جماعات مسلحة تهدد مدارس باستهداف مدرسيها وطلابها إذا لم تغلق أبوابها

أهالي التلاميذ يضطرون لمرافقة أبنائهم ويشكون من عجز أجهزة الأمن عن توفير الحماية

TT

ظاهرة جديدة لم تكن ضمن حسابات الاجهزة الامنية العراقية طفت على السطح وباتت تشكل مشكلة تضاف الى اجندتها وايضا الى اجندات وزارة التربية والتعليم في العراق وتلزم الحكومة بمعالجتها باسرع وقت ممكن مخافة اتساعها وتطورها لتشمل مناطق اخرى وبشكل قد يؤثر سلبا على مستقبل التعليم في العراق.

والغريب في الامر ان هذه المشكلة ضلت طي الكتمان منذ بدء العام الدراسي حتى حضور رؤساء المجالس البلدية والمحلية الى مجلس محافظة بغداد ليطالبوا رئيس المجلس وبشكل شخصي بتوفير الحماية للمدارس التي تقع ضمن رقعتهم الجغرافية. وبين المشتكون باعتبارهم ممثلين عن مناطق بعضها تقع في وسط بغداد وخاصة في مناطق الكرخ وايضا مناطق المحيط مثل جسر ديالى والمحمودية والراشدية والمدائن والصويرة والخالص ان ادارات المدارس تلقت تهديدات مباشرة من قبل مجاميع مسلحة بالتوقف عن الدوام او يحل بهم وبطلابهم ما لا تحمد عقباه. واكدوا ان ادارات المدارس لجأت الى السلطات لحمايتها، لكن الاخيرة غير قادرة على تأمين وصول وخروج مئات الطلبة بشكل يومي من والى المدارس، ولهذا فهم بحاجة الى تدخل سريع.

احدى المدرسات في ثانوية جنوب شرق بغداد فضلت عدم الكشف عن هويتها بينت لـ«الشرق الأوسط» ان المدرسة تلقت تهديدات مباشرة «باقفال ابوابها او خطف المدرسات والطالبات ونحن بدورنا ورغبة منا في الابقاء على استمرارية الدوام نطالب كافة الجهات بتوفير الحماية للطلبة والكادر التدريسي». وتجولت «الشرق الأوسط» في عدد من المدارس في منطقة الكرخ وايضا في بعض المناطق التي تقع في ضواحي العاصمة بغداد وشاهدت الاهالي يتجمعون بكثرة عند ابواب المدارس، حيث اكد احد الاباء انه مجبر على ترك دوامه والحضور الى المدرسة لجلب ابنته وهي طالبة في مرحلة الثانوية. مواطن اخر اكد انه وبقية اخوانه بدأوا بتحديد واجبات بان يقوم كل واحد منهم باحضار ابنائهم من مدارسهم، خاصة ان قسما منهم في مدارس ابتدائية واخرى للبنات لكنهم مجبرون على فعل ذلك كل يوم مخافة تعرض ابنائهم للخطف على ايدي الجماعات الارهابية.