نفوق أكثر من نصف عدد الجمال التي أهداها ملك المغرب لبيرو

TT

ارتفع عدد الجمال النـافقة الى ستة من مجموع 10 أهداها العاهل المغربي الملك محمد السادس، في وقت سابق، لبلدية «إيكا» في جنوب بيـرو (اميركـا الجنوبيـة).

ورجح عدد من الصحف الصادرة في بيرو (أميركا الجنوبية) فرضية تعرض الجمال لعملية مدبرة استهدفت القضاء عليها لأسباب لم تتضح إلى الآن بكيفية جلية، وإن كانت تقارير أشارت إلى أن الاعتداء الغادر على النوق قد يقف خلفه صراع سياسي على البلدية، على اعتبار أن عمدتها الحالي لن يعيد ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة.

وتقوت فرضية المؤامرة، إثر الإعلان عن نتائج التحليلات التي أجريت على الجملين اللذين نفقا أولا منذ أكثر من أسبوع، حيث تأكد خلو أجزاء من جسميهما من بكتيريا أو تعرضهما لفيروسات قاتلة ما يعني عدم إصابتهما بوباء. وأمام تلك النتائج ألح عضو الكونغرس البيروفي، النائب غونثالث بوصادا، على السلطات القضائية كي تجري تحقيقا شاملا لمعرفة المتسببين في نفوق الجمال التي ارتفع عددها إلى ستة، بعد أن طال نفس المصير اثنين أول من أمس (الأحد). ولم يبق من العشرة إلا أربعة يتهددهم مصير الموت حيث أشارت مصادر بيطرية إلى أنهم فقدوا القدرة بنسبة 50 في المائة، ما فرض وضعهم تحت المراقبة البيطرية على مدى 24 ساعة، تحسبا لأي طارئ.

ويعود حماس بوصادا، عضو الكونغرس البيروفي لقضية الجمال المغربية، وإصراره على كشف الحقيقة الكاملة عن المصير التراجيدي الذي آلت إليه، كونه كان أحد الساعين إلى استقدامها من المغرب، وسافر إليه لتلك الغاية فاستجاب الملك محمد السادس لالتماس الوفد الزائر.

وحمل بوصادا مسؤولية ما جرى للجمال للسلطات البلدية في المدينة التي لم توفر الرعاية البيطرية للقطيع، وتساءل عن معنى العثور في أحشائها على مواد بلاستكية، معتبرا ذلك اهمالا مدبرا.

إلى ذلك، اضطر فريق من الأطباء البيطريين في بيرو قوامه أكثر من 20 بيطريا أشرفوا على علاج النوق الهالكة إلى إجراء اتصال مباشر مع نظـرائهم المغاربة عبر وسائل «المالتيمديا» أتاحت لهم تبادل الرأي بخصوص ما وقع للجمال. وأكد الجانب المغربي لهم أنها أرسلت سليمة من أي مرض.

وحرك الحادث فضول الرأي العام في بيرو الذي تابع فصوله، وكذا المؤرخين الذيـن بدأوا يبحثون في صفحـات تاريخ وجود الجمال ببلدهـم، حيث اتضح أنه قليل ولكنها مألوفة، اقتيدت إلى بيرو منذ ما يقرب من 500 عام، بدليل أن بعض المؤرخين القدامى تحدثوا عنها، ووصفها الرحالة، ودونوا معلومــات عنها في مذكرات مشاهداتهم.