سولانا: الباب لا يزال مفتوحا لإجراء مباحثات نووية مع طهران

إصدار صحيفة «روزغار» في إيران بصحافيين عملوا في «شرق»

TT

قال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي، خافيير سولانا، إن المجتمع الدولي لم يغلق الباب أمام إجراء المزيد من المباحثات مع إيران بشأن وقف تخصيب اليورانيوم، لكن سولانا قال إن المشاورات مستمرة أيضا مع أعضاء مجلس الامن الدولي حول فرض عقوبات متوقعة في حالة استمرار طهران في تحدي المطالب بوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. ويأتي ذلك فيما انتقد الرئيس الايراني، محمود احمدي نجاد، قرار مجلس الامن بفرض عقوبات على كوريا الشمالية، متهما الولايات المتحدة باستغلال مجلس الامن كأداة لتحقيق هيمنتها على العالم. وقال سولانا خلال اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ أمس إن «الباب لا يزال مفتوحا، اقتراحنا لا يزال مطروحا». وذكر أنه لا يزال على اتصال مع كبير مفاوضي الملف النووي الايراني علي لاريجاني، لكنه اعترف بأنه ليست هناك حاجة للتوصل إلى اتفاق بشأن «عناصر أساسية» لبدء المفاوضات. ويصر الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على أن توقف إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم قبل بدء المفاوضات حول تقديم حزمة من الحوافز تتضمن نقل التكنولوجيا النووية الغربية السلمية إلى إيران. وتنفي طهران سعيها لبناء أسلحة نووية وترفض حتى الآن الانصياع لشروط الغرب لبدء المفاوضات النووية.

وتتحدث مسودة بيان اجتماع الوزراء المتوقع إصدارها في لوكسمبورغ عن شعور الاتحاد الاوروبي بـ«قلق عميق لأن إيران لم تعلق أنشطة إعادة معالجة (اليورانيوم) والانشطة المرتبطة بالتخصيب بعد». وعن تصميم الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على الدعوة إلى فرض عقوبات من جانب الامم المتحدة في حالة عدم وقف مثل هذه الانشطة. وتحذر الوثيقة من أن استمرار إيران في القيام بالانشطة المرتبطة باليورانيوم لن يترك أمام الاتحاد الاوروبي سوى خيار «تأييد المشاورات حول مثل هذه الأمور».

من ناحيته، قال محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان نحو 30 بلدا آخر ربما تمتلك القدرة على انتاج اسلحة نووية، اضافة الى الدول التسع التي تمتلك حاليا تلك الاسلحة. وقال البرادعي من فيينا أمس «يجب ان نطور نظاما دوليا جديدا وإلا فلن يقتصر عدد الدول النووية على تسع فقط ولكن سيكون لدينا 20 الى 30 دولة اخرى لديها القدرة على تطوير الاسلحة النووية خلال فترة قصيرة». وقال ان هذه الدول لديها الطرق والمعرفة الكافية لتخصيب اليورانيوم واعادة معالجة البلوتونيوم. وجاءت تصريحات البرادعي لدى افتتاح ندوة يشارك فيها نحو 500 خبير لمناقشة طرق تحسين الضوابط لضمان عدم استخدام البرامج النووية السلمية لاغراض عسكرية. وعلى صعيد آخر، صدرت صحيفة «روزغار» (الزمن) الجديدة المعتدلة امس بعد شهر على تعليق صدور صحيفة «شرق» المعتدلة من قبل هيئة الرقابة الايرانية على الصحف، والتي يهيمن عليها المحافظون. وتوظف الصحيفة الجديدة صحافيين عملوا في صحيفة «شرق» ونشرت عدة مقالات في عددها الاول تحمل تواقيع رؤساء تحرير سابقين في «شرق». وكانت هيئة الرقابة قد قررت تعليق صدور «شرق» لنشرها رسما كاريكاتوريا مهينا.

ويمثل الرسم الكاريكاتوري لعبة شطرنج يواجه فيها حمار حصانا. وكانت هالة تحيط بالحمار. ووجد البعض تقاربا بين هذا الرسم واعلان للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أكد فيه انه شعر بهالة من النور تحيط به لدى إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة عام 2005. ونفى الصحافيون في «شرق» هذا التفسير. و«شرق» المقربة من المعتدلين هي الاكثر جدية بين الصحف الوطنية الايرانية مع اصدار يفوق مائة الف نسخة في اليوم. وتصدر في ايران أكثر من خمسين صحيفة يومية، نصفها مقربة من المعتدلين او الاصلاحيين. وشهدت الصحافة الايرانية دفعا كبيرا في عهد الرئيس المعتدل محمد خاتمي (1997ـ2005) على الرغم من انها كانت عرضة لملاحقات قضائية متكررة مع اقفال بعض الصحف واحكام بالسجن ضد الصحافيين. وقد سمح للتو لصحيفة «ايران» الحكومية التي اقفلت في مايو (ايار) الماضي بسبب التحريض على الانقسام الإثني، بالصدور مجددا. وكانت الصحيفة قد نشرت رسما كاريكاتوريا يظهر ايرانيا من الاثنية الاذرية بشكل حشرة. وقدمت الصحيفة اعتذارا وأكد مديرها غلام حسين اسلامي فار خلال المحاكمة انها لم تقصد اهانة الأقلية الأذرية.