سفير إيران لدى فرنسا يحذر الشركات الأوروبية من نتائج فرض العقوبات

قال إن بلاده جاهزة لكل السيناريوهات

TT

حذر علي آهاني، سفير إيران في فرنسا، الدول والشركات الغربية من مغبة فرض عقوبات اقتصادية وغير اقتصادية على إيران. ودعا الولايات المتحدة الأميركية الى التنبه من الإقدام على مغامرة عسكرية ضد طهران، أو حتى توجيه ضربة عسكرية الى حليفتها سورية، مؤكدا أن بلاده «حضرت كل أنواع السيناريوهات» وأنها «جاهزة» لمواجهة المرحلة المقبلة.

تصريحات آهاني جاءت في إطار مؤتمر صحافي في نادي الصحافة العربية في باريس وكرسه للدفاع عن موقف بلاده في الملف النووي. وفيما تتدارس الدول الست الكبرى (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والمانيا) فرض عقوبات اقتصادية على إيران، أعرب السفير الإيراني عن أمله في أن تمتنع روسيا والصين عن «اللحاق» بالموقف الغربي، محمّلا الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية الدفع باتجاه العقوبات. وبحسب المسؤول الإيراني، فإن واشنطن «لن تخسر شيئا من فرض العقوبات» لأنها تفرض عقوباتها الخاصة على إيران منذ سنوات. واستطرد السفير الإيراني قائلا في لغة تتضمن تهديدا ضمنيا: «في ما خص الدول الأخرى خصوصا الأوروبية التي تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران، فإن شركاتها ستعاني من العقوبات». وكانت أوساط مطلعة في العاصمة الفرنسية قد أفادت أخيرا بأن عددا من الشركات الفرنسية، بينها شركة «توتال» النفطية التي تتمتع باستثمارات كبيرة في قطاع النفط والغاز الإيراني، «تمارس ضغوطا» على الحكومة الفرنسية لثنيها عن دعم فرض عقوبات على طهران.

ورفض السفير الإيراني الخوض في تفاصيل التدابير المضادة التي تحضر لها طهران للرد على عقوبات محتملة. غير أن مصدرا فرنسيا مطلعا قال لـ«الشرق الأوسط» إن «ثمة توجها متناميا داخل الإدارة الأميركية الى توجيه ضربات عسكرية جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية وضد المصالح الإستراتيجية» في هذا البلد بالرغم من الوضع في العراق. وبحسب هذه المصادر، فإن ضغوطا شديدة تمارس على الرئيس الأميركي والإدارة بشكل عام لسلوك هذا الخيار. وتؤكد المصادر الفرنسية أن من بين ما تتخوف منه الدول الغربية هو أن تعمد البحرية الإيرانية الى إغلاق مضيق هرمز بوجه الملاحة البحرية ما يمنع وصول النفط والغاز الى الخارج ليس من إيران فقط بل من عدة دول خليجية. غير أن السفير الإيراني يرى أن واشنطن ولندن «غارقتان في المشاكل وأنهما تعلمتا الدرس... وإذا هاجمتا إيران فعليهما تحمل النتائج التي لا يمكن التنبؤ بها ونحن جاهزون للمواجهة».

واستبعد آهاني أن تعمد إسرائيل الى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية كما فعلت في العراق بداية الثمانينات، معتبرا أن إسرائيل «لا يمكن أن ترتكب مثل هذا الخطأ»، مؤكدا أن بلاده «جاهزة لمواجهة التهديدات من أي مصدر أتت». وفي السياق عينه، أبدى آهاني تمسك بلاده باستمرار تحالفها مع سورية، واصفا هذه العلاقة بأنها «استراتيجية» وبأن إيران «حريصة على إجهاض المحاولات» الرامية الى فك هذه العلاقة. واستبعد آهاني أن «يجرؤ الأميركيون والإسرائيليون» على مهاجمة سورية.

وسعى السفير الإيراني الى طمأنة دول الخليج التي ترتبط ببلاده «بعلاقات طيبة» بالتأكيد على أن بلاده لا تسعى لامتلاك السلاح النووي وأنها «حريصة» على المحافظة على البيئة وأنها ترى في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية ضمانات كافية لتحاشي تلويث مياه الخليج. وبالنسبة إليه، فإن إثارة الملف البيئي غرضه «إثارة التوترات سعيا وراء استغلالها لاحقا».