قوى «14 آذار» تلتزم التهدئة مع حزب الله وتيار عون يدعو لإعادة تشكيل السلطة

في انتظار «عيدية» نبيه بري للبنانيين

TT

انخفضت وتيرة السجالات السياسية في لبنان بين فريق الاكثرية النيابية وحزب الله في ما بدا انه نجاح لمساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وعد اللبنانيين بـ «عيدية» مهمة بعد انتهاء شهر رمضان.

ورغم نجاح مسعى بري في خفض التوتر بين تيار النائب سعد الحريري وحزب الله، فان الحزب استمر في إطلاق المواقف الداعية الى إبدال الحكومة الحالية بحكومة وحدة وطنية، فيما كان تيار النائب ميشال عون يواصل حملته على السلطة في خطوات تصاعدية، يرجح انها ستتوج بخطاب يلقيه عون غدا (الأحد) في احتفال جماهيري في ذكرى إطاحة حكومته العسكرية في 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990 بهجوم شنته القوات السورية.

ودعا المعاون السياسي لبري، النائب علي حسن خليل، إلى «الإسراع في وتيرة الاعمار»، معتبرا ان «العيدية» الحقيقية للبنانيين هي «رؤية الدولة تسير بالطريقة الصحيحة». وقال ردا على سؤال حول تحرك بري ان «الايمان بلبنان وقدرته على النهوض يجعل رئيس المجلس النيابي نبيه بري متفائلا على الرغم من الآلام الكبيرة التي مر بها البلد». وأشار إلى أن الرئيس بري لا يملك العصا السحرية وليس هناك من أمور مخفية تستوجب كشفها»، لافتا إلى أن «التأزم الإعلامي والسياسي الذي تعكسه الخطابات هو أزمة تأخذ طابع المشكلة الداخلية بالمعنى الأمني والانقسامي وهذا الموضوع لا يخدم أحدا» وأضاف: «ان شعور الناس بهذا الانقسام السياسي أنتج مسألتين خطيرتين جدا، أولا انقسام حول القضايا والثوابت الوطنية التي شكلت استقرار لبنان وقوته في المرحلة السابقة، والأمر الآخر هو الشحن الذي اتخذ تارة طابعا طائفيا وتارة أخرى طابعا آخر على المستوى الشعبي».

وقال «على الرغم من الاختلاف الكبير في الموقف السياسي فإن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري لا يمنعهما شيء من اللقاء. والمعروف أن هناك إرادة لدى الطرفين لتحييد الخطاب عن التهجمات الشخصية او التي تطاول الأشخاص بغض النظر عن السياسة.. المهم هو الخروج من اللقاءات البروتوكولية الشخصية والدخول في نقاش سياسي يصل بنا الى تفاهمات حقيقية».

وردا على سؤال عن عودة الحوار رأى خليل انه «اذا تم الاتفاق على مبدأ الحوار فإن ما يبقى هو آلياته، وفي ظل الظروف السياسية والأمنية القائمة في الوقت الراهن، ليس هناك اي امكان للعودة إلى صيغة الطاولة المستديرة التي كانت قائمة. وهذا لا يعني إلغاء الحوار من حسابات المطالبين به»، مبدياً تأييد كتلة بري النيابية لحكومة وحدة وطنية «شرط ان يتم التوافق عليها كي لا يحدث ذلك أزمة كبيرة في البلد». وجزم بأن «من حق كل طرف ان يطالب بحكومة وحدة وطنية وان يعتبر ان هذه الحكومة هي منبر الحوار الوطني الداخلي، ومن حق رئيس الحكومة فؤاد السنيورة القول إنه سيبقى طالما حكومته تتمتع بثقة المجلس النيابي».

وشدد عضو كتلة بري النيابية علي خريس، من جهته، على ضرورة «الاستثمار الايجابي لزيارة الرئيس بري للمملكة العربية السعودية الشقيقة والنتائج الايجابية التي تمخضت عنها»، مؤكدا انها «ستعطي نتائج قوية في اقرب وقت ممكن، خصوصا لما للمملكة السعودية من دور فاعل على الساحة اللبنانية». ورأى «ان هذه الزيارة تصب في خانة تفعيل الدور العربي الكامل على كل المستويات وخصوصا تجاه الدول المعرضة للضغوط الاميركية من لبنان وفلسطين والعراق».

وأكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب محمد قباني ان «تيار المستقبل» ملتزم بقرار اتخذه بناء على توجيه رئيسه النائب سعد الحريري و«يقضي بالتهدئة السياسية دون التخلي عن جوهر الموقف السياسي». وقال «ان العلاقة بين تيار المستقبل وحزب الله اليوم أفضل مما كانت عليه في الفترة الأخيرة»، مشيراً الى ان التيار «يعول على تحرك الرئيس نبيه بري من اجل عودة الحوار الداخلي». ورأى ان «الحكومة باقية طالما ان الرئيس اميل لحود باق في سدة رئاسة الجمهورية». واستغرب «الحديث عن حكومة وحدة وطنية»، وسأل عن «كيفية تأليفها في الوقت الذي لم يتم الاتفاق على وزير بديل للوزير حسن السبع (في وزارة الداخلية) ولم تظهر القدرة على ذلك». وعن موضوع رئاسة الجمهورية قال: «اذا وصلنا الى حين انتهاء ولاية الرئيس عام 2007، فالاكثرية لا تحتاج الى توافق على اسم الرئيس الجديد، بينما اليوم قد توافق على التوافق على الرئيس الجديد».

وأمل النائب الياس عطا الله (قوى 14 آذار) في «استئناف الحوار والتهدئة والابتعاد عن التشنج مع المحافظة على الحق في الاختلاف بعيدا عن كل تلك اللغة التي تستنفر الغرائز وتضع المجموعات في مقابل بعضها».

وعن «العيدية» التي تحدث عنها الرئيس بري، قال عطا الله: «آمل ان تكون «محرزة»، وآمل ان ترتقي الى مستوى العودة الى طاولة الحوار». أما حزب الله فقد واصل دعوته لتأليف حكومة جديدة، وسأل وزير العمل الدكتور طراد حمادة عن «المشكلة في ان تكون المعارضة شريكة في الحكومة؟ وقال في كلمة القاها في احتفال للاتحاد العمالي العام «ان السجال السياسي مثل أمواج البحر ترتفع وتهبط لتلتطم فيما بعد بصخرة وحدة لبنان. هذا السجال لا يخيفنا، فنحن ندعو إلى الوحدة والتوافق» مبديا إعجابه بالمعارضة الديمقراطية كمعارضة النائب ميشال عون، ومشاركة المعارضة في تشكيل الحكومة.

ودعا عضو كتلة حزب الله النائب جمال الطقش الى «تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون على مستوى حجم الوطن لا بحجم أجزاء من هذا الوطن تختلف في ادائها مع ما تقوم به هذه الحكومة الحاضرة» وقال: «اننا نطالب بحكومة ترى كيف تجتمع للم الشمل وتضميد الجروح، لا حكومة معدلة حسب الطلب الاميركي». ورأى عضو تكتل «التغيير والاصلاح (الذي يرأسه العماد عون)» النائب سليم عون، في حديث الى محطة «المنار» التابعة لحزب الله ان «بناء الدولة يكون بإعادة تكوين السلطة من خلال تشكيل حكومة جديدة، تدعو الى اجراء انتخابات نيابية وفق قانون عادل»، واعتبر أن حكومة الوحدة الوطنية «هي بديل من طاولة الحوار».

فيما رأى عضو التكتل نفسه النائب حسن يعقوب «ان المعارضة الحقيقية هي التي تحرص على عدم التغاضي عن الهفوات والتجاوزات التي تطاول المؤسسات في بلادها». ورأى ان «السلطة الحاكمة لم تستطع ان تقدم مشروع حكم يتناسب مع المبدأ والمنهج اللذين وضعت عليهما بيانها الوزاري».