البطريرك صفير يتألم لانقسام المسيحيين في لبنان

أعرب عن أمله في عودة اللبنانيين إلى أصالتهم

TT

أعرب البطريرك الماروني نصر الله صفير، عن أمله في «أن يعود اللبنانيون الى أصالتهم»، مبديا ألمه «أن يكون المسيحيون في لبنان، منقسمين على ذواتهم». وكان صفير التقى النواب يوسف خليل (كتلة الإصلاح والتغيير) ومصباح الأحدب وهنري حلو.

وقال صفير خلال استقباله أمس، وفدا من الجامعة الأنطونية برئاسة رئيس الجامعة الأب أنطوان راجح: «ان ما يؤسفنا في هذه الأيام أن الكثيرين من الشبان، الذين يتخرجون من الجامعات ولا يجدون عملا في لبنان، يضطرون إلى الذهاب إما الى البلدان العربية، وإما الى أوروبا أو الى أبعد من ذلك، والخبرة تدل على أن الذين يذهبون الى البلدان العربية أو إلى أوروبا يعودون مرة أخرى إلى لبنان، ولكن من يذهب الى استراليا أو إلى الولايات المتحدة الاميركية او كندا، يصعب عليه المجيء، ويستقر هناك هو وعائلته، ولكن هذا مؤلم ان ينشئ لبنان اجيالا من المتعلمين الشبان ولا يمكنه ان يستوعبهم، ولا يوجد لهم عملا يفيدون فيه بلدهم، ويفيدون به من جاورهم من بلدان».

اضاف: « نأمل أن تتغير الحال، وأن يعود اللبنانيون الى أصالتهم لكي يعملوا معا ويتضافروا في سبيل إنهاض وطنهم من الكبوة التي تورط فيها، ويؤلمنا أن يكون المسيحيون في لبنان منقسمين على ذواتهم، لأن أي بلد في العالم لا يمكن أن ينهض، إلا إذا تضافر أبناؤه وعولوا على بعضهم البعض في انهاض هذا البلد». والتقى صفير النائب يوسف خليل الذي صرح بعد اللقاء: «ان الزيارة هي في الواقع مناسبة لشرح افكارنا وتأكيد مبادئنا وخطنا الوطني السليم. والتعبير عما يساورنا من هواجس وما يعتمل في نفوسنا من آلام، هي آلام الشعب كله والوطن كله». وأضاف: «لا نطمح إلى أي موقع من مواقع السلطة ولا نبغي من مواقعنا إلا الخير لهذا الوطن الحبيب، وما يثير انفعالنا أحيانا هو هذا الكم من المظالم التي تصيب أبناءنا، أكانت من صنع الحاكم أو من صنع الظروف». وسأل: «أين هي المساعدات الاجتماعية؟ من يسدد اقساط اولادنا المدرسية؟ من يدفع فواتير الاستشفاء والكهرباء والدواء؟ من يساعد اليتيم ومن يسد عوز المحتاجين؟ هذه كلها اثقال يرزح تحتها شعبنا». واستقبل صفير النائب مصباح الأحدب الذي قال بعد اللقاء: «الزيارة لشكر البطريرك على وجوده الدائم في المراحل المفصلية التي تطال البلد، وتقديرا لمواقفه الوطنية الثابتة والتي هي على مستوى المقام التاريخي للوطن. لقد تناولنا الأوضاع العامة ونقول ان اليوم هناك ظروفا ايجابية دوليا بدأت تطرح بالنسبة للبنان، وهذا ما ينعكس عبر الزيارة الأخيرة للرئيس بري الى الخليج والجو الايجابي الذي نقله، اضافة الى الكلام الاوروبي الذي نسمعه، وهذا ما يجب ان يترجم داخليا عبر التهدئة على جميع المستويات والا تكون التهدئة على قاعدة التهدئة بالتهديد. فمن غير المقبول ان تكون هناك حملات تطال او تخون رئيس الحكومة، لأنه اعطى حديثا صحافيا الى جريدة اميركية، او قال ان الولايات المتحدة هي دولة صديقة».