إفادة أمام الكونغرس حول «فضيحة فولي» تزيد الخناق على الجمهوريين

استطلاعات ترجح فوز الديمقراطيين في الانتخابات وتحول بوش إلى «بطة عرجاء»

TT

دخل الجمهوريون في مأزق جديد على إثر اعتزام كيرك فوردهام مدير مكتب النائب مارك فولي في الكونغرس الادلاء بشهادة ضده اليوم الخميس امام لجنة الاخلاقيات في الكونغرس، وهو ما يشكل ضغطاً اضافياً على الحزب الجمهوري قبل الانتخابات التي ستجري الشهر المقبل. وكان فولي الجمهوري قد استقال بعد ان تكشفت «فضيحة» تبادله «رسائل ساخنة» مع مراهقين عبر رسائل إلكترونية.

ويعتزم كيرك فوردهام ان يدلي بشهادة ستحرج كثيراً زعيم الجمهوريين في مجلس النواب دينس هاسترت، ذلك ان فوردهام يقول إنه ابلغ مدير مكتب هاسترت بموضوع الرسائل عام 2003، وهو ما يعني ان الجمهوريين كان لديهم علم بتصرفات «فولي المقرفة» على حد تعبير الرئيس جورج بوش، لكن على الرغم من ذلك فان هاسترت رفض دعوات بالاستقالة، وابلغ الصحافيين اول من امس انه سيفصل اي موظف من مكتبه يتضح بانه تستر على معلومات تتعلق بالفضيحة، لكنه اشار الى إن موظفي مكتبه تعاملوا مع الموضوع بكيفية ملائمة.

ومما يعزز شهادة فوردهام تصريحات نائب جمهوري آخر هو جيم كولب قال فيها ان مشرفاً على صفحات المتدربين المراهقين في الكونغرس اشتكى له من رسائل من فولي خلال عامي 2000 و2001، لكنه لم يطلع على نصوص تلك الرسائل، واقترح احالة الموضوع على مكتب فولي نفسه.

ويجري التحقيق الآن على صعيدين في واشنطن، حيث باشرت لجنة الاخلاقيات في مجلس النواب تحقيقا موسعا بعد ان وافقت على حوالي 50 طلب استدعاء لشهود واطلاع على وثائق، وتزامنا مع ذلك، يواصل مكتب المباحث الفيدرالي (إف. بي. آي) استجواب عدد من الذين لهم علاقة بالقضية، وقالت مصادر المكتب انهم استجوبوا احد الشبان الذين تلقوا رسالة من النائب المستقيل فولي يوم الثلاثاء الماضي في اكولاهوما، وأقر بان الرسالة التي تلقاها اشتملت على عبارات جنسية واضحة.

ويرى عدد من وسائل الاعلام الاميركية ان انعكاسات الفضيحة على الانتخابات النصفية أصبحت مؤكدة، وذكرت اذاعة «ناشونال ببيلك راديو» التي يساهم الكونغرس في تمويلها امس إن «الازمة التي تعرض لها الجمهوريون اصبحت اكثرا عمقا قبل فترة وجيزة من اجراء الانتخابات». كما اظهر استطلاع للرأي اجرته صحيفة «واشنطن بوست» ونشر أول من أمس ان الحزب الديمقراطي سيحصل على الاغلبية في مجلس النواب بعد الانتخابات حيث منح 54 من المشاركين اصواتهم للديمقراطيين، في حين أيد 41 بالمائة الجمهوريين وقال 5 بالمائة إنهم لم يحددوا موقفهم بعد، وقالت الصحيفة ان الجمهوريين سيفقدون حوالي 30 مقعداً في مجلس النواب بسبب فضيحة فولي وحرب العراق.

وإذا سيطر الديمقراطيون على مجلس النواب فإن الرئيس بوش سيتحول الى «بطة عرجاء» كما يقول التعبير الشائع، لأنه سيكون عاجزا عن تمرير الكثير من القوانين في الكونغرس. ويحتاج الديمقراطيون للفوز بأزيد من 15 مقعداً للحصول على الأغلبية في مجلس النواب بعد عقد كامل من سيطرة الجمهوريين. بيد ان الصحيفة اشارت الى ان البيت الابيض سيضغط من أجل عودة النقاش في الولايات المتحدة حول الارهاب، خاصة بعد التفجير النووي الذي اجرته كوريا الشمالية، وذلك لسحب البساط من تحت اقدام الديمقراطيين الذين يشنون الآن حملة شرسة ضد الجمهوريين بسبب «فضائحهم» وكذا بسبب الحرب في العراق وفشل القوات الاميركية في تحقيق تقدم يذكر على صعيد كبح جماح العنف المتصاعد هناك.