الخرطوم تستضيف قمة «حكماء أفريقيا» حول أزمة دارفور الثلاثاء

الجيش السوداني يتهم تشاد بتقديم الدعم لـ «جبهة الخلاص» المسلحة في دارفور

TT

تسلم الرئيس السوداني عمر البشير امس رسائل من نظرائه في نيجيريا، والسنغال، والغابون، تتعلق بمبادرة «حكماء افريقيا» من اجل احلال السلام في دارفور، وتفادي مواجهة محتملة بين السودان والمجتمع الدولي، بسبب الخلافات حول نشر قوات دولية في الاقليم المضطرب. وفيما لم تحدد الحكومة السودانية موعدا قاطعا لقمة الحكماء، رجحت مصادر مطلعة التئامها في الخرطوم الثلاثاء المقبل.

واستقبل الرئيس البشير امس وزيرة خارجية نيجيريا البروفسور جوي اوجوي ونظيرها السنغالي الدكتور شيخ تيجان. ونقل وزير الخارجية السوداني الدكتور لام اكول، تصريحات صحافية عن الرئيس البشير قوله عقب لقائه المبعوثين ان مبادرة «حكماء افريقيا» تجد مباركة من رئيس الاتحاد الافريقي دينيس ساسونغيسو، والزعيم الليبي معمر القذافي. وقال وزير الخارجية، إن الرئيس البشير وعد بدراسة محتويات رسائل الرؤساء، والرد عليها في اقرب وقت، مشيرا الى ان القمة الرباعية المقررة في الخرطوم قريبا سيتم تحديد انعقادها باتفاق بين الرؤساء. ورجحت مصادر مطلعة انعقاد القمة الثلاثاء المقبل، مشيرة الى ان الرئيس السنغالي عبد الله واد، صاحب فكرة المبادرة، وجه بالفعل الدعوات لرؤساء السودان ونيجيريا والغابون لحضور القمة، قائلة «واد بدا واثقا من نجاح مسعاه». ميدانيا، اتهم الجيش السوداني الجارة تشاد بالمشاركة فى هجومين جديدين نفذتهما «جبهة الخلاص» المسلحة فى دارفور على اهداف سودانية في الاقليم الغربي. واكدت جبهة الخلاص انها كبدت القوات الحكومية فيهما خسائر كبيرة وأسرت اكثر من 200 عنصر من بينهم ضباط كبار.

وقال بيان صادر من الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ان مجموعات نافذة في الحكومة التشادية قامت بإنشاء المعسكرات للتمرد في «باهاي والطينة» التشادية مما ادى الى اسر بعض افراد القوات المسلحة الذين اجبرتهم ظروف الحرب للدخول الى تشاد بعد معركة كرياري.

ونفت الحكومة التشادية بشدة ضلوعها في المعارك، وأكد مدير مكتب الرئيس التشادي عمر يحيى لـ«الشرق الأوسط» ان بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية للسودان.

وعاشت مدينة الفاشر اول من امس اجواء حرب، بعد اقتحام مجموعات مسلحة اسواق المدينة ومارسوا اعمال النهب المسلح، وقال شهود عيان ان مسلحين ملثمين ظلوا على مدى ايام يمارسون النهب فى اسواق الفاشر، مخلفين الذعر والتوتر والشلل التام في حركة البيع والشراء في المدينة، وهتف تجار المدينة ضد من يمارسون احداث نهب متفرقة وقعت خلال اليومين الماضيين.

وتضاربت الانباء حول هوية المعتدين ففيما اتهمت حركة تحرير السودان مليشيات الجنجويد المرعبة بمارسة النهب، قال مركز اخباري حكومي في الخرطوم ان من مارسوا النهب في الفاشر هم عناصر من حركة تحرير السودان جناح مني اركو مناوي. وتدخل والي ولاية شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر لاقناع التجار بالعودة الى نشاطهم بعد ان تعهد بالحفاظ على الامن، واعتبر كبر لدى مخاطبته تجمعات التجار، تلك الاحداث والتفلتات الامنية التي حدثت خلال الايام الثلاثة الماضية، واستمرت حتى ليلة اول من امس سلوكا مرفوضا، قام به بعض الافراد، لا يمثلون الا انفسهم.