مساعدات سويسرية لترميم المنازل وإزالة الألغام استعدادا لفصل الشتاء

TT

خصصت الحكومة السويسرية مساعدات مقدارها 11.5 مليون دولار للبنان، لإعانة ضحايا الحرب الإسرائيلية التي استمرت 33 يوما، وحصدت 1187 قتيلا مدنيا وهدمت أكثر من 15 ألف منزل و80 جسرا و94 طريقا وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وتتجدد فصول الضرر يوميا، بسبب القنابل العنقودية التي نثرتها الطائرات الإسرائيلية في الجنوب، والتي تحصد عشرات الضحايا لاسيما من الأطفال والشباب، فضلا عن تلف محاصيل التبغ والزيتون بسبب «تلويث» الأراضي الزراعية التي يتعايش منها سكان تلك القرى.

وقرر المسؤولون السويسريون تقديم المساعدات للحكومة اللبنانية، بشكل يغطي الحاجات الأولية للمتضررين ويمكّنهم من العودة إلى أراضيهم، أو البقاء فيها بعد تأهيل منازلهم استعدادا لفصل الشتاء. كما حرصوا على المشاركة في عمليات «تنظيف» الأراضي فأرسلوا 1300 جهاز لتفجير القنابل العنقودية والألغام. وشاركوا في إعادة تأهيل المدارس وتقديم الإعانات الطبية. عن هذا المشروع، تحدث منسق المساعدات الإنسانية فريدريك ستاينمان إلى «الشرق الأوسط»، فقال: «بالنسبة إلينا تعتبر هذه المساعدة كبيرة، ولكنها تعتبر متواضعة قياسا بحجم الحاجات اللبنانية ومقارنة بحجم المساعدات المقدمة من دول أخرى».

وأوضح أن البرنامج سيستمر «نحو 9 اشهر أو سنة على ابعد تقدير. نحاول في هذه الفترة توظيف المال على أصعدة مختلفة، ما يهمنا أولا هو عودة الأطفال إلى مدارسهم، فصحيح أن غالبية المدارس فتحت أبوابها، ولكن يبقى قسم من تلك المتضررة جزئيا. لذلك نعمل على تأهيل 52 مدرسة تستقبل نحو 20 ألف تلميذ، منتشرة في المناطق اللبنانية المختلفة، وهي مدارس أصيبت بأضرار غير مباشرة بسبب القصف أو تحولت الى مراكز لإيواء النازحين خلال الحرب. وقد اخترناها بالتنسيق مع وزير التربية (والتعليم العالي اللبناني خالد قباني) ونوشك على إتمام هذه المهمة ليعود التلاميذ إلى مدارسهم في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري».

إلي جانب ذلك، هناك مشروع «العودة إلى القرى» الذي يتيح لأهالي الجنوب الذين خسروا كل شيء، بدء مرحلة جديدة». ونحن في صدد اختيار هذه القرى ومن الصعب في البداية وضع المعايير اللازمة. نريد دعم القرى التي لم تتلق المساعدة. وأود أن الفت إلى أننا لا نعمل على إعادة الأعمار أي إننا لا نبني منازل لأن ميزانيتنا لا تسمح بذلك. نحن نساعد الأهالي على ترميم منازلهم وإعادة تأهيلها بغية تمكينهم من تمضية فصل الشتاء في قراهم. سنزودهم بالمعدات وبعض التجهيزات أو ندفع مبالغ نقدية متواضعة. وسيعاد توفير مياه الشفة في تلك القرى». وتتضمن البرنامج تقديم المؤازرة الطبية عبر إرسال أدوية «للأمراض المزمنة والأمراض السرطانية بقيمة 260 ألف دولار كانت قد اشترتها الحكومة السويسرية. وقدمت لنا أحدى مؤسسات الأدوية هبة بقيمة 130 ألف دولار ليشكل المجموع 390 ألف دولار. وقد سلمنا الأدوية إلى السلطات اللبنانية في بيروت. وقدمنا 5 حاويات مكيفة لجعلها مستوصفات موقتة في القرى التي تضررت».

وأشار ستاينمان إلى أن البرنامج يشمل مشكلة الألغام والقنابل العنقودية، موضحا انه يتم التطرق إلى هذه المسألة من 3 نواح أولا عبر المشاركة في عمليات نزع الألغام، وثانيا عبر حملات التوعية، وثالثا البحث في التعويض على الاهالي، وقال «نعطي نزع الألغام الأولوية الأولى، لان انتشارها في الجنوب يمنع الأهالي من ري مزروعاتهم والعمل في أراضيهم. لقد خسروا مواسم الزيتون والتبغ لذلك سنحاول دفع تعويض جزئي. وفي هذا المجال ننسق مع البلديات والجمعيات الأهلية».

وأضاف: «لقد أرسلنا 1300 جهاز لتفجير الألغام والقنابل العنقودية. ونعمل بالتنسيق مع المكتب الوطني لنزع الألغام (التابع للجيش اللبناني) كما أرسلنا 4 خبراء في هذا المجال. وبالنسبة إلى التوعية من أخطار الألغام، لا نزال في صدد البحث عن جمعيات للتنسيق معها».