أولمرت يسعى لإقناع روسيا بتأييد الإجراءات العقابية ضد إيران

حكومته ترفض رأيا جرى بحثه بعنوان «التسليم بالتسلح النووي الإيراني أفضل لإسرائيل»

TT

أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، أمس، انه خلال لقائه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء المقبل، سيحاول اقناعه بحيوية الاجراءات العقابية ضد ايران في مسألة تسلحها النووي.

واضاف أولمرت انه يتوقع من روسيا، التي تعلن في أكثر من مناسبة ان أمن اسرائيل يهمها وأنها ترفض أي تهديد لها، أن تتفهم القلق الاسرائيلي من التسلح النووي الايراني خصوصا أن الرئيس الحالي في طهران لا يخفي أهدافه الاستراتيجية في ابادة الدولة العبرية. وذكرت مصادر مقربة من أولمرت أن لدى اسرائيل المزيد من المعلومات عن تعاظم الخطر الايراني ستقدمها الى روسيا والى سائر دول الغرب التي تمتنع حتى الآن عن تأييد الموقف الأميركي لفرض العقوبات.

وكان أولمرت قد عقد اجتماعا خاصا للبحث في التسلح الايراني، أول من أمس، باشتراك خمسة من وزرائه وقادة الأجهزة الأمنية ورئيس لجنة الطاقة الذرية في اسرائيل، جدعون فرانك. وتم التباحث في تبعات التسلح الايراني ووضع اسرائيل في مختلف السيناريوهات المطروحة دوليا لمعالجة الموضوع، بدءا بالاجراءات العقابية وحتى توجيه الضربة العسكرية للمنشآت النووية. وعلم ان من بين الاقتراحات التي طرحت كان هناك اقتراح مفاجئ يجري تداوله بين العديد من العلماء والعسكريين يقضي بالتسليم بأمر وجود سلاح نووي ايراني والتعايش معه من خلال معادلة جديدة يجري توضيحها لايران، هي: اسرائيل تعلن صراحة انها تمتلك سلاحا ذريا (حتى الآن تنتهج اسرائيل أسلوب الضبابية في هذا الموضوع، بحيث انها توحي بأنها تمتلك هذا السلاح لكنها لا تجاهر به بشكل رسمي) وتهدد ايران بأنها في حالة تلقي ضربة نووية منها سترد عليها بضربة أقسى، «بشكل اسرع واضخم مما تعتقدون». ويقول أصحاب هذا الرأي انهم توصلوا اليه من خلال القناعة بأن الاجراءات العقابية لن تمنع ايران من الاستمرار في تطوير السلاح النووي، وان التجربة مع كوريا الشمالية تؤكد هذه الفرضية. فهي رغم الحصار الدولي الخانق نجحت في تطوير السلاح ونفذت تجربة نووية هذا الأسبوع. وحتى الضربة العسكرية الأميركية المتوقعة لايران لا تضمن القضاء على المشروع النووي الايراني وفي أحسن الأحوال ستؤدي الى تأجيله. وفي الحالتين هناك خطر لأن تتضرر اسرائيل، خصوصا في حالة القصف العسكري، حيث ان ايران قد ترد على القصف الأميركي بقصف مضاد لاسرائيل. من هنا فإن الأفضل هو التسليم بهذا التسلح والتعايش معه.

إلا ان أولمرت وبقية وزرائه رفضوا هذا الاقتراح في الجلسة وقرروا إبلاغ الادارة الأميركية بتأييد موقفها وسياستها ضد ايران. بل نقل على لسان أولمرت انه يؤيد توجيه ضربة عسكرية لايران، مع ان ناطقا بلسانه نفى ذلك أمس وقال ان اسرائيل لا تؤيد اية حرب. وقرر المجتمعون تأييد اقتراح تقدم به مائير دجان، رئيس «الموساد» (جهاز المخابرات الاسرائيلي الخارجي)، الذي يتولى مسؤولية الملف النووي الايراني في الحكومة الاسرائيلية القاضي بأن تبذل اسرائيل المساعي لجمع المزيد من المعلومات عن التسلح النووي الايراني وتسليم مضمونه الى واشنطن وحلفائها.