تكنولوجيا التعليم: «كي بورد» الكومبيوتر قضى على الاختزال .. وخط اليد والقلم بات أثرا قديما

TT

ساعدت لوحة حروف الكومبيوتر «كي بورد» على قتل كتابة الاختزال والآن هو يهدد إنهاء كتابة اليد بالكامل.

حينما قدمت كتابة المقالات بخط اليد في الامتحانات العامة التي جرت عام 2006 كتب 15 في المائة من حوالي 1.5 مليون طالب إجاباتهم بحروف خط اليد المتصلة، أما البقية فكتبوا بالحروف الكبيرة.

وهذه هي الموجة الأولى من طلبة الثانويات الأميركيين الذين لم يتعلموا خط اليد في المرحلة الابتدائية والذي لا يزيد حاليا عن 10 دقائق في اليوم أو أقل، ونتيجة لذلك فإن هناك طلابا أكثر فأكثر يجاهدون للتمكن من قراءة خط اليد.

وعبّر الكثير من التربويين عن انزعاجهم ووقفوا ضد تكنولوجيا التعليم، التي جعلت كتابة القلم كأنها أثر قديم، حسبما قال عدد كبير من المدرسين. لكن الأكاديميين المتخصصين في تعلم الكتابة يجادلون بأن عدم اتقان مهارات كتابة اليد من عمر مبكر يساعدهم على كتابة إنشاءات أقصر وأبسط منذ سن مبكرة.

ويقول الأكاديميون الذين يدرسون وثائق أصلية إن موت خط اليد سيؤدي إلى اختفاء الدقة في البحوث التاريخية، وآخرون يندبون ضياع التواصل عبر كتابة اليد لجماليتها وفرديتها وحميميتها.

وقالت لورا سمولكن، الاستاذة في ميدان التعليم الابتدائي والنمو المبكر للاطفال في جامعة فرجينيا إنه «مثل الكثير من الأمور في مجتمعنا هناك شعور بفقدان ما كان موجودا ذات يوم».

وفي مدرسة كين ميل الابتدائية بسبرينغ فيلد، تدرس ديبي ماتوكس خط اليد مرة واحدة في الأسبوع للتلاميذ الموهوبين في السنة الثالثة والهدف هو كي يتمكنوا من قراءتها. فكل أشعارهم وقصصهم تتم طباعتها. ويتعلم الأطفال في مدارس منطقة «فيرفاكس كاونتي» استخدام الكتابة على لوحات الحروف منذ الروضة.

وقالت ديبي «لا أستطيع تصور أي مكان آخر يمكن استخدام خط اليد بالنسبة للراشد إلى حينما يوقع اسمه. هناك أسبقية قليلة لخط اليد فنحن قلقون أكثر على أن يجتاز هؤلاء الصغار امتحاناتهم، وهذا لا يتطلب تعلم خط اليد».

أما التلاميذ الأكبر سنا فهم لم يتقنوا قط خط اليد ولم تؤثر على نتائج امتحاناتهم. وقال مات براغاميان الطالب في السنة العاشرة بمدرسة سانت ألبانس في شمال غرب واشنطن «للكثير من الصغار خط يد تعيس، والمدرسون لا يحذفون نقاطا من علامات التلاميذ بسبب ضعف خط يدهم». والكثير من رفاق دراسته يأخذون ملاحظات على كومبيوتراتهم المحمولة ثم يقومون بالواجب المنزلي على الكومبيوترات.

قال برايان ادوراردز المتحدث باسم مدارس منطقة «الامير جورج كاونتي»: «لا نعطي تعليمات منفصلة من أجل كتابة خط اليد بذاتها». أما منسق فن اللغات بات فيغ فقال «إنه من الصعب وضعها ضمن سياق التعليم، إن تعليم خط اليد ما عاد له نفس الموقع السابق».

كذلك قد يكون فقدان خط اليد ضياعا لفرصة في الإدراك العقلي، فالعملية العصبية التي توجه التفكير عبر الأصابع إلى كتابة رموز هي شديدة البراعة والتعقيد. ووجدت دراسات أكاديمية كثيرة أن مهارات خط اليد الجيد في سن مبكرة يساعد الأطفال على التعبير عن أفكارهم بشكل أفضل. والأطفال الذين لا يتعلمون اسلوب التصحيح يجدون صعوبة أكبر في الكتابة باليد، لذلك يتجنبونها. وعادة تتوقف تلك المدارس التي تدرّس تقنيات الكتابة باليد بعد السنة الثالثة حالما يتعلم الأطفال حروف خط اليد. وعند ذلك تصبح الكومبيوترات أكثر استخداما في قاعات الدرس للكتابة وربما في السنة الرابعة أو الخامسة يقرر الأطفال الكف عن الكتابة باليد.

وفي دراسة قام بها الاستاذ ستيف غراهام من جامعة «فاندر بيلت» حول تعلم الكتابة اتضح أن الاطفال يستطيعون كتابة 10 إلى 12 حرفا بالدقيقة في السنة الأولى. والأطفال يعطون تعليمات لكتابة اليد لمدة 15 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع. وبعد تسعة أسابيع تضاعفت لديهم سرعة الكتابة والتعبير عن أفكارهم بشكل أكثر تركيبا، كذلك وجد أن التواصل يزيد في مهارات إنشاء الجمل.

لكن غراهام قلق من أن الطلبة الذين يكتبون بواسطة لوحة المفاتيح بدلا من خط اليد بحاجة إلى وقت أطول لأخذ ملاحظات وكتابة مقالات للامتحانات. وقد يقول المدرسون إنهم لا يحذفون نقاطا بسبب خط اليد السيئ داخل الصف لكن البحث أخبر قصة أخرى.

حينما أعطي الراشدون الإنشاء نفسه بعد كتابته بخط يد جميل وآخر بخط رديء «أعطوا درجات أقل للنص المكتوب بخط غير واضح» حسبما قال غراهام.

وفي الحقيقة، تكون المقالات المكتوبة بخط اليد للاختبارات تكسب درجات أعلى قليلا من تلك المكتوبة بخط اليد حسبما قال مجلس إدارة المدرسة.

لا يتطلب تعلم مهارات كتابة يد حسنة وقتا طويلا. ففي بعض المدارس الابتدائية ضمنطقة «الامير جورج كاونتي» يستخدم التلاميذ برنامجا اسمه «خط اليد بدون دموع» لمدة 15 دقيقة في اليوم. وتعلموا التشكيل الصحيح لحروف المخطوطات المكتوبة باليد ثم الحروف المرتبطة في المرحلة الثالثة.

سيكون دائما هناك صغار يجاهدون مع كتابة اليد بسبب الربط العصبي لأصابعهم أو بسبب فقر بالمهارات اليدوية حسبما قال بعض المدرسين. وبالنسبة لأولئك الاطفال بشكل خاص يصبح الاعتماد المتزايد على لوحة المفاتيح والطباعة عليها تحريرا لهم من هذا الإشكال.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»