محمد يونس مصرفي الفقراء

TT

الدكتور محمد يونس مصرفي بنغالي أسس «بنك غرامين» المتخصص في السلفيات الصغيرة للفقراء والأعمال التجارية المتواضعة التي لا تتأهل للقروض المصرفية المعتادة. وقد اقتسم مع مصرفه جائزة نوبل للسلام لعام 2006 «بسبب جهودهما في محاربة الفقر وخلق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من القاعدة». ويذكر أن قيمة الجائزة المالية تبلغ 10 ملايين كرون سويدي (1.7 مليار دولار).

وقد كان بونو، مغني فرقة البوب الآيرلندية «يو 2»، والمغني الآيرلندي بوب غيلدوف من أبرز المرشحين لجائزة هذا العام بسبب سعيهما الدؤوب الى تخفيف وطأة الفقر في أفريقيا السوداء. ولد محمد يونس في 28 يونيو (حزيران) 1940 في تشيتاغونغ، ميناء بنغلاديش الرئيسي وثاني أكبر المدن في جنوب شرقي البلاد قرب بورما، وتلقى تعليمه في مدرسة تشيتاغونغ ولاحقا في كلية تشيتاغونغ. وأكمل تعليمه العالي في جامعة داكا حيث حصل على البكالوريوس والماجستير في الاقتصاد، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة فاندربيلت في ناشفيل، ولاية تينيسي الأميركية، عام 1969. وفي ما بعد انضم الى طاقم التدريس بجامعة تشيتاغونغ بروفيسيرا للاقتصاد. أتت بدايات نشاطه في مجال محاربة الفقر عام 1974 مع المجاعة التي ضربت البلاد. ووجد أن القروض الصغيرة يمكن أن تحدث تغيرا كبيرا في قدرة الفقراء على البقاء خاصة على ضوء امتناع المصارف الكبيرة عن إقراضهم باعتبار عجزهم عن التسديد. فأسس عام 1976 مصرفه «غرامين» لهذا الغرض. وكان حجم أول قرض يقدمه 27 دولارا دفعها من ماله الخاص لامرأة من قرية جوبرا (قرب جامعة تشيتاغونغ) كانت تصنع الأثاث من عيدان الخيزران.

ومنذ تأسيسه «غرامين» أقرض يونس أكثر من 5.1 مليار دولار استفاد منها 5.3 مليون شخص وجهة تجارية. ولضمان تسديد هذه الديون اعتمد البنك نظام «مجموعات التضامن» الذي يشجع فيه المقترضون على التقدم بطلباتهم في مجموعات صغيرة يكون أفرادها «ضامنين» لبعضهم بعضا والواحد منهم مستعدا لمؤازرة الآخرين في سعيهم الى الخروج من ضائقة الفقر.

وبعد نمو «غرامين»، توسعت خدماته للفقراء لتشمل تمويل الإسكان ومصائد الأسماك ومشاريع الري والنسيج.. الى آخره، إضافة لنشاطاته المصرفية الأخرى مثل التوفير.

وقد أدى نجاح غرامين الى تكرار تجربته ليس في أنحاء العالم الثالث وحسب، بل في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة، وعموما في 23 دولة. ويذكر ان 96 في المائة من قروض غرامين ذهبت الى النساء اللاتي يعانين أكثر من الرجال من وطأة الفقر واللاتي تقع على أعبائهن في معظم الأحوال مسؤولية رعاية الأسرة بالمأكل والملبس والسكن والتعليم والصحة. ويذكر ان محمد يونس هو ثالث بنغالي يفوز بجائزة نوبل للسلام بعد الشاعر رابيندراناث طاغور (جائزة الآداب لعام 1913) والاقتصادي الدكتور أمارتيا سين (جائزة الاقتصاد لعام 1998). ومن أشهر أقواله: «سيأتي على العالم يوم يذهب فيه الناس الى المتاحف ليتعرفوا على ماهية الفقر».