العثور على 14 جثة في منطقة زراعية بالضلوعية.. ومقتل آمر «قوات العقرب»

فرض حظر التجول في الموصل بعد اشتباكات عنيفة بين مسلحين وقوات الأمن

TT

عثرت الشرطة العراقية امس على 14 جثة لعمال بناء، وقد جزت أعناقهم وقيدت أيديهم وأرجلهم، في منطقة زراعية شمال بغداد، حسبما اكدت مصادر أمنية امس. وكان القتلى الذين عثر على جثثهم في الضلوعية (40 كلم شمال بغداد) أمس من بين 17 عاملا، خطفوا لدى مغادرتهم العمل اول من أمس، حسبما افادت به وكالة رويترز. وذكر مصدر من الشرطة ان غالبية الضحايا ينتمون الى بلدة بلد، التي تقطنها غالبية شيعية. وقالت الشرطة انهم خطفوا في الفجر وقتلوا بايدي مسلحين مجهولي الهوية. ولم يتضح الدافع على الفور، لكن العراق يشهد عمليات قتل طائفية متبادلة بين الشيعة والسنة منذ الهجوم على مزار شيعي في سامراء في فبراير (شباط) الماضي. وفرضت الشرطة حظر تجول خلال ساعات النهار في الضلوعية.

من ناحية ثانية، اعلنت الشرطة العراقية أمس مقتل آمر قوات فوج طوارئ الحلة المعروفة باسم «قوات العقرب» التابعة لوزارة الداخلية، العقيد سلام المعموري بانفجار عبوة ناسفة قرب مكتبه في مقر القيادة، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وقال الملازم كاظم الشمري، ان «العقيد سلام المعموري قتل واصيب سبعة اخرون على الاقل من العناصر، بانفجار عبوة ناسفة وضعت داخل المقر، وسط الحلة (100 كلم جنوب بغداد)». واضاف «تم نقل العقيد الى المستشفى بعد اصابته، الا انه فارق الحياة قبل وصوله». واوضح ان الانفجار وقع عند الساعة العاشرة. وقال مصدر اخر في الشرطة ان ضابطا برتبة نقيب توفي لاحقا جراء اصابته بالانفجار.

يشار الى ان القوات الاميركية اشرفت على تدريب «قوات العقرب»، المكلفة محاربة «الارهابيين» جنوب بغداد، خصوصا في منطقة «مثلث الموت»، التي تضم اللطيفية واليوسفية وجرف الصخر والاسكندرية. يذكر ان العقيد المعموري، كان قد تعرض لخمس محاولات اغتيال سابقا.

من جهة اخرى، اعلن مصدر في شرطة كركوك مقتل اربعة اشخاص، بينهم ثلاثة من التيار الصدري وجندي في حادثين منفصلين صباح أمس . وقال النقيب عماد جاسم خضر ان «مسلحين ملثمين اطلقوا النار صباح اليوم (امس) على ثلاثة شبان، امام محل لبيع السجائر جنوب كركوك». مشيرا الى ان «القتلى هم من الشيعة الوافدين الذين جلبهم النظام السابق الى كركوك وينتمون الى التيار الصدري». واوضح من جهة اخرى ان «مسلحين اطلقوا النار على جندي عراقي امام منزله في وسط كركوك فاردوه».

وقال العقيد شيراز عبد الله، ان مسلحين مجهولين يستقلون سيارة طراز اوبل اطلقوا النار على تجمع للشبان شرق كركوك، في وقت متأخر مساء اول من امس، فقتلوا اثنين واصابوا ثالثا بجروح خطيرة». يذكر ان القوات العراقية شنت حملة شارك فيها 14 الف عسكري الاسبوع الماضي في كركوك للحد من عمليات العنف والانفجارات والاغتيالات.

وفي وقت لاحق امس، اكد مصدر مسؤول في شرطة بلد «العثور ظهراً على سبع جثث مجهولة الهوية قرب محطة السكك الحديد» غرب المدينة التي تقع قرب الضلوعية. واضاف ان «سكان بلد لم يتعرفوا على الجثث مما يدل على انهم ليسوا منها». وفي البصرة، اغتال مسلحون مجهولون أمس رجل دين شيعي واختطفوا أستاذا في كلية التربية الرياضية. وقال مصدر في الشرطة المحلية لـ«الشرق الأوسط»، ان مسلحين مجهولين ترجلوا من سيارتهم في منطقة القبلة غرب المدينة، وفتحوا نيران أسلحتهم باتجاه الشيخ رياض الاسدي الأمين العام لهيئة علماء الدين بالمحافظات الجنوبية واردوه في الحال. كما افاد المصدر بتعرض الدكتور محمد رمضان الاستاذ في كلية التربية الرياضية الى عملية اختطاف من قبل مجهولين، عندما كان في الطريق العام قبالة مستشفى الفيحاء وسط المحافظة، واقتادوه إلى جهة مجهولة. ايضا اقتحم مسلحون مجهولون مسكن الدكتور كاظم باقر، الاستاذ في كلية الآداب، الواقع بمنطقة الخليج العربي، وقيدوه مع باقي أفراد عائلته وجردوهم من أموالهم ممتلكاتهم الثمنية قبل ان يهربوا الى جهة مجهولة. من ناحية ثانية لزم سكان الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى، منازلهم بعد فرض حظر التجوال للمركبات والأفراد، من قبل محافظ نينوى دريد محمد كشمولة، من الساعة السادسة صباحا وحتى الثالثة عصرا، أمس بعد أن شهدت المدينة عمليات قامت بها مجاميع مسلحة مساء الخميس استهدفت قوات الامن العراقية.

وقال العقيد عبد الكريم الجبوري مدير غرفة عمليات قيادة شرطة نينوى، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الشرطة العراقية استطاعت أن ترد الهجمات، التي انطلقت من الجهة الجنوبية للمدينة، المحاذية لنهر لدجلة، وتمكنت من قتل 8 مسلحين واعتقال 21 وإصابة 2 آخرين، فيما أصيب أربعة من رجال الشرطة بجراح.

وأوضح أنه تمت عمليات تفتيش ومداهمة، في المناطق التي شهدت الاشتباكات، لمتابعة وملاحقة فلول المسلحين الهاربين.

ووصف العميد سعيد احمد عبد الله، مدير إعلام قيادة شرطة نينوى العملية التي جرت بالكبيرة، حيث تدخلت الشرطة العراقية ووحدات من الفرقة الثانية للجيش العراقي لصد الهجمات، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن الهجمات التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات انطلقت في الساعة 5:40 دقيقة مساء الخميس من منطقة أحياء (الدندان والجوسق والطيران والغزلاني)، وجميعها في الجانب الغربي من مدينة الموصل، شنها مسلحون، والقصد هو مبنى قيادة شرطة نينوى ومبنى المحافظة، بهدف إسقاطهما. وأضاف أسفرت العمليات عن الاستيلاء على عشر سيارات صغيرة وشاحنات تستخدم لنقل الأغنام والمواشي، محملة بكميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، كانت بحوزة المهاجمين. وأوضح مدير إعلام الشرطة أن المسلحين استخدموا الزوارق لنقل الأسلحة من قرية (حاوي يارمجة) المحاذية للجهة الشرقية لنهر دجلة، حيث استقبلهم مسلحون في الجهة الغربية للنهر في الموصل، وتم تحميلها بالسيارات ومنها إلى منطقة (الدندان). موضحا أن سبب اختيار المنطقة كونها تقع على الطريق المؤدي إلى المباني الرسمية في المدينة ولقربها من النهر، وأشار إلى أن المسلحين الذين تم اعتقالهم، من سكنة مناطق تلعفر والشورى خارج الموصل، وحتى من خارج محافظة نينوى، وان اغلبهم لا تتجاوز أعمارهم الـ20 عاما. وأضاف العميد سعيد احمد، أن وزير الداخلية العراقي امر بتكريم منتسبي شرطة الموصل بعد أن نجحوا في رد الهجمات.

وكان مسلحون مجهولون اغتالوا، اول امس في مدينة الموصل، العقيد الطيار في الجيش السابق صبحي المشهداني، وقال العميد سعيد احمد الجبوري مدير إعلام قيادة شرطة محافظة نينوى، إن صبحي محمد حسين المشهداني طيار متقاعد برتبة عقيد، اغتيل بالقرب من منزله الكائن في حي الوحدة جنوب شرق الموصل، وأضاف الجبوري ان مسلحين يستقلون سيارة باغتوا الضحية عندما توقف بسيارته لشراء الوقود وأمطروه بوابل من الرصاص وفروا إلى جهة مجهولة، ليتركوه مضرجا بدمائه في الشارع.