دراسة جديدة: أكثر من 600 ألف شخص قتلوا في العراق منذ الغزو عام 2003

TT

يقدر فريق من الباحثين الأميركيين والعراقيين العاملين في مجال الصحة العامة، ان 655 ألف شخص قتلوا في العراق منذ الغزو في مارس (آذار) 2003. والنتائج، التي تم الحصول عليها عبر اجراء مقابلات مع مواطنين، خلال لقاءات عشوائية مع عينات من العوائل في مختلف أنحاء البلاد، أعلى بكثير من النتائج التي توصلت اليها مؤسسات أخرى، بما فيها الحكومة العراقية.

فالتقديرات الجديدة اكثر 20 مرة من الدراسة، التي قدرت الضحايا المدنيين بـ 30 ألفا، وهو ما أورده الرئيس بوش في خطاب له في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وهي أكثر بـ10 مرات، من التقدير الذي اشار الى ما يقرب من 50 ألف ضحية من المدنيين من مؤسسة «ايراكي بودي كاونت»، للأبحاث التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها.

وقال معدو الدراسة انهم وجدوا زيادة ثابتة في الوفيات منذ الغزو، مع وجود زيادة أكبر في السنة الأخيرة يبدو أنها تعكس اتساع العنف. وفي السنة التي انتهت في يونيو (حزيران) الماضي، وجد الفريق أن معدل الوفيات في العراق يزيد بما يقرب من 4 مرات مقارنة بما كان عليه الحال في السنة التي سبقت الحرب. ومن بين مجموع الـ 655 ألف قتيل مدني هناك 601 ألف نتيجة العنف. أما البقية فبسبب المرض أو أسباب أخرى، وفقا لما اوردته الدراسة. وهو ما يعني ان حوالي 500 شخص يموتون كل يوم جراء أعمال العنف غير المتوقعة في أنحاء البلاد المختلفة. وقد أعد الدراسة أطباء عراقيون وأشرف عليها اخصائيون في الصحة العامة في معهد بلومبيرغ للصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز. ونشرت النتائج يوم أمس على موقع المجلة الطبية البريطانية «لانسيت». وتقدر الدراسة الجديدة ان حوالي 500 ألف عراقي من المدنيين والعسكريين ماتوا منذئذ، وهي نتيجة يمكن ان تكون مثيرة للجدل أيضا.

وهذه الدراسة والتي سبقتها هما الوحيدتان اللتان تقدران الوفيات في العراق باستخدام مناهج علمية. وبينما يعترف الباحثون بأن التقدير كبير، فإنهم يعتقدون انه سليم لأسباب كثيرة. فالدراسة الاخيرة توصلت الى التقدير نفسه للوفيات بعد الغزو مباشرة، كما فعلت الدراسة الأولى. كما أن الأغلبية الساحقة من الوفيات توفرت فيها شهادات وفاة. وقال غلبرت بورنهام، أخصائي الصحة العامة في جونز هوبكنز «نحن واثقون جدا من النتائج». ولم يعلق متحدث باسم وزارة الدفاع بصورة مباشرة على التقدير. وقال الكولونيل مارك بالستيروس ان «وزارة الدفاع تشعر دائما بالأسف على فقدان أي شخص بريء حياته في العراق أو في أي مكان آخر. وتتخذ قوات التحالف اجراءات احتياطية كثيرة لمنع حدوث وفيات واصابات في صفوف المدنيين». وقد أجريت الدراسة في الفترة من 20 مايو (ايار) و10 يوليو (تموز) من قبل ثمانية أطباء عراقيين، بتنظيم عبر الجامعة المستنصرية ببغداد. وقاموا بزيارة 1849 عائلة مختارة بصورة عشوائية تضم سبعة أفراد بالمعدل المتوسط.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»