الخرطوم و«جبهة الشرق» المسلحة توقعان اتفاق سلام في أسمرة

اتفاقية رمضان ستضع حدا لـ10 أعوام من الحرب وتهميشا يمتد إلى 50 عاما

TT

وسط اهتمام عربي ودولي مكثف يوقع الفرقاء السودانيون اليوم في العاصمة الاريترية أسمرة اتفاقية سلام تاريخية بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق المسلحة لانهاء صراع أهلي في شرق السودان استمر لأكثر من 10 أعوام وتهميش سياسي وتنموي يعود الى بداية تكوين الدولة السودانية الحالية منذ استقلالها عام 1956.

وسيشارك في مراسم توقيع الاتفاقية الذي استمر التفاوض حولها اربعة أشهر منذ 13 يونيو (حزيران) وحتى 14 أكتوبر (تشرين الاول) الرئيس السوداني عمر حسن البشير ونائبه الفريق سيلفا كير اضافة الى حضور عربي مكثف، تأكد حتى هذه اللحظة حضور كل من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ونائب الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي وسكرتير دول الايقاد والرئيس الجيبوتي عمر جيلي ووزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ووزير الخارجية القطري ووزير الدولة في وزارة الخارجية الاماراتية وممثلين عن ليبيا وعمان.

ويضم الوفد السوداني الذي يرافق البشير ونائبه سيلفا كير 250 شخصا على رأسهم قادة الاحزاب والفعاليات الثقافية والسياسية والاهلية ورؤساء تحرير الصحف ومندوبي اجهزة الاعلام. وسيتم مراسيم توقيع اتفاقية السلام بخصوص شرق السودان في القصر الرئاسي بالعاصمة اسمرة حوالي الساعة الخامسة مساء وقبل تناول الافطار بحضور الرئيس اسياس أفورقي وكبار القادة الاريتريين.

ويمثل ابرز ملامح اتفاقية رمضان التاريخية في منح جبهة الشرق مساعدا لرئيس الجمهورية ومستشارا في الرئاسة ووزير دولة اضافة الى 8 مقاعد في البرلمان ودمج وحدات قوات الشرق في القوات المسلحة السودانية والاجهزة الامنية الاخرى وتأسيس صندوق إعمار للشرق بحوالي 600 مليون دولار اضافة للتفاصيل الاخرى التي وردت في بنود السلطة والثروة والتدريبات الامنية.

وأكدت اتفاقية اسمرة الاقرار بوحدة السودان خصوصا في الوقت الذي تواجه فيه البلاد احتمالات انفصال الجنوب حيث بنود نيفاشا. واحتمالات التدخل الدولي في دارفور بسبب الاوضاع المضطربة في الاقليم.

في غضون ذلك وردا على مذكرة رئيس المجلس التشريعي لولاية القضارف كرم الله عباس الشيخ التي سلمها للنائب الثاني علي عثمان محمد طه والتي احتوت على تجاوزات لاتفاق اسمرة لقبائل ذات ثقل في القضارف وكرست للجهوية والقبلية، قال مستشار الوفد المفاوض لجبهة شرق السودان وأحد ابرز الوجوه في ولاية القضارف حمد النيل يوسف السماني ان اتفاق اسمرة لم يتجاوز أي كيان سياسي في الشرق وأن كل الكيانات ممثلة في المفاوضات وأن فلسفة الجبهة تكمن في ازالة التهميش عن المنطقة ورفض الاقصاء واستعلاء كيان على آخر واطمأن أهل القضارف بأنه لن يتجاوزهم احد.

وتتكون جبهة الشرق من مؤتمر البجة والاسود الحرة والتقري وكيان الشمال في الشرق والنوبيين واللحويين والغياينة والشكرة وقنطارة بكر والفلاتة والبرنو وغيرهم.