصريحات، أن الحادث الذي وقع في طريق الفاشر نيالا نتج عن ردود الافعال بين المواطنين في منطقتي منواشي ودمة إثر قيام المزارعين بمنع الرعاة من الدخول الى الاسواق وقفل طرق الرعي أمام المواشي. الى ذلك يبدأ وزيرا خارجية السنغال ونيجريا مباحثات اليوم في الخرطوم مع المسؤولين السودانيين من اجل الترتيب لقمة حكماء افريقيا التي دعا لها في وقت سابق الرئيس السنغالي عبد الله واد، وتهدف في الاساس لإقناع الرئيس عمر البشير بقبول نشر قوات اممية في دارفور.

وقال مدير ادارة الاتحاد الافريقي بوزارة الخارجية السودانية السفير عوض مرسي ان الوزيرين السنغالي والنيجيري سيصلان البلاد فجر اليوم للترتيب لقمة حكماء افريقيا المزمع عقدها بالخرطوم قريبا للنظر في سبل تجاوز تداعيات القرار 1706 القاضي بنشر قوات دولية ورفض السودان لهذا القرار، معتبرا ان الزيارة مهمة من اجل وضع ارضية قوية لقيام القمة المرتقبة. وأكد مرسي ان وزير خارجية السنغال ونظيرته النيجيرية سيلتقيان الرئيس عمر البشير ووزير الدولة بالخارجية علي احمد كرتي، وأوضح ان المحادثات ستعمل على تحديد موعد وأجندة قمة الحكماء التي يشارك فيها رؤساء السنغال ونيجيريا والغابون بجانب الرئيس البشير، مشيرا الى ان القمة ستستصحب كل الاتفاقات الموقعة بشأن أزمة دارفور في انجمينا وأديس أبابا وأبوجا.