خلافات بين أبو مازن والقدومي وراء تأجيل اجتماع «مركزية فتح» في عمان

TT

قررت اللجنة المركزية العليا لحركة فتح تأجيل اجتماعها الذي كان مقررا عقده مساء أمس في عمان إلى موعد آخر بعد عيد الفطر المبارك. وقال فاروق القدومي (أبو اللطف)، أمين سر اللجنة المركزية العليا لحركة فتح في بيان مقتضب إن التأجيل جاء لأسباب طارئة تمس أمن الوطن، مما اضطر اللجنة المركزية إلى تأجيل الاجتماع. وأضاف انه جرى تكليف عدد من الأعضاء للسفر الى الداخل لمعالجة هذه القضايا التي لا تحتمل التأجيل. وأكد انه سيعلن عن موعد جديد لعقد اللجنة المركزية في وقت قريب.

قال الدكتور جمال نزال، الناطق باسم فتح في الضفة الغربية، إن الاجتماع تأجل إلى ما بعد عيد الفطر، بسبب الاجتياح الوشيك. وأضاف: «إن سبب التأجيل هو ضرورة العودة الفورية لجميع الأعضاء المقيمين بالداخل، بغية وجودهم في مواقعهم في حال ما إن تم الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة بالفعل». وتابع القول إنه تأكد للحركة، أن إسرائيل توشك بالفعل تنفيذ اعتداء شامل على قطاع غزة، من شأنه أن يعرض أمن الوطن لمخاطر يستدعي درؤها أن يكون الجميع في البلاد حاليا. من جانبه أكد السفير الفلسطيني لدى الأردن، عطا الله الخيري، أن سبب تأجيل الاجتماع يعود الى عدم اكتمال النصاب القانوني للاجتماع حيث حضر 9 أعضاء من اصل 17 عضوا. غير ان مصدرا مقربا من الرئيس محمود عباس (أبو مازن) الذي عاد الى الأراضي الفلسطينية قبل الإعلان عن التأجيل، قال لـ«الشرق الأوسط» ان السبب الحقيقي لتأجيل الاجتماع هو خلاف بين أبو مازن والقدومي حول رئاسة الاجتماع.

وأضاف المصدر أن أبو مازن أصر على رئاسته باعتباره رئيس دولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهكذا كان يفعل الرئيس الراحل ياسر عرفات. بينما أصر القدومي على رئاسة الاجتماع باعتباره أمين سر اللجنة المركزية.

وتابع المصدر القول إن خلافا آخر ربما يكون سببا للتأجيل وهو عدم دعوة الأعضاء المراقبين لحضور الاجتماع والعمل على ضمهم الى عضوية اللجنة.

وحسب مصد مطلع آخر فان أبو مازن الذي التقى أول من أمس العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وبحث معه آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، حاول الضغط على اللجنة من اجل الموافقة على ضم الأعضاء المراقبين اليها. ورفض ابو اللطف هذا الطلب وأيده في ذلك كل احمد قريع (أبو علاء) وعباس زكي. يذكر ان هذا التوتر في العلاقة بين أبو مازن والقدومي، ربما يعيد الخلاف بينهما الى المربع الأول، إذ انه يأتي بعد اقل من شهرين على المصالحة بينهما التي توجت في اجتماع اللجنة المركزية بكامل أعضائها عقد في العاصمة الأردنية عمان في 23 أغسطس (آب) الماضي. ومنذئذ أعيد ملف الشؤون الخارجية الى القدومي وأصبح الانسجام سمة مواقف قادة فتح بعدما كان الخلاف بين أبو مازن والقدومي يترك آثاره عليها.