كتاب جديد يربك البيت الأبيض: مستشارو بوش يعتبرون اليمين المسيحي حمقى وبلهاء

رغم مداهنتهم علنا لاستغلال أصواتهم انتخابيا

TT

كشف كتاب جديد من تأليف ديفيد كوو، المسؤول السابق في البيت الابيض، ان كبار المستشارين السياسيين للرئيس بوش كانوا يستخفون بمؤيدي الحزب الجمهوري المتدينين المنتمين الى اليمين المسيحي ويصفونهم بأنه «حمقى» و«بلهاء»، في الوقت الذي يعبرون في العلن عن قبولهم لأفكارهم ويستغلون اصواتهم للفوز بالانتخابات. وكتب المسؤول السابق ان مكتب البيض الابيض المعني بالمبادرات ذات الصلة المعتقدات قد طلب منه استضافة مناسبات قبل الانتخابات الغرض منها حشد الناخبين المتدينين الذين يفضلون في الغالب المرشحين الجمهوريين. وكانت التسريبات التي ظهرت حتى الآن من الكتاب المقرر نشره يوم الاثنين قد اربكت خبراء الاستراتيجية بالحزب الجمهوري الذين يبذلون جهودا مضنية في إقناع الناخبين المتدينين المحسوبين على اليمين المسيحي بالمشاركة في انتخابات الكونغرس النصفية المرتقبة. وأشار بعض المحافظين الى ان الكتاب Tempting Faith: An Inside Story of Political Seduction يأتي وسط فضيحة النائب السابق مارك فولي الذي اتهم بالميل الى الصبية المتدربين الذين يعلمون بصورة مؤقتة في الكونغرس، الأمر الذي يهدد مستوى إقبال المحافظين في سباق مجلس النواب والشيوخ الشهر المقبل.

واتهم كوو، الذي ترك العمل في البيت الابيض عام 2003، الطاقم السياسي لكارل روف باستغلال فكرة المبادرات ذات الصلة بالأديان والاستفادة منها في تحقيق مكاسب انتخابية. كما هاجم بوش بعنف لفشله في الوفاء بوعوده الخاصة بدور المنظمات الدينية في توفير الخدمات الاجتماعية. وكتب كوو في سياق استغلال أصوات مؤيدي الحزب الجمهوري من أتباع اليمين المسيحي: «خبراء الاستراتيجية في البيت الابيض كانوا يدركون انه لا غنى عن «الحمقى» سياسيا، إلا ان هذه كانت مدى فائدتهم».

لم يتضح بعد ما اذا كان المؤلف قد اشار الى أسماء محددة لمسؤولين في سياق الحديث عن استخدام لغة التهكم والاستخفاف بحق مؤيدي الحزب الجمهوري من اليمين المسيحي. وورد في الكتاب انه قبل حملات انتخابات 2002 و2004 كان مسؤولو مكتب المبادرات الدينية يلتقون المشرعين في بعض الأماكن بغرض الشهرة والدعاية بالإضافة الى استضافة مؤتمرات في ولايات معروفة بسخونة التنافس السياسي واجتذاب المئات من رعاة الكنائس والناشطين الاجتماعيين الراغبين في تعلم كيفية التقديم لمنح فيدرالية. وقالت متحدثة باسم ميلمان، الذي يترأس الآن اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، انها لا تتذكر الموجهات التي ذكرها كوو. وأضافت المتحدثة قائلة ان وظيفة ميلمان تتخلص في التواصل مع المجموعات الخارجية وإبلاغ متخذي القرار في البيت الأبيض بشأن دعم وتأييد أجندة الرئيس. من المقرر ان يظهر كوو يوم الأحد في برنامج «ستون دقيقة»، الذي تبثه شبكة «سي بي اس» كجزء من ترتيبات ناشر الكتاب، «سايمون آند تشوستر»، تمهيدا لطرحة في المكتبات. وعلى الرغم من الحظر الذي فرضه الناشر، فإن نسخة من الكتاب قد بيعت في مكتبة بمانهاتن لمنتج برنامج «كاونتداون» الذي تبثه شبكة «ام اس ان بي سي»، كما ان مقدم البرنامج، كيث اولبرمان، كان قد قرأ مقتطفات مسبقا في حلقة البرنامج التي قدمها يوم الاربعاء. ويرى محللون ان ما اورده كوو في كتابه ربما يلحق ضررا سياسيا بالحزب الجمهوري الذي يعتمد اصلا على قاعدة محافظين. وكان بول ويريش، وهو محافظ بارز معروف بعلاقته الوثيقة بالبيت الأبيض، قد تحدث عن سيل العوامل السلبية التي يتوقع ان تؤدي الى إحجام «الجمهوريين الذين يشعرون بالحرج» عن التصويت.

*خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الاوسط»