الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح شامل لغزة بتوسيع عملياته الجوية والبرية

بيرتس: لسنا معنيين باجتياح لكن كميات هائلة من الأسلحة تدخل غزة ويجب مصادرتها

TT

تلقى الجيش الاسرائيلي أوامر، أمس، لتوسيع نطاق عملياته الحربية في قطاع غزة التي يستخدم فيها سلاح الطيران وسلاح المدرعات والمشاة. ومع أن وزير الدفاع، عمير بيرتس، قال ان هذه العمليات لا تأتي في اطار عملية اجتياح شامل وإنه شخصيا يسعى بكل قوته كي لا تتحول الى اجتياح كامل، لكنه في الوقت نفسه لم يستبعد أن «تضطر اسرائيل» الى القيام بعملية كهذه في حالة ممارسة التنظيمات المسلحة عمليات مقاومة.

وقال بيرتس، الذي كان يتحدث أمس في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية ان التنظيمات المسلحة عموما وحركة «حماس» بشكل خاص تبذل جهودا خارقة لامتلاك المزيد والمزيد من السلاح والمواد المتفجرة. وان اسرائيل لن تسمح لهذه التنظيمات ان تقاومها بطريقة حزب الله وانها تقوم بعملياتها الحالية من خلال تجربتها الأخيرة في لبنان.

واتهمت الحكومة الفلسطينية السلطات الاسرائيلية بالترويج لأكاذيب بشأن الأسلحة التي بحوزة المقاومة في غزة، تمهيداً لتصعيد شامل ضد الفلسطينيين، رغم أن الاحتلال حسب وزير الاعلام يوسف رزقة، لا يحتاج لمبرر لعدوانه المستمر، الذي أسفر خلال الأيام القليلة الماضية عن مقتل 23 فلسطينياً وجرح العشرات. وقال رزقة، رداً على مزاعم استخبارية اسرائيلية تتهم حركة «حماس» بحصولها على أسلحة متطورة، «إن هذه التقارير أكاذيب هدفها إسقاط الحكومة الفلسطينية». واضاف «إن هذه الاتهامات تهدف لإثارة الارتباك على الساحة الداخلية الفلسطينية»، موضحا أنه يصعب إدخال أسلحة عبر الحدود مع مصر.

وأشار الوزير الفلسطيني إلى أن التصريحات الاسرائيلية خطيرة «وتحمل رائحة القتل»، محذراً من أنها مقدمة لتصعيد عسكري شامل. وكان جنرال كبير في الجيش الاسرائيلي قد تحدث في الجلسة عن «خطة حربية متكاملة يعدها وينفذها الفلسطينيون على طريقة حزب الله». وقال ان هؤلاء يحفرون الخنادق تحت الأرض ويمتلكون في الخارج عددا من الأجهزة الإلكترونية التي ترصد تحركات الجيش الاسرائيلي بأدوات حساسة ويستوردون في الأسابيع الأخيرة كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة المصنوعة في ايران وسورية، وخصوصا الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، وكميات من الذخيرة وأطنان من المواد المتفجرة. واضاف الجنرال ان حرب لبنان الأخيرة غرست في نفوس الفلسطينيين روحا معنوية عالية لدرجة انهم باتوا واثقين من أن مصلحتهم تقتضي استمرار التوتر في المنطقة والمبادرة الى العمليات الحربية. وقال انه، والحالة كهذه لا بد من عمليات ردع مسبقة لكسر شوكتهم قبل أن يتمكنوا من تحقيق الانجازات على الأرض.

وطرحت الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية «أمان»، على بساط البحث في اللجنة تقريرا كانت قد عرضته مسبقا على الحكومة ويتناول خطة التنظيمات المسلحة الفلسطينية للبننة قطاع غزة والضفة الغربية. وزعم انه في الفترة القصيرة الماضية منذ انتهاء الحرب في لبنان، حصل الفلسطينيون على كميات هائلة من الأسلحة والمواد المتفجرة. وادعى ان قادة تنظيم «المرابطون»، وهو أحد التنظيمات العسكرية التابعة لحركة «حماس»، عقدوا أخيرا جلسة سرية تصرفوا خلالها كما لو انهم قيادة أركان جيش. فقد تباحثوا فيها حول كيفية التغلب على عنصر القوة الزائدة والتفوق لدى اسرائيل.

يذكران الحكومة الاسرائيلية بحثت الموضوع نفسه في جلستها الأخيرة، أول من أمس، فزعم رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية، العميد يوسي بايدتس، ان حماس وبقية التنظيمات تلقت كمية من الأسلحة تشير الى انها تستعد لحرب طويلة الأمد مع اسرائيل يكون لها فيها زمام المبادرة. فقد أدخلت خلال الفترة منذ الحرب وحتى اليوم ما لا يقل عن 20 طنا من المواد المتفجرة عن طريق معبر رفح وعن طريق خنادق وأنفاق وغيرها. كما ادعى ان هذه التنظيمات استوردت في الفترة نفسها عشرات الصواريخ المضادة للطائرات والدبابات وصنعت مئات صواريخ «قسام». وقال ان هذه التنظيمات حصلت على صاروخ جديد روسي الصنع تمتلكه لأول مرة، من طراز «كونكورس»، وهو مضاد للدبابات ومداه أربعة كيلومترات، وقد استخدم حزب الله بنجاح صاروخا مشابها له خلال الحرب الأخيرة في لبنان، التي دمرت فيها 46 دبابة اسرائيلية حديثة.

وأعرب بايدتس عن قلق الجيش الاسرائيلي من هذا التطور وقال ان «حماس» تستعد لادارة حرب حقيقية ضد اسرائيل في أول مناسبة تسنح لها. وقال انه في حال اجتياح الجيش لغزة، تنوي «حماس» مقاومته بشراسة بواسطة الصواريخ المضادة للدبابات وتوسيع نطاق الحرب بقصف صاروخي مكثف على البلدات الاسرائيلية الجنوبية، تماما كما فعل حزب الله في فترة الحرب الأخيرة. واضاف بيرتس، ان قوات الجيش تلقت التعليمات لضرب التنظيمات الفلسطينية بلا رحمة وبلا تمييز بين «حماس» او «فتح» أو «الجهاد الاسلامي» أو غيرها. وقال: «لن نسمح بتكرار تجربة لبنان في غزة، وسنسبق الارهابيين هناك في حربنا». وهنا اضاف ممثل الاستخبارات العسكرية ان نشطاء «حماس» أطلقوا صاروخا على دبابة اسرائيلية في الأسبوع الماضي فرد الجيش الاسرائيلي بقتل سبعة مسلحين وان فرقة من أربعة مسلحين حاولت قذف صاروخ باتجاه اسرائيل فقصفتهم طائرة اسرائيلية و«سحقتهم سحقا». وأضاف قائلا: «الجيش يدرك بأن تجربة لبنان يجب أن لا تعود، مهما كلف ذلك من ثمن».

يذكر ان رئيس الوزراء ايهود أولمرت هدد في جلسة الحكومة بحرب لا هوادة فيها ضد التنظيمات الفلسطينية المسلحة.