صدام يدعو إلى الالتزام بـ«العدالة في المقاومة».. و«العفو» حتى عن قتلة ولديه

تأجيل محاكمته في قضية الدجيل إلى 5 نوفمبر «لاستكمال التدقيقات»

TT

في رسالة موجهة الى الشعب العراقي، دعا الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين فصائل ما اسماها «المقاومة» العراقية، الى «اعتماد الحق والعدل في جهادها». كما دعا العراقيين الى الحفاظ على وحدتهم.

وقال صدام، في الرسالة التي حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منها من محاميه خليل الدليمي، ان «مقاومة الغزاة حق وواجب، ومثلهم من سهل لهم الأمر ولم يرعووا وأبقوا على موقف العداء مناصرة العدو والعدوان الغربي والشرقي على حد سواء». واضاف «لكني أدعوكم أيها الأخوة والرفاق تحت عناوينكم ومسمياتكم في المقاومة الباسلة، وفي المقدمة شعب العراق الأبي العظيم، إلى أن تعتمدوا الحق والعدل في جهادكم ولا يجرنكم إلى ما يسيء إليه هوى أو طيش لا سمح الله».

وتابع صدام «أدعوكم إلى التسامح بدل التشدد مع من تاه وأضاع الدرب الصحيح ليهتدي إذا ظهر من أهلها بارقة أمل، وأن لا تنسوا أن عليكم واجبا لتنقذوه من نفسه وتهدوه إلى الطريق الصحيح، وأن يبقى باب العفو والتسامح مفتوحا أمام الجميع، حتى اللحظة التي تسبق ساعة التحرير الناجز باذنه تعالى». وقال «عليكم أن تتذكروا ولا تنسوا أن هدفكم القريب ينحصر في تحرير بلدكم من قوى الغزو وتابعيه وليس له بعد آخر لتصفية حسابات أخرى خارج هذا الهدف».

واوضح صدام انه «على هذا ينبغي أن لا تضربوا على أساس مواتاة الفرصة أمام فوهة البندقية فحسب، وإنما على أساس الضرورة الملجئة التي تهدف إلى تحرير العراق من الغزو اللعين وذيوله وتابعيه، وأن لا يغيب عن بالكم أن التحرير هو الهدف وأن كل عمل خارج الضرورة الواجبة لإنجاز الهدف ميل أو أنحراف عن خط جهادكم».

ودعا صدام الى العفو حتى عن اولئك الذين قتلوا «ابناء صدام حسين عفوا صادقا لوجه الله لا رجعة فيه». واضاف «لا تظلموا احدا، اذ انكم اذا ظلمتم فكأنكم تظلمون انفسكم لانكم تنزعون عنكم حق الله فيكم وتتيحون الفرص للمتصيدين ليشوهوا جهادكم ونضالكم».

كما دعا صدام العراقيين الى الحفاظ على وحدتهم، وقال ان «العراق العظيم واحد غير مجزأ تحت اي لون ولافتة وادعاء (...)، وما كان يوما في العراق سبب حقيقي للتفرقة». واضاف «كلنا نذكره العراق الواحد العظيم عربا وكردا ومن كل الديانات والمذاهب والالوان، مما يجعلنا فخورين بأننا شعب واحد، بغض النظر عن القومية والاديان والمذاهب».

من ناحية ثانية، قررت المحكمة الجنائية الخاصة، التي تحاكم صدام حسين تأجيل الجلسة التي كانت مقررة امس في قضية الدجيل، الى الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) لغرض استكمال التدقيقات. وافاد بيان للمحكمة بانها «قررت تأجيل جلسة المحاكمة لغرض استكمال التدقيقات في قضية الدجيل وتحديد الاحد الخامس من نوفمبر المقبل موعدا للجلسة القادمة».

ومن جانبه قال رئيس الادعاء العام في قضية الدجيل جعفر الموسوي لوكالة الصحافة الفرنسية، انه «اذا اكملت المحكمة التحقيقات كافة والاجراءات، سوف يتم النطق بالحكم في الخامس من الشهر المقبل».

ويمثل الرئيس العراقي المخلوع امام المحكمة الجنائية العراقية العليا بتهمة ارتكاب «ابادة جماعية» بحق الاكراد خلال «حملة الانفال» عام 1988، كما يحاكم بتهمة قتل 143 شيعيا من سكان الدجيل، اثر تعرض موكبه لاطلاق نار قرب هذه البلدة عام 1982. ويواجه صدام عقوبة الاعدام في قضية الدجيل.

وقال رائد جوحي، الناطق باسم المحكمة لوكالة رويترز، «قرار النطق بالحكم او تحديد تاريخ له، قرار يرجع الى المحكمة، وهي تفعل ما تراه مناسبا». واضاف انه «اذا رأت المحكمة انها اكملت تحقيقاتها وكل اجراءاتها ووجدت نفسها جاهزة للنطق بالحكم، فانها قد تقوم بالاعلان عن الحكم النهائي في الجلسة القادمة».