المغرب: 81% من الشباب يحبذون العمل في هيئات غير حكومية.. و61 % ذوو نظرة سلبية عن الأحزاب السياسية

في استطلاع ميداني نشرت نتائجه حديثا

TT

أظهرت دراسة ميدانية، نشرت باللغة الفرنسية أخيرا في كتاب يحمل عنوان «مغرب الشباب»، ان 67 % من الشباب المغربي تقيم بصفة ايجابية المسار الديمقراطي الذي اختاره المغرب، لكن 61 % من الشباب المستجوب يحمل صورة سلبية عن عمل الاحزاب.

وأنجز الدراسة الباحثان ادريس الكراوي (اقتصادي) ونور الدين أفاية (باحث في الفلسفة)، وسط الشباب الذي شارك في فعاليات القمة الافريقية الثانية للشباب الرائد الذي انعقد تحت الرئاسة الفعلية للعاهل المغربي الملك محمد السادس بجامعة الاخوين بافران خلال شهر اغسطس (آب) 2005.

وشملت الدراسة مائة شاب وشابة تراوحت اعمارهم بين 18 و35 سنة يمثلون كل اقاليم وجهات المغرب وعددا من القطاعات الحكومية وغير الحكومية بما فيها شباب الاحزاب السياسية المغربية الممثلة في البرلمان وغير الممثلة فيه.

المؤشرات، كما اكد ذلك لـ «الشرق الاوسط» ادريس الكراوي، كشفت ان علاقة الشباب بالسياسة تتميز بالعزوف وعدم الثقة، وهذا المعطى نسبته جد مرتفعة، ما يستدعي التفكير ـ حسب الكراوي ـ في إدخال اصلاحات جذرية على الحقل السياسي في اتجاه التخليق والتجديد والانفتاح والمنافسة المبنية على الاستحقاق، كما تدعو تلك المؤشرات الى بلورة مفهوم جديد للحزب السياسي تتلاءم ادواره مع تطلعات الفئات العريضة من الشباب.

وتجد هذه التوجهات الضرورية، يوضح الكراوي، مبرراتها العميقة في طبيعة المؤشرات الاخرى التي افرزتها الدراسة والتي اظهرت ان الشباب في غالبيته ملتزم بكثافة في العمل الجمعوي وانه منخرط في عدة اوراش حيوية اجتماعية وبيئية وثقافية تجعل منه فاعلا ملتحما بهموم مجتمعه. وظهر ذلك في هذه الدراسة، حيث كشفت أن نسبة 81 % من الشباب لها تصور إيجابي عن عمل الهيآت غير الحكومية.

وحظيت الاحزاب السياسية بأوفر نصيب من الانتقادات. وقالت غالبية العينة المستجوبة إن الاحزاب تفتقد لمشاريع اجتماعية واضحة المعالم، وأنها ما زالت تعيش على انقاض الماضي، وبعيدة عن القواعد والجماهير الشعبية، وتفتقد للديمقراطية الداخلية، وليس لها أي برنامج اقتصادي او اجتماعي مضبوط.

ويعتبر الشباب المستجوب ان عمل الاحزاب محصور في الانتخابات وبانها غير قادرة على اداء دورها في تنمية البلاد.

وخلصت آراء الشباب حول الاحزاب بالقول إنها تعيش ازمة مصداقية وتفتقد لرؤية سياسية.

واعتبرت نسبة من الشباب المستجوب ان الاحزاب السياسية المغربية لا تقوم بدورها التأطيري والتوعوي خاصة في اوساط الشباب. لكن هناك اقلية من الشباب لا تتعدى 33 % من الشباب الرائد المستجوب، تحمل رؤية ايجابية عن الاحزاب السياسية وتقول إنها ساهمت في المسيرة الديمقراطية للبلاد، وتعتبر هذه الفئة، انه من الخطأ تعميم هذه التقييمات السلبية على كل الاحزاب.