مجلس الأمن يوافق على التصويت على فرض عقوبات على كوريا الشمالية اليوم

واشنطن تقول إنها لم تجد إشعاعات في عينة هواء أولية لتجربة بيونغ يانغ النووية

TT

قال السفير الأميركي في الامم المتحدة جون بولتون ان اعضاء مجلس الامن وافقوا على اجراء تصويت اليوم على مشروع قرار بفرض عقوبات على كوريا الشمالية لإعلان انها اجرت اختبارا لسلاح نووي.

وتحدث بولتون للصحافيين بعد مشاورات بين اعضاء المجلس الخمسة عشر امس، قائلا انه قد تجرى بعض التعديلات على نص مشروع القرار خلال اليوم.

وفي نفس الوقت، اعلن مسؤول اميركي في الدفاع امس ان العينات التي جمعتها طائرة عسكرية اميركية من الجو بعد اعلان كوريا الشمالية تجربتها النووية، لا تحتوي على «جزيئات» مشعة.

وقال هذا المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية امس، رافضا كشف هويته، ان العينات جمعتها طائرة «دبليو سي ـ 135» في العاشر من اكتوبر(تشرين الاول) غداة التجربة النووية التي اعلنتها بيونغ يانغ. واضاف ان «التحليل الاولي يظهر عدم وجود جزيئات نووية». ومن جهة اخرى، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر الكسييف ان بيونغ يانغ تريد حل مشكلة نزع السلاح النووي من «شبه الجزيرة الكورية» في «المستقبل القريب» و«عن طريق المفاوضات»، بحسب ما اوردت وكالة انباء «ايتار ـ تاس» الروسية امس. وقال المسؤول الروسي المكلف التفاوض مع كوريا الشمالية حول ملفها النووي، اثر مشاورات روسية كورية شمالية في بيونغ يانغ، إن المسؤولين الكوريين الشماليين قالوا انهم «يريدون في المستقبل القريب حل المشاكل المتعلقة بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية عن طريق التفاوض».

وكانت الولايات المتحدة وزعت نسخة مراجعة لمسودة قرار جديد في مجلس الأمن الدولي، تتعلق بالعقوبات المقترح فرضها على كوريا الشمالية، وذلك في محاولة واضحة تضع في الاعتبار التحفظات الروسية الصينية في هذا الصدد. وتقصر مسودة القرار العقوبات المقترحة على عقوبات غير عسكرية، وهو ما كان مطلبا صينيا رئيسيا ولكنها في الوقت نفسه تنص على أن اي عمل عسكري يجب أن يحظى بقرار من مجلس الأمن، وذلك لتهدئة مخاوف الصين وروسيا. وتطالب المسودة الجديدة بفرض عقوبات تتراوح بين العقوبات الاقتصادية وقطع العلاقات الدبلوماسية أو حظر سفر المسؤولين. كما تقلص مسودة القرار فرض عقوبات شاملة على الأسلحة، لتشمل الأسلحة الثقيلة فقط. وفي نفس الوقت، تعهدت الصين وكوريا الجنوبية امس دعم اية اجراءات «مناسبة» يتخذها مجلس الامن الدولي ضد كوريا الشمالية في الوقت الذي تسعى القوى الكبرى في العالم الى التوصل الى اتفاق حول كيفية معاقبة النظام الستاليني لاجرائه تجربة نووية، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وفي محادثات اجريت في بكين وتركزت على الازمة النووية في كوريا الشمالية، دان الرئيس الصيني هو جينتاو ونظيره الكوري الجنوبي روه مو ـ هيون التجربة النووية، الا انهما لم يبحثا في تفاصيل مشروع قرار مجلس الامن الذي تتبناه الولايات المتحدة.

وقال سونغ مين ـ سون مستشار الامن القومي للرئيس الكوري الجنوبي ان «الزعيمين اتفقا على دعم اتخاذ مجلس الامن الاجراءات المناسبة والضرورية ضد كوريا الشمالية».

واضاف ان الزعيمين لم يخوضا في تفاصيل المسودة، مضيفا انهما «سيجريان مناقشات اضافية حول اثار اية عقوبات دولية او احادية» تتخذ ضد بيونغ يانغ.

واعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق انها تمكنت من تقليص الخلافات مع الصين وروسيا، حول مشروع قرار يسمح بفرض عقوبات صارمة على بيونغ يانغ، رغم انه لم يتضح بعد موعد اجراء التصويت على القرار.

ويعتبر دور الصين مهما في الاتفاق على رد موحد على الازمة النووية الكورية الشمالية، حيث انها اقرب الحلفاء الى كوريا الشمالية، واكبر مانح للمساعدات واكبر شريك تجاري لذلك البلد. الا ان بكين حذرت من ان هدف العقوبات ليس «معاقبة» بيونغ يانغ.

أما كوريا الجنوبية، فإنها تقود سياسة التفاوض مع كوريا الشمالية، حيث انها تخشى ان تكون اكبر الخاسرين من حالة عدم الاستقرار التي يمكن ان يتسبب بها انهيار افقر دول العالم واكثرها انعزالا.

وصرح روه اثناء استراحة تخللت المحادثات، انه اتفق مع هو على العمل بشكل وثيق لحل مشكلة كوريا الشمالية.

وقال «آمل في ان نواصل تعزيز التعاون بيننا، حول هذه المسألة.. وتمكنا في اجتماع المجموعة الصغيرة كذلك من التوصل الى توافق حول ذلك».

من ناحية اخرى ذكرت وكالات الانباء ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، ستزور الصين وكوريا الجنوبية واليابان الاسبوع المقبل، لاجراء محادثات رفيعة المستوى.

ونقلت الوكالات عن مصادر لم تكشف عن هويتها في واشنطن، ان الزيارة وكذلك مساعي فرض عقوبات دولية على كوريا الشمالية، تهدف الى بعث «رسالة قوية» الى بيونغ يانغ بعد اعلانها الاثنين انها اجرت تجربة على قنبلة نووية لاول مرة.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان رايس ربما تسعى الى فرض اجراءات عقابية اضافة الى تلك التي تجري دراستها في الامم المتحدة.

ولم تؤكد وزارة الخارجية الاميركية تلك التقارير التي قالت ان رايس ستزور اليابان الثلاثاء او الاربعاء، قبل ان تتوجه الى الصين ثم الى كوريا الجنوبية.

من ناحية اخرى، اعلنت موسكو ان رئيس وزراء روسيا ميخائيل فرادكوف سيزور كوريا الجنوبية الاسبوع المقبل لاجراء محادثات تتركز على التجربة النووية الكورية الشمالية، اضافة الى مواضيع ثنائية. وذكرت وكالة راي نوفوستي الروسية للانباء، ان نائب وزير الخارجية الكسندر الكسييف توجه الى كوريا الشمالية الجمعة لاجراء محادثات. وتعني هذه الزيارات الدبلوماسية المكوكية ان مسؤولين كبارا من كافة الاطراف المشاركة في المحادثات السداسية، حول برنامج بيونغ يانغ النووي، سيتواجدون في المنطقة الاسبوع المقبل.وتضم تلك المحادثات التي قاطعتها بيونغ يانع في يناير(تشرين الثاني) الماضي، الكوريتين والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة.

من جهة اخرى، قال بيان صادر عن الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي امس، ان اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في لوكسمبورغ يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، سوف يبحث في العديد من الملفات الدولية المهمة.

ومن بينها التجربة النووية الاخيرة التي قامت بها بيونغ يانغ. وقالت مصادر المؤسسات الأوروبية في بروكسل ان الوزراء، سوف يبحثون في مسألة فرض عقوبات على كوريا، واشارت الى ان هذا الملف سيكون محل دراسة خلال اجتماع مشترك بين وزراء الخارجية والتجارة في الدول الاعضاء بالاتحاد على هامش الاجتماعات في لوكسمبورغ.