لجنة بيكر تنظر الانسحاب الممرحل.. واستيعاب التمرد سياسيا بدلا من الديمقراطية

رئيسها المشارك لي هاملتون أثار شكوكا في قدرة حكومة المالكي

TT

أثار مسؤول في لجنة كلَّف الكونغرس وزير الخارجية السابق جيمس بيكر رئاستها وتعنى بالنظر في السياسة الاميركية في العراق مخاوف تجاه مقدرة الحكومة العراقية على معالجة مشاكل البلاد، فيما برزت المزيد من المؤشرات على ان اللجنة تنظر في توصيات من المحتمل ان تتعارض تماما مع سياسات ادارة الرئيس جورج بوش. وقالت مصادر مطلعة ان مجموعة خبراء مساعدة كانت قد أعدت ورقتين للجنة، تنادي احداهما بانسحاب ممرحل للقوات الاميركية من العراق، فيما تنادي الاخرى بتركيز اكثر على الأمن في العاصمة العراقية وبالعمل على الاستيعاب السياسي للمتمردين وليس على الديمقراطية. وكانت تفاصيل الورقتين قد ظهرت لأول مرة اول من امس في صحيفة «نيويورك صن». وقال مصدر ان الوثائق المشار اليها تطرح وجهتي النظر الاساسيتين أمام اللجنة، فيما أشار مصدر آخر الى وجود عدة أوراق عمل اخرى اعدت للجنة، وحذر من احتمال نشوب خلافات بين أعضاء اللجنة في المداولات مستقبلا. وشدد لي هاملتون، الرئيس المشارك للجنة وعضو الكونغرس السابق عن الحزب الديمقراطي، ورئيس اللجنة جيمس بيكر، وزير الخارجية الاميركية الأسبق، انهما لن يتقدما بأية توصيات إلا بعد انتهاء انتخابات الكونغرس النصفية في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل حرصا على عدم تسييس المسألة. وقال بيكر انه لا يستبعد شيئا، وأضاف هاملتون ان أي تقارير صحفية تحدثت عن اتفاقهما على أي توصيات خاطئة تماما. هاملتون من جانبه قال انه يشعر بمخاوف من إزاء قدرة الحكومة العراقية الجديدة برئاسة نوري المالكي على توفير الأمن والخدمات الاساسية. وأضاف قائلا: «لا تزال هناك تساؤلات في ذهني تجاه سعة وإرادة الحكومة العراقية على التحرك الى الأمام. هناك بعض المؤشرات المشجعة. الكلام بصورة عامة جديد جدا، إلا ان عملية المتابعة لا تزال أقل من توقعاتنا». تجدر الاشارة الى ان وجود بيكر في رئاسة هذه اللجنة التي انشأها الكونغرس قد جذبت اهتماما واسعا في دوائر السياسة الخارجية بسبب قربه من اسرة بوش. وينظر البعض الى توصيات اللجنة كوسيلة محتملة لإعادة النظر بعد انتخابات الكونغرس النصفية المرتقبة في سياسة الولايات المتحدة تجاه العراق.

الادارة الاميركية تبدي تعاونا مع اللجنة، وقال الرئيس بوش هذا الاسبوع انه يتوقع ان تصدر اللجنة توصياتها، وأضاف قائلا انه امر ايجابي ان يشارك بعض قدامى رجال الدولة الاميركيين في مثل هذه المجهودات. وكما تشير الورقتان، فإن اللجنة لا تزال تنظر الى ما بعد استراتيجية بوش الحالية، التي تتضمن وجود قوات قوامها 140 ألف جندي وضابط في العراق بغرض حفظ الأمن الى حين تمكن القوات العراقية من الاضطلاع بمسؤوليات حفظ الأمن والسلام. وقالت صحيفة «نيويورك صن» ان الولايات المتحدة يجب ان تهدف اساسا الى بسط الاستقرار خصوصا في العاصمة بغداد والاستيعاب بدلا من السعي لتحقيق انتصار عسكري، ويدعو الخيار الثاني، الذي يحمل عنوان «إعادة النشر والاحتواء»، الى انسحاب ممرحل للقوات الاميركية من العراق، إلا انه لم يتضح بعد وقت سحب هذه القوات ووجهتها.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»