بريطانيا: إيقاف معلمة عن العمل لإصرارها على ارتداء النقاب

TT

أوقفت مدرسة في منطقة وست يوركشاير امرأة مسلمة عن عملها بعد أن رفضت نزع نقابها خلال التدريس. وقد طلب من عائشة عزمي، 24 عاما، العاملة كمساعدة لتعليم لغتين أن تنزع النقاب عن وجهها كي يتمكن التلامذة من فهمها خلال دروس باللغة الانجليزية. وذلك بعد ان اشتكى عدد من التلاميذ عدم قدرتهم على استيعاب وفهم كلمات المدرسة. وقالت مدرسة هدفيلد جونيور التابعة لكنيسة انجلترا لتدريس الأطفال في المرحلة الابتدائية إنه بامكان عزمي ارتداء النقاب خارج الصف. لكنها رفضت وتم تعليق عملها بانتظار نتيجة محكمة ادارية.

وسمح للمعلمة عائشة عزمي بارتداء النقاب في أروقة المدرسة وفي غرفة المعلمين ولكن طلب منها خلعه في الفصل.

وقال مسؤولو التعليم إن التلاميذ الذين تعد اللغة الانجليزية اللغة الثانية للكثير منهم يعانون من فهم المعلمة لان النقاب يغطي فمها. ومن ناحيته قال المتحدث باسم مجلس منطقة كيركليس في مقاطعة ويست يوركشاير: «يمكنني أن أؤكد أن المعلمة جرى إيقافها عن العمل».

وقد استمعت المحكمة لتفاصيل القضية في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، ومن المقرر أن تعلن قرارها خلال الأسبوعين المقبلين. وانتقد المجلس الاسلامي في بريطانيا اصرار المدرسة على ارتداء النقاب، وقال الدكتور رفعت درابو ان الاسلام لا يحتم ارتداء الحجاب او النقاب في مواجهة التلاميذ الصغار في الفصول الدراسية. ودعم النائب عن منطقة ديوزبوري شهيد مالك قرار المدرسة، معتبرا أن الأولوية الأولى في المدارس يجب أن تكون لـ«تعليم أولادنا». وأضاف: «أدعم قرار السلطة التعليمية والمدرسة في طلب المساعدة أن تنزع نقابها خلال تعليم أطفال في المدرسة الابتدائية». واردف قائلا: «أعتقد أن السلطات التعليمية ذهبت إلى أقصى الحدود كي تراعي الأمور، وقد تصرفت بمنتهى العقلانية في القرار الذي توصلت إليه». كما رأى أن «لا ضرورة دينية على الاطلاق للنساء المسلمات أن تغطي أنفسهن أمام أطفال في المدرسة الابتدائية. وذكرت مصادر مقربة من الادارة التعليمية لمنطقة وست يوركشاير انه امر غير طبيعي ان تعلم منقبة التلاميذ الانجليزية وتصر على تغطية وجهها. وفي مدرسة هدفيلد جونيور المختلطة التابعة لكنيسة انجلترا يوجد 529 صبيا وفتاة تتراوح اعمارهم ما بين التاسعة والـ 11 عاما من العمر، وهم من ابناء الجاليات العرقية واغلبهم من اصول آسيوية. وقال جيم دوودز المتحدث باسم الادارة التعليمة :« اننا لسنا ضد النقاب، ويمكن للسيدات ارتداءه في أي مكان داخل المدرسة، لكن ليس داخل الفصول الدراسية». يذكر ان النقاش ما زال يحتدم بين اعضاء الحكومة البريطانية والساسة حول تصريحات جاك سترو زعيم مجلس العموم بان النقاب يقيم حاجزا امام الاتصال وجها لوجه. من جهة اخرى التقى رئيس مجلس العموم البريطاني جاك سترو أعضاء دائرته الانتخابية للمرة الأولى منذ أثار مقاله عن النقاب جدالا واسعا في البلاد. وكان سترو قد اعتبر في مقال له أن ارتداء النقاب يشكل حاجزا أمام التواصل بين مختلف أطياف المجتمع البريطاني. كما كشف أنه طلب من النساء المنقبات اللواتي زرنه في مكتبه أن ينزعن النقاب عن الوجه إذا لم تمانعن. وقد أثار مقاله احتجاج عدد كبير من المجموعات والشخصيات الإسلامية.