الأردن يتخذ إجراءات أمنية غير مسبوقة لمنع وصول المفخخات إلى حدوده مع العراق

بعد الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة في مركز القادسية مساء الاثنين

TT

 اتخذ الاردن اجراءات امنية مشددة غير مسبوقة تفاديا لوصول سيارات مفخخة الى اراضيه بعد عملية تفجير سيارة من طراز «جي ام سي» قبل يومين في مركز حدود القادسية العراقي.

وقالت مصادر اردنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان وفدا امنيا اردنيا قام اول من امس بزيارة الى مركز حدود القادسية في منطقة طريبيل العراقية حيث اطلع على واقع الخدمات التي يقدمها مركز الحدود على الجانب العراقي، واتفق الجانبان على تشديد الاجراءات المتخذة حاليا اكثر من السابق من خلال تعزيز قوات امنية اضافية في المناطق المحاذية للبوابة الشرقية واقامة سدود ترابية مجهزة بأحدث الاجهزة الحديثة للمساهمة في سرعة الكشف عن اي محاولات لإدخال اي انواع من المتفجرات قبيل وصولها للحدود الاردنية.

واشارت المصادر الى ان كوادر الحدود غدت اكثر جاهزية مما سبق نظرا للحيطة والحذر اللذين تم اتباعهما منذ شهور طوال، حيث استطاعت الاجهزة الامنية إحباط العديد من محاولات التسلل والتزوير والتهريب خصوصا بعض انواع الاسلحة، مما اعطى نقلة نوعية لقدرة القوات الاردنية على السيطرة الكاملة للمركز الحدودي المجاور مع العراق باعتباره الاكثر سخونة بسبب الاوضاع الامنية الصعبة في العراق، ما استدعى بذل اقصى الجهود واحضار جميع الاجهزة المتطورة ذات التقنيات الحديثة خصوصا المخصصة للتفتيش على المركبات والشاحنات والاشخاص الذين يواظبون على عبور حدود الكرامة والقادمين من العراق.

واضافت المصادر ان الجانبين اتفقا على الابلاغ فورا عن معلومات عن محاولة اشخاص القيام باعمال ارهابية، وتم التأكيد على مواصلة العمل واللقاءات الثنائية لديمومة حركة نقل البضائع والمسافرين ضمن اجراءات جديدة هادفة لتقديم ما امكن من التسهيلات المطلوبة للعراقيين.

وبينت المصادر انه تم تحديد موعد لفتح الحدود بين البلدين وذلك ابتداء من الساعة الثامنة صباحا ولغاية الخامسة مساء يوميا حيث سيتم منع ادخال اي شخص الى حدود الكرامة او الذهاب للعراق بعد انتهاء الموعد المحدد، الامر الذي يتطلب تعاون الجميع من اجل توفير الوقت والجهد عليهم، موضحا ان حدود الكرامة ستبقى مفتوحة امام العراقيين من خلال القيام بنقل البضائع الى الشعب العراقي من دون تأخير.

واشارت المصادر الى انه تم اتخاذ اجراءات مشددة من خلال وضع نقاط تفتيش داخل الساحات بالمركز الحدودي بحيث تمر المركبة قبل دخولها على مجموعة من مراكز التفتيش التي تم اعدادها من خلال اشراف كوادر متخصصة ومؤهلة لهذه الغاية لضمان ادخالها الى مقاصدها والكشف عن المهربات بشكل سريع، في محاولة للحد من محاولات التسلل والتهريب والتزوير التي كانت تحدث بين الحين والآخر.

وقامت قوات الامن الاردنية بعملية تمشيط للمناطق المحاذية للبوابة الشرقية من المركز الحدودي المجاور مع العراق والتي تمت فيها ازالة ما يقارب 120 طنا من مخلفات ذخائر عسكرية والتخلص من 70 قذيفة حية عثر عليها اثناء عملية المسح وازالة مصدري اشعاع عثر عليهما قرب البوابة الشرقية للحدود. وقد تم توفير اجهزة كشف عن المتفجرات والمخدرات باستخدام الماسحات واجهزة اخرى للتعامل مع المتفجرات عن بعد وتوفير كلاب بوليسية للكشف عن المتفجرات.

وكان الهجوم قد نفذ مساء الاثنين بالقرب من نقطة الجوازات مركز حدود القادسية العراقي بواسطة سيارة مفخخة من طراز « جي ام سي» اميركية الصنع يقودها انتحاري سوداني الجنسية كان قد كبل يديه بمقود السيارة بسلاسل معدنية.